الحرس القديم على التعليم
بقلم: إيمان حيدر دشتي

النشرة الدولية –

في زيارتي لها بمناسبة عودتها إلى الكويت لقضاء إجازة الكريسماس، وفي حديثنا عن الصعوبات التي واجهتها في تأمين سكن ومدرسة مناسبة لأبنائها حيث استغرقت أشهرا، وعن تعرض ولدها لوعكة صحية وكم كانت عملية الانتظار طويلة في المركز الصحي وكيف أنه لم يحصل على علاج أو دواء.

قلت: «الله يعينكم» كيف استطعت التوفيق بين الدراسة وحضور المحاضرات وهذه المسؤوليات؟ فأجابت: كان بإمكانهم توفير هذا الجهد علينا! لا أفهم مغزى إجبارنا على السفر والإقامة في الخارج والجامعة تتبع نظام الدراسة والتعلم عن بُعد بسبب الظروف الحالية! كل زميلاتي الخليجيات يدرسن «عن بعد من بلادهن»، فقط نحن المجبرون على السفر، وأن ندرس «عن بعد في الخارج»، وليس «عن بعد من الكويت» أو نخسر البعثة!

أستغرب من هذه القرارات، التي ليس لها داع وتتسم بالتعقيد وتعتبر من القرارات الإدارية السلبية، لماذا لا نستفيد من مزايا التعليم عن بُعد، والمرونة التي يوفرها في ظل هذه الظروف الصحية غير المستقرة، خصوصا مع دعوة الخارجية للمواطنين بالعودة وعدم السفر، وإعلان معظم الجامعات العالمية بدء الدراسة بالنظام الافتراضي في بداية فصل الربيع ودراسة الوضع الصحي، وتأبى إدارة البعثات والملاحق الثقافية إلا أن تقوم بابتكار واختراع قرارات صميمها إجبار المبتعث على السفر وتسجيل ولو مادة واحدة حضوريا، علما أن الوزارة تتعاقد مع جامعات تسبقنا على أقل تقدير بعشرات السنين وتفوقنا بمراتب التقييم العالمية وفي النظام التعليمي، جامعات متمكنة من أدوات ومستلزمات عصرنا الحالي، سريعة التفاعل مع المستجدات الصحية، فنقوم نحن بإجبار مبتعثينا على اتباع قراراتنا البيروقراطية، التي غالبا لا تتوافق مع نظم ومزايا التقدم العلمي الذي تقدمه هذه الجامعات، لمجرد تصورنا أننا نعرف أكثر وأن التعليم التقليدي صالح في كل زمان ومكان، علما أن هذه القرارات دائما ما تكون مبنية على تصورات شخصية وليست على بيانات ومعلومات دقيقة، وغالبا تأتي متأخرة بعد عملية التسجيل.

عليكم التفاعل مع التطورات العالمية ومراجعة القناعات والأفكار المترسخة عن التعليم عبر الإنترنت وترك الطالب يتبع نظام الجامعة المقيد فيها، لا داعي لتفصيل قوانين وقرارات خاصة.

إن التوقف في وزارة التعليم العالي عن مواكبة التغيير بحجة أن التعليم عن بُعد النجاح فيه سهل، هي حجة الحرس القديم على التعليم فمثل هذا التطور لا يتوافق مع وجودهم، ويجب أن يستغل هذا النوع من التعليم لتحقيق المنفعة خصوصا الطلبة المبتعثين في الخارج من الفئات المعرضة للخطر وفي الدول غير المستقرة في ظل الجائحة.

 

Back to top button