شوائب التحالفات السياسية تطفو على السطح.. وحزب الله منشغل بأمرين؟!
بقلم: ميرفت ملحم
النشرة الدولية –
لبنان 24 –
كتبت المحامية ميرفت ملحم : ما زالت استعدادات القوى السياسية للانتخابات النيابية ” رجل الى الوراء ورجل الى الامام” اذ لا اساسات ثابتة لمعركتها وتحالفاتها كما انها بالكاد تستطيع المحافظة على بلوكاتها من المحازبين. فلا هي زرعت لتحصد ولا هي قادرة على شحذ الهمم بعد اتساع فجوة العوز واتساع رقعة انعدام الثقة لدى العموم بها.
واللافت في هذا المشهد ان بعض القوى السياسية تعتبر نفسها حاجة لحلفائها والاستغناء عنها لأمر من المحال. حال التيار الوطني الحر الذي ذهب رئيسه جبران باسيل في خطابه الاخير بعيدا، إن في تأمله او أمله، في تطويع حزب الله بما يرضيه، راميا في آن الشقاق بين حزب الله وحركة أمل من خلال الزكزكة حول من يقود القاعدة الشيعية ويحدد قرارها ، لعله في ذلك يستطيع تحصيل ما امكن من حواصل، بملاعق الحزب او اقله “تقريش”ذلك لدى القواعد الشعبية المناهضة لحزب الله .
الا ان الحقيقة تبدو بخلاف ذلك فواقع حزب الله تبدل كثيراً منذ العام 2006 ولغاية تاريخه، والحاجة لحليف مسيحي قوي يؤمن له غطاء شرعيا داخليا لم تعد اليوم ضرورة سيما وان حزب الله منح التيار الوطني الحر ظهيرا قويا لاقتحام سدة الرئاسة ومساحة مريحة للغرف من سدة الحكم على مدار السنوات التي مضت، سلطة وكتلة ودورا وقراراً. إلا أن ذهاب التيار في طموحاته السلطوية بعيدا حد التفرد اوقعه وحليفه حزب الله في فخ التعثر. هذا من جهة، ومن جهة اخرى وفي قراءة بسيطة لمسيرة حزب الله وممارساته ومواقفه سيما موخرا يبدو ان حزب الله اليوم واكثر من اي يوم مضى ليس بحاجة الى اي حليف، وهو كما ترك لنفسه اتخاذ قرار السلم والحرب متفردا على مستوى حماية الوطن ، فهو ايضا وعلى هذا المنوال يتعاطى في الداخل اللبناني حيث ان قرار اطلاق الشرارة الداخلية بغض النظر عن شكلها او مسبباتها او دوافعها، هو غير متوقف لا على حليف ولا صديق ،فكيف بالامر في علاقته بحلفائه اذ من الطبيعي ان يرفض اي املاءات او توقيت او طروحات بغرض التطوير او التحسين الا بشروطه وفي الوقت الذي يرغب.
امام ذلك قد يبدو التيار الوطني الحر الاكثر تململا على ابواب الاستحقاق الانتخابي وهذا ما كشفت عنه بعض الاحصاءات الاولية حول الانتخابات النيابية المقبلة، الا ان حزب الله ليس بوضع أفضل وان كان يصور للبعض على انه ما زال قادرا على المحافظة على مقاعده النيابية، الا ان ما زال هناك ما يشغله وذلك على مستويين، المستوى الاول يتمثل بالضائقة الاجتماعية التي لم تسلم منها قواعده الشعبية وتداعيات ذلك التي تنذر بعواقب خطرة فيما لو تطورت، والمستوى الثاني يتعلق بالاتفاق السعودي- الايراني الذي يخطو نحو مسارات متقدمة وفقا للمعطيات الدائرة حول ذلك، الامر الذي يعد أمراً غير مريحاً لحزب الله سيما فيما لو اقدمت ايران على خطوة من شأنها تقويض نفوذ حزب الله كورقة ضمان من ضمن الضمانات التي ستقدم على طاولة التفاوض السعودي- الايراني خاصة وان المعروف عن ايران بانها تتقن فن التفاوض.