بعد الإصابة بـ”أوميكرون”… كم عليك البقاء بالحجر؟

النشرة الدولية –

لبنان 24 –  ستيفاني راضي –

لا شكّ أنّ عبارة “الحجر الصحّي” كانت من أكثر العبارات استعمالًا وتطبيقًا خلال السّنتين الماضيتين، بسبب انتشار فيروس “كورونا”، واضطرار المصابين إلى عزل أنفسهم تفاديًا لنقل العدوى.ومع بداية تفشّي الفيروس، كان يتطلّب البروتوكول الصحّي من المصاب البقاء في الحجر لمدّة 14 يومًا، إلّا أنّ هذه القاعدة تغيّرت اليوم.

دول قلّلت من أيّام الحجر

كشفت دراسة أميركيّة حديثة، نشرتها وسائل إعلام أجنبية، أنّ “الملقّحين يحتاجون إلى نحو 5.5 يوم للشّفاء من كورونا، وتزيد المدّة إلى 7.5 يوم بالنّسية إلى غير الملقّحين”.عقب ذلك، قرّرت المراكز الأميركيّة للسّيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن تقلّص فترة  الحجر الصحّي للمصابين بـ”كورونا” من 10 إلى 5 أيّام، في حال لم تعد لديهم أعراض، على أن يلتزموا بارتداء الكمّامات لـ5 أيّام أُخرى على الأقل. أوروبيًّا، سارت اليونان على خطى الولايات المتّحدة الأميركيّة، وخفّفت مدّة الحجر الصحّي لتصل إلى خمسة أيّام للمصابين. إلّا أنّ فرنسا، بريطانيا، إسبانيا وإيرلندا قرّرت تخفيض فترة الحجر إلى 7 أيّام فقط.ماذا عن لبنان؟ أُصيب المواطن الياس الياس بـ”كورونا” (حاصل على اللّقاح)، خلال فترة عيد الميلاد، ولم يكن يعاني سوى من نزلة برد بسيطة، تعافى منها بعد 3 أيّام من الإصابة. وبعد إجرائه فحص “كورونا” عقب 7 أيّام، أتت النّتيجة سلبيّة، أي أنّه شُفي من المرض؛ فأُفرج عنه من الحجر.

حتّى السّاعة، لم يصدر أيّ قرار رسمي حول تخفيض فترة العزل للمصابين بالفيروس في لبنان، الّذي يتّبع عادةً النّظام الفرنسي؛ بالتّالي من المحتمل تخفيض فترة العزل إلى 7 أيّام.

وعن تقليص العديد من البلدان مدّة الحجر، أشار طبيب الجراحة العامّة وأمراض الكبد وفيروسات الكبد الدّكتور محمد حجيج، لـ”لبنان 24″، إلى أنّ “كلّ بلد يدرس وضعه الصحّي ويتّخذ الإجراءات على أساسه، فلم تعد هناك قاعدة واحدة تلتزم بها كلّ الدّول”.

ولفت إلى أنّ “أوميكرون هو المتحوّر الطّاغي اليوم في العالم، أمّا متحوّر “دلتا” فبدأ بالاختفاء من عدّة دول، وسيختفي نهائيًّا قريبًا”، مؤكّدًا أنّ “الفيروس منتشر والكل سيُصاب به عاجلًا أم آجلًا، بخاصّة أنّ من الصّعب تجنّب المتحوّرات الجديدة”.

كما كشف حجيج أنّ “بعد ظهور عوارض الإصابة بالفيروس، تستمرّ فترة العدوى بين 6 و7 أيّام، لدى الملقّح وغير الملقّح، إنّما ما يختلف هو حدّة العوارض”، موضحًا أنّ “من حصل على الطّعم قد تظهر عليه عوارض بسيطة وقد لا تظهر إطلاقًا، بعكس من لم يتلقّ اللّقاح”. وركّز على أنّ “أوميكرون يتكاثر إجمالًا في الجزء العلوي من الجسم، بدلًا من الرّئتين”.

ماذا عن المخالطين؟

ذكر حجيج أنّ “في جنوب إفريقيا، لم يعد الشّخص الّذي خالط مصابًا مجبرًا على دخول الحجر، أمّا في أميركا فهو مضطرّ إلى عزل نفسه لمدّة 5 أيّام”، شارحًا أنّ “فترة حصانة الفيروس تتراوح بين 4 إلى 5 أيّام حتّى تظهر العوارض، وفي حال لم يظهر أي عارض فليس من الضّروري إجراء الفحص”.لكن بالمقابل، تقول جهات صحيّة أنّ من الضّروري إجراء فحص “كورونا” بعد نحو 5 أيّام من مخالطة شخص مصاب، لأنّه من الممكن ألّا تظهر أيّ عوارض على المخالط، في حين أنّه قد يكون مصابًا.وشدّد على أنّه “لتجنّب العدوى، من الضّروري أخذ الاحتياطات اللّازمة البديهيّة، كارتداء الكمّامة والتزام التّباعد الاجتماعي”، مسلّطًا الضّوء على “أهميّة اتّباع خطوات الوقاية داخل العائلة الواحدة، لأنّ ما يتبيّن أنّه عندما يُصاب أحد أفراد الأسرة، يُصاب الجميع”. وأكّد أنّ “للّقاح دورًا أساسيًّا بالتّخفيف من حدّة العوارض”.

كيف يمكن تجنّب نقل العدوى في المنزل؟

على كلّ شخص أُصيب بـ”كورونا” أن يتّبع بعض الخطوات الأساسيّة والضروريّة، لتجنيب نقل العدوى إلى أفراد الأسرة قدر الإمكان، ومنها:

– من المهمّ أن ينعزل المصاب داخل غرفة مقفلة بعيدًا عن أفراد الأسرة، وأن يتجنّب الاتّصال بهم بشكل مباشر.

– على المصاب أن يستخدم أدوات خاصّة به كأكواب وصحون بلاستيكيّة، ثم يرميها في سلّة مهملات مخصّصة له؛ أي عليه عدم مشاركة أغراضه مع الآخرين.

– استخدام حمّام خاص طوال فترة الإصابة.

– تعقيم الغرفة بانتظام وتهوئتها.بالخلاصة، صحيح أنّ متحوّر “أوميكرون” ينتشر بطريقة أسرع، وعوارضه أقلّ نسبيًّا، لكن هذا لا يعني إهمال سُبل الوقاية الضروريّة لتفادي نشر العدوى.

 

Back to top button