الوحدات بين جيلين .. والفارق الفني والفكري ينتصر للذهبي
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
عايشت نادي الوحدات منذ صعوده لدوري الأضواء، وتابعت تصرفات لاعبيه العاشقين لجمهور الفريق وللقميص الذي يرتدون، فشاهدت حباً لا يوصف بينهم وتماسك كبير، فالفريق قد يفوز وقد يخسر والجمهور بطبعه يبحث عن الفوز والألقاب، لذا يغضب الجمهور المكون من ثقافات متعددة وفكر مختلف ويملك طرق عشق متباينة، ليكون رد الفعل مختلف من مشجع لآخر، وقد يغضب الجمهور جميعه من لاعب بسبب تراجع مستواه، وهذا حق للجمهور الباحث على أن يكون فريقه الأفضل بين الجميع.
ولا زلت أتذكر النجوم الكبار الذين صنعوا مجد الوحدات وساهموا ببناء تاريخ كرة القدم الأردنية، وكيف كانوا يتصرفون وكيف يتعاملون مع الجمهور، فهؤلاء النجوم الكُثر عَلِموا كيف يجعلون الجمهور يتعلق بهم ويصفق لهم، فرأفت علي وعامر ذيب وحسن عبد الفتاح وعبدالله أبو زمع ومحمود شلباية ابرز نجوم المرحلة الذهبية للوحدات، لم يكن مستواهم ثابت في جميع المباريات، فهم بشر لديهم ما ينغص عليهم حياتهم وقد يكون لديهم بعض المشاكل في تلك المرحلة، وكانوا يدركون هذا الأمر لذا ما أن يحققوا إنجازات بتسجيل هدف حتى يذهبوا صوب جمهور فريقهم ويضعون أياديهم على رؤوسهم ويحنون رقابهم أمام الجمهور كنوع من الاعتذار على تراجع مستواهم وأنهم سيكونون أفضل، وهنا كان يتفاعل الجمهور معهم بايجابية ويصفق لهم مطولا.
وحتى مع جمهور الفرق المنافسة لم نجد من أعضاء الجيل الذهبي في الوحدات أي تصرف مسيء لها، إلا في حالات ضيقة جداً، لنجد ان لاعب بحجم عامر شفيع حارس الوحدات حين أصيب في لقاء فريقه والفيصلي هتف له جمهور الفيصلي، كونه استطاع أن يكسب قلوب الجميع، وهذا ذكاء من لاعب لا زالت ذكراه العطرة تجوب الملاعب، وكانت جماهير الفرق المنافسة تخشى على حسن وعامر من الإصابة كونهما نجوم المنتخب، وهذا كله جاء بفضل إنتشار روح الأخوة بين لاعبي الفرق جميعا.
لكن اليوم يبدو ان بعض اللاعبين قد ضلوا الطريق وخرجوا علينا بطرق للاحتفال حين يسجلون هدفاً لا تتناسب مع عراقة الوحدات وتاريخه ورسالته، والسبب ان هؤلاء اللاعبين وصلوا لمرحلة مرتفعة من الضغط النفسي بسبب تراجع مستواهم أو عدم قدرتهم على التفاهم مع زملائهم داخل الملعب، لنجد أنهم ينفجرون سلبية حين يسجلون هدفاً ويقومون بحركات استفزازية لجمهور الوحدات وجمهور الفرق المنافسة، وهذا أمر مرفوض في رسالة الوحدات ونهجه، حيث كان على اللاعبين أن يقتدوا بالسلف المبدع بالإعتذار للجمهور بدلاً من التنمر عليه، كون الجمهور هو من يرفع اللاعب ويخفض شعبيته، فهل نجد عودة من اللاعبين للطريق السليم؟، وهل يعمل الطاقم الإداري على تفادي هذه التصرفات؟، هذا ما ننتظرة من إدارة الوحدات.