الخاسر الأكبر في كاس العالم
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

كثيرون هم الخاسرون في نهائيات كأس العالم لكرة القدم ويرتفع عددهم من جولة لأخرى، فهذا اللاعب فشل في الوصول لدور متقدم في البطولة، وذاك المدرب كان يحلم بالذهاب بعيداً في النهائيات، لكنهم غادروا جميعاً، وأخذ الإعلاميون بالبحث عن الخاسر الأكبر فيهم، وهنا تنبه الغالبية العظمي أن الخاسر الأكبر لم يكن لاعب أو مدرب ولا حتى منتخب، بل كان كيان غاصب محتل لأرض فلسطين حين أقيمت البطولة وللمرة الأولى بمشاركة ثلاث وثلاثون دولة، منها إثنين وثلاثين دولة تخوض منتخباتها منافسات كرة القدم، وهناك دولة تفوقت عليهم جميعاً كونها لم تغب عن المدرجات، فهتفت لها الجماهير في شتى المباريات وكانت حاضرة في قلوب الجميع، حقاً إنها فلسطين التي أثبتت ان العرب أمة واحدة وأنها راسخة في جميع القلوب العربية والشريفة في أرجاء العالم ، ليشعر من زحفوا صوب تل الربيع المُحتلة من سياسيين عرب بمرارة الهزيمة وفداحة الخسارة وسوء المُنقلب.

فلسطين كانت الحاضر الأبرز فقد رافقت المتواجدين في قطر حيثما توجهوا، فالأعلام الفلسطينية تخفق في كل مكان والهتاف لها في كل لقاء، ففلسطين حضرت كأس العالم بكل بهائها وجمالها وهيبتها وأبطالها وشهدائها، حضرت بتاريخها وحاضرها ومستقبلها، جاءت لتلغي وجود الكيان الصهيوني وتهزم إعلامه الهزيل، والذي تلقى الصفعة تلو الأخرى من عرب يقطنون شتى الدول ومن أطفال يعلمون أن الصهاينة محتلون، لتتوحد لغة الضاد وكتاب الله وسنة نبية بمعشوقتهم فلسطين والتي ستبقى على مر الزمن، وهنا أدرك الصهاينة أن الشعوب العربية ضدهم ولا تحبهم ولن تكون على وفاق معهم وأن حلم التطبيع مجرد حبر على ورق بين السياسيين، وان من يحمي الصهاينة من قوة العرب واستعادتهم لفلسطين هي قرارات ستذوب مع الايام كما سيذوب الكيان وزعيمهم الأعور الدجال.

ولم يتوقف الأمر عند هذا، فقد تعاطف مع القضية الفلسطينية عشرات الآلاف من زوار قطر الذين قدموا لتشجيع منتخبات بلادهم، ليتحولوا إلى داعمين للقضية الفلسطينية ومشجعين لها، فهذا من الأورغواي يرفع علم فلسطين والقادم من البرازيل يبكى لموقف إنساني من فلسطيني شهم، وذلك يرتدي قميص فلسطين وأخر يضع باعتزاز وشاحها على كتفة، وتلك الجميلة تضع على رأسها الكوفية الفلسطينية، وبجانبها طفل مكتوب على ظهر قميصه “الحرية لفلسطين”، لتكون هذه المشاهد رسالة للأمم المتحدة التي باعت فلسطين في المزاد العلني، لتصلهم رسالة عظيمة فحواها “اننا شعوب العالم نرفض قراركم وجبروتكم ومنحكم فلسطين للصهاينة لتكون لهم وطنا، فهذه الأرض لها شعبها وتاريخها وحضارتها”، لذا لن نعترف إلا بفلسطين وطناً للفلسطينين طال الزمن أو قصر.

آخر الكلام:

انتصرت قطر بكاس العالم لفلسطين وطوعت الرياضة لايصال رسالة للعالم هي الأعظم والأهم، بأننا كشعوب عربية وأشراف العالم الحُر سنبقى مع القضية الفلسطينية ولن نترك شعبها وحيداً، ففلسطين ستعود لأهلها ولن يتم نساينها أو شطبها من كتب التاريخ، وإن تم ذلك في بعض الدول فقد أعادت كأس العالم التي دخلت كل بيت فلسطين لجميع القلوب والعقول.

زر الذهاب إلى الأعلى