لبناننا نحن نحتاجك انهض لاجلنا نحن ننتظر
النشرة الدولية –
بقلم ميساء عبد الخالق
كم هو مؤسف انعدام الرؤية والخطط الانمائية في بلد كان يلقب يوماً ب “سويسرا الشرق”، نشعر بالصدمة كشعب لبناني بعد ان استفقنا جميعاً على كابوس اننا نعيش في دولة لم تخطط يوماً لدعم القطاعات الانتاجية وفي مقدمتها الزراعة والصناعة ، وما كشف عورة كل ذلك انهيار القطاع المصرفي الذي كان ميزة لبنان في محيطه العربي الى جانب انهيار القطاع السياحي تحت وطأة الغلاء وعزوف السياح من دول العالم خاصة ودول الخليج خاصة عن زيارة لبنان بسبب عدم الاستقرار السياسي وما يستتبع ذلك من مخاوف امنية، ولكن لا ادري اذا كان تكيف الشعب اللبناني مع هذه الظروف القاهرة مصدر اعتزاز ودليل على ارادة الحياة لديهم أم مصدر مهانة ودليل على الخذلان والتكيف مع الظروف المأساوة حيث بات الحد الأدنى للأجور المقدر ب ٦٧٥ الف ليرة يعادل ثمن صفيحتي بنزين لا تكفي الموظف للذهاب الى عمله، كل يوم نتساءل هل رضخ اللبناني لهذا الواقع المرير بعد ان بات جزء كبير من اللبنانيين يؤمن قوت يومه من ارساليات أهله وذويه في بلاد الاغتراب، هل انحصر حلم اللبناني وتفكيره بأن الفرج قادم مع بدء برامج الدعم الاجتماعية وحملات المساعدات الانسانية…ماذا ينتظرنا من سواد الأيام أو بياضها بعد ان انهارت ثقتنا بالحكام واهل السياسة على وقع السجالات السياسية التي تنحصر في اطار المصالح الضيقة بعيداً عن هموم الوطن والمواطن، كلنا نشعر بالقلق على مصير الوطن، كلنا نخاف على لبنان، كلنا نخاف على السلم الأهلي ،كلنا نخاف من ان نتحول من دولة القانون والمؤسسات الى شريعة الغاب ، كم هو مؤسف ان يتحول طموحنا جميعاً شباباً وشيباً الى الهجرة خارج اصقاع الوطن وكلامنا عن امكانية التخلي عن باسبورنا اللبناني مقابل العيش في بلد يؤمن لنا الكرامة الانسانية، كم هو مؤسف يا وطني الجميل ان نطعنك بخناجر من صنع حكامنا وولادة الأمر ، نعم يا لبنان لقد اهدوك” بدال الوردة سكينَ”…كم نحن جبناء أمام عزتك وجبروتك وأمام ارز الرب الشامخ في أعالي جبالك، كم نحن صغار أمام قادة عظماء صنعوا مجد وتاريخ لبنان، كم نحن ذليلون أمام حضارات وثقافات عبرت هذه الارض الطيبة، كم نخجل من انفسنا ان اسمك يا وطني يتردد في وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية كنموذج عن الألم والفشل والانهيار والأزمات السياسية والاقتصادية.
يا لبناننا انهض انهض سيبقى الأمل بأنك ستخرج من غياهب الانهيار والانحدار بارادة ابنائك والمثقفين والمتعلمين ولن نتركك فريسة ل ذئاب السياسية الذين عاثوا فساداً بالبلاد واذلوا العباد…يا لبناننا انهض انهض واشمخ كأرز الرب في جبالك ، نحن كشعب ننتظر قيامتك من جديد ولن نيأس مهما كثرت الصعاب ومهما بلغ حجم المعاناة من فقر وبؤس وقهر وطوابير ذل، نحن شعب يؤمن ان لكل ظالم نهاية وان كل مسؤول عن سبب انهيار لبنان مكانه مزبلة التاريخ وان عقاب الله اقسى من عقاب الدنيا …لبناننا نحن نحتاجك انهض لاجلنا نحن ننتظر.