مفاوضات تشكيل الحكومة اللبنانية على نار المفاوضات الحدودية مع الاحتلال
بقلم: ايناس كريمة
النشرة الدولية –
لبنان 24 –
تسير المفاوضات المرتبطة بملف الحدود البحرية جنباً الى جنب مع عملية تشكيل الحكومة. كثيرون هم من يرون أن ظاهر الأمر يؤكد عدم ترابط هذين الملفّين، لكن الواقع يقول عكس ذلك، حيث أن عملية التشكيل وتبعاتها سواء استقرّت على تسوية ما او جنحت نحو التصعيد، مرتبطة بشكل او بآخر بالمسار الذي ستتخذه المفاوضات على الحدود البحرية.
خلال الفترة الماضية تظهّر توجه لدى عدد كبير من المتابعين للملف السياسي للتأكيد على فكرة ان التسوية حاصلة لا محالة وان تشكيل الحكومة او عدمه لن يؤثر في المسار السياسي العام في لبنان، إذ إن الفراغ الرئاسي، إن حصل، سيليه عملية توافق داخلية واسعة مدعومة بتسويات خارجية ستؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد نهاية عهد الرئيس ميشال عون وبدء مسار استقرار طويل.
هذا الجو تراجع مع تقدّم ملف ترسيم الحدود والتصعيد الكبير الذي طرأ في الاسابيع الفائتة بين القوى المعنية، حتى أن “التيار الوطني الحر” ألمح في اكثر من مرة الى خطوات سياسية عالية السقف في حال تعذّر الوصول الى تسوية حدودية.
هذا التصعيد يعني فتح باب المواجهة مع الولايات المتحدة الاميركية، وبعيدا عن خيارات “حزب الله” التي قد تشرّع الابواب ايضاً امام تطورات عسكرية وتصعيد كبير في المنطقة، يبدو أن المناوشات السياسية اللبنانية ستؤثر حتماً على مختلف المسارات وحتى الدستورية منها والتي ينتظرها اللبنانيون لإيجاد حلول لأزماتهم المعيشية.
من الواضح ان الاميركيين قد بدأوا بالتلميح قبل مدة بأنهم قادرون على خلق حلول بسيطة ومحدودة للازمات من خلال اعادة فتح النقاش حول نقل الغاز المصري والكهرباء الاردنية الى لبنان، الامر الذي تزامن مع الفترة التي لاحت فيها مؤشرات التصعيد في ملف الغاز في البحر، لذلك فإن التطورات التي تتزايد حدّة ستزيد من عرقلة المسار السياسي الداخلي.
هكذا ستصبح عملية تشكيل الحكومة بالغة الاهمية مع مرور الوقت ومع ارتفاع وتيرة التصعيد العكسري والامني الذي هبّ قبل اسبوع، اذ ان عدم التشكيل يعني أن البلاد تتجه نحو فراغ طويل الامد وان التسوية الاقليمية ستتراجع أسهمها اضافة الى التسوية الداخلية، ما يعني حتماّ ان لا رئيس جديداً في قصر بعبدا، الامر الذي سيفتح المجال لانهيارات واسعة في بنى المؤسسات، الى جانب تسارع الانهيار الاقتصادي الى مستويات غير مسبوقة. من هنا يمكن الحديث عن جدية اقليمية ودولية للدفع باتجاه تشكيل حكومة تجنّباً للأسوأ.