فرصة نادرة للمعارضة.. فلا يجوز أن تضيع
بقلم: مبارك فهد الدويلة

النشرة الدولية –

أمام المعارضة السياسية في مجلس الأمة فرصة نادرة لتحقيق إنجازات طال انتظارها، لأنها تملك أغلبية غير ظاهرة..! نعم، فإن استثنينا النواب السبعة عشر الذين يسيرون في ركب الحكومة، واستثنينا كذلك النواب السبعة الذين يرفعون شعار «لا للرئيسين»، والنواب الثلاثة الذين تم توزيرهم مؤخراً، سيتبقى لدينا واحد وعشرون نائباً ممكن تصنيفهم معارضة وسطية أو معتدلة، هذه الكوكبة من النواب تستطيع أن تمسك بزمام المبادرات وتحرج بقية الكتل للتوافق معها في أولوياتها، لذلك كل ما على هذه المجموعة أن تحدد عدداً من المواضيع التي تعتقد أن لها أولوية شعبية ووطنية، وتطرحها وتمررها بأغلبية مريحة. لأن المشاريع ذات الصبغة الشعبية سيتم دعمها من كتلة السبعة عشر نائباً، والمشاريع ذات الصبغة الإصلاحية كإلغاء بعض القوانين المقيدة للحريات، ستدعمها كتلة السبعة مع بعض نواب الشيعة المحسوبين على كتلة السبعة عشر، وهكذا سيجد النواب الواحد والعشرون أن قراراتهم هي القابله للتمرير.

أما إن اختلفت هذه المجموعة فيما بينها، وتنازعتها تيارات الاصطفاف، فسنرى عدداً منهم يلهث وراء الرئيسين، وعدداً آخر يسير في ظل النواب السبعة خوفاً من الاحتراق السياسي، وسنرى التأزيم سيد الموقف، ويساعد على تحقيق هذا الواقع السياسة التي تتبعها الحكومة في تعاملها مع مجلس الأمة، فإن لم يغيّر الشيخ صباح الخالد رئيس الحكومة من طريقته في التعامل مع المجلس ونوابه، فالنتيجة ستكون كارثية على الديموقراطية، وربما سيكون الحل هو الحل، وهنا سنندم على تضييع فرصة للإصلاح قد لا تتكرر مرة أخرى!

خالد المرزوق.. رمز المرجلة والكرم

مرت علينا هذه الأيام الذكرى الحادية عشرة لرحيل العم خالد اليوسف المرزوق، رحمه الله وغفر له بإذن الله، وقد عاصرته في العديد من مراحل حياته، فعرفت عنه الشهامة والمرجلة في تعامله مع خصومه، وكان هذا واضحاً في منافسته لقائمة الأسرة الاقتصادية في انتخابات غرفة التجارة في مطلع التسعينات، ولعل المناظرة التي أقيمت بين القائمتين المتنافستين في ديواني، والتي شارك فيها المرحوم خير دليل على ما أقول، ولن أنسى مشاعره القومية في دعم العراق في حربه مع إيران، ومشاركته للجنود العراقيين في خنادقهم في الجبهة، ومع الأسف هذه المواقف لم تشفع له ولا لبلده الكويت عندما غزاها صدام، فظهر لنا وقتها معدن خالد المرزوق الكويتي الأصيل، الذي رفض الغزو وأصدر جريدته الأنباء من القاهرة، دعماً لمقاومة الاحتلال الغاشم، وبعد التحرير ساهم في تطوير بلده بأفكار مميزة نرى اليوم آثارها على الأرض.

رحمك الله يا أبا الوليد وغفر لك!

إن لم تستح فاكتب ماشئت

عندما لا يردع الكاتب الصحافي شيء عن الكذب، فلا تستغرب ما يصدر عنه! فتراه يكتب باستمرار محاولاً إثبات أن الدين والدروس الدينية والمدارس التربوية وكل ما يتعلق بالدين هو سبب تخلف الأمة.. وعندما يأتي من ينتقده على هذا الطرح، يتهم ناقده بالكذب والافتراء عليه.

وعندما تقرأ له في كل شاردة وواردة يكتب ناقداً جماعة بعينها، ويحملها كل إخفاقات الأمة، ثم يأتي زميل له في الفكر والتوجه ينتقده على هذا التركيز على هذه الجماعة، وينبهه إلى عدم منطقية رأيه، يكتب رداً عليه يقلل من شأن وجهة نظر زميله وينكر عليه انتقاده!

وعندما تنتقد موقفه من «البدون»، وتجاهله لحقوقهم الإنسانية، وهو يرأس جمعية يفترض أنها تهتم بالعمل الإنساني، وعندما تنتقد سياسة رئيس الجهاز المركزي للبدون في تعامله مع هذه الشريحة، ينبري مدافعاً عن الجهاز المركزي ورئيسه بالحق والباطل، ويدّعي خلاف الحقيقة.

مع كل هذا يأتي هذا المدعي للعلمانية ويستنكر على من فضح توجهاته وكشف المستور من أفكاره الشاذة ويتهم خصومه بالكذب. وصدق من قال «إذا لم تستح فاكتب ما شئت»!

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى