الاعتراضات لا تنتهي في هذه البلاد
بقلم: ماهر أبو طير

النشرة الدولية –

لا بد من مشاريع كبرى في الأردن، ومن ابرز هذه المشاريع التي ستكون مفيدة جدا، توزيع ارض الدولة لغايات السكن او الزراعة في مناطق مختلفة من المملكة، بما يعزز حياة الناس في الأردن.

هناك تصورات مختلفة لمثل هذه المشاريع، فأرض الدولة موجودة في كل مكان، ويمكن البدء بمبادرات في اكثر من محافظة، خصوصا، خارج العاصمة، لتوفر الارض، عبر تخصيص دونم لكل مواطن للسكن، وقد يتم البدء باختيار قطاعات مثل المعلمين، او الممرضين، او اي قطاع آخر، مع تطوير هذه المناطق بكلف منطقية، وبلا مبالغات، من حيث الخدمات العامة، على اساس ان يتم وضع آليات محددة لتوزيع هذه الاراضي، دون التسبب بخلافات بين الناس، لأي سبب كان، من خلال مبادرة محددة من حيث العدد، والمستهدفين، وغير ذلك، وهذا سيؤدي الى انعاش مناطق كثيرة، في المملكة، خصوصا، اذا كان المشروع متكاملا، ومدارا من اي شركة حكومية جديدة لتطوير هذه المواقع، بحيث لا تتم المبالغة بكلف التطوير، وتكون منطقية.

توزيع الارض الزراعية، ايضا، مبادرة ممكنة، اذ على الرغم من عدم وجود ارض زراعية في كل المملكة، اضافة الى مشكلة المياه، يمكن بلورة مبادرة لتوزيع قطع اراض زراعية، اقلها عشرة دونمات، واطلاق مبادرة زراعية كبرى في المملكة، على صعيد الانتاج الغذائي، ووضع خطة مناسبة تستهدف الشباب، ودمجهم في هذه المشاريع، وتمليكهم الارض، شريطة عدم اهمالها، وعملهم جميعا ضمن تصور، وضمن مبادرة كبرى، هدفها حماية القطاع الزراعي في المملكة، ومنح الشباب فرصة وأملا في هذه الحياة، وادارة العملية عبر مؤسسة تكون مهمتها تولي الاشراف على كل التفاصيل، التي قد تبدو معقدة بسبب العراقيل على صعيد التمويل، المياه، التسويق وغير ذلك، لكن الامر يبقى متاحا اذا توفرت النية، والتخطيط الصحيح، لمثل هذه المبادرات.

السؤال الذي تواجهه عند الحديث عن هكذا مبادرات كبرى يتكرر، فالكل يبحث عن سبب لعرقلة هكذا مشاريع، تارة عبر الكلام عن مشاكل التمويل، او الخدمات، وغير ذلك، لكن يجب ان يقال هنا ان شراكة المواطن الجزئية البسيطة تساعد في هذه المشاريع، ولو بأثر بسيط، اضافة الى ان هذه المشاريع سوف تؤدي الى منح الناس، املا وفرصة لمستقبلهم، بدلا من شعور المواطن انه لا يملك شيئا، ولا هدف لديه، وربما يدفع ثمنا لمجموع وقود سيارته خلال عامين، مثلا، بما يزيد على ثمن السيارة الاصلي، قبل ترخيصها، وكأنه لا يفعل شيئا في حياته هذه ابدا.

كل الدول التي نجحت في إطلاق مبادرات كبرى، تفوقت لأنها وضعت تصورا صحيحا، مدروسا من كل الجوانب، ولم تتوقف عند المعترضين، الذين باتت مهمتهم فقط تخريب كل فكرة، او مشروع، وهناك دول لو توقفت عند المعترضين، لما نجحت في انارة شارع من شوارعها المتعددة.

الذي يتوجب قوله اليوم بكل صراحة، انه على الرغم من الازمات والمشاكل والمديونية، وغير ذلك الا اننا بحاجة للابتكار، والجرأة على اطلاق مبادرات جديدة، خصوصا، ان كل مبادرة ستؤدي اجباريا الى تحريك قطاعات مختلفة في الاردن، في ظل تأثير كل القطاعات على بعضها بعضا.

لا يمكن ان نبقى هكذا، ابناء الأردن يتعلمون ولا يعملون، وبلا مستقبل واضح، والافراد بحاجة الى تعزيز لحياتهم، مادامت الدولة لا تستطيع تقديم ما ينتظره المواطنون منها، برغم تأدية المواطن كل الحقوق المطلوبة منه، وهذا يعني ان التفكير بمبادرتين كبيرتين واحدة تتعلق بتوزيع الارض في عدة محافظات للافراد وفقا لأسس معينة لغايات السكن، وثانية لتوزيع الارض الزراعية التي يمكن استصلاحها، او استعمالها في مشاريع زراعية متطورة، تفكير مطلوب، دون حسابات صغيرة، او التراجع تحت وطأة الاعتراضات التي لن تنتهي في هذه البلاد، التي نستيقظ فيها على كلمات مثل لا.. و لن، وننام فيها على كلمات مثل استحالة، وصعوبة، وخطورة!.

المشاريع الكبرى وحدها التي تفك الانجماد في حياتنا.

 

 

 

Back to top button