مذاقُ القُبَل

د. زينة جرادي

النشرة الدولية –

مذاقُ القُبَل

على ضفافِ الحنينِ تفترِشُ عرشَ السُّؤدُدْ

يَخفِقُ قلبُكَ نابضًا بالهُيام

يُجَلِّلُكَ حُلْمٌ لا يؤمنُ بالنهايات

حياةٌ في مُنتَصَفِ الحياة

ثَمّةَ أحاسيسُ تهطِلُ كمطرٍ يروي المشاعر

إني أرى البحرَ جاثيًا على أقدامِ الصخور

أحتاجُ عصا موسى لعبورِه

لا خياراتِ عندَك

‏ستُلقي بنفسِكَ في أحضاني لتغفو كطفلٍ في خوابي الغرام

روِّض مشاعرَكَ، أوقِف نزيفَ الشّك

يَحلو الحُبُّ على أكتافِ الغيمِ ورفوفِ النور

على عزفِ زخَّاتِ المطر

في حدائقي الغَنّاء نبتَ الصمتُ مُكَحَّلًا بالنسيان

تحرِقُ الأيامُ عمري

تبتلِعُها

كأُفولِ ما مضى قبلَ دقائقِنا الأخيرة

تاهَ الليلُ حينَ انتَثَرَتِ النجومُ على صدرِ السماء

فأصابَ القمرَ الشُّحُوب

ينسِجُني ويطرِّزُني طيفُك

أنا سجينةُ هذا الجسد

ارتدتِ المرايا أحلامي

سأسرِقُ من ثغرِكَ لثمةً تُلَوِّنُ مذاقَ القُبَل

زَنَّرَني القلقُ فشرِبتُ مَرارةَ الحب

هل تعرفُ معنى أن يحتضِرَ القلب

أن تعودَ من الحُلْمِ البعيد

أن تدنوَ من حبلِ الوريد!

الآن فقط تؤوبُ بعدَ غياب

تَتَزَيَّا بأجملِ الملابسِ والعُطور

بعدَ أن فرَّقَنا الطريق

لا أنتَ قريبٌ ولستَ بِبَعيد

تصخَّرت قدمايَ في أنصافِ الأماكن

وانطوى العُمرُ حينَ هوى الهوى

حينَ غادَرْتَ وأقفلتَ وراءَكَ بابَ الإياب

وسقطْتَ في جليدٍ غلَّفَهُ الرحيل

زر الذهاب إلى الأعلى