لماذا نكره الصهاينة ؟.. اسألوا أحمد مناصرة..!!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
سؤال يطرحه الأجانب الغربيين حين نلتقيهم، وأحيانا من بعض جهلاء العرب، لماذا تكرهون الصهاينة وتكونوا فرحين عند قتلهم ؟!، وعندها نسهب لهم في الشرح عن إحتلال الصهاينة للأراضي الفلسطينية، وكيف طرد الصهاينة شعبها وأنهم آخر استعمار في العالم المتحضر، وأنهم آخر معاقل العنصرية المقيته والسادية، لكن جميع هذه الإجابات لا تقنعهم كون الإعلام الصهيوني أوصل رسالته بشكل أقوى بأن فلسطين لهم، وأنهم قد تنازلوا عن جزء منها في إتفاقات السلام لأجل السلام، وأنهم يبحثون عن السلام مع الدول العربية التي ضخمت برعونتها من الصورة الإنسانية للصهاينة القتلة المجرمين، الذين أقاموا كيانهم بعد مجازر وحشية لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
لكن ومنذ حادثة الطفل الفلسطيني أحمد مناصرة لم نجد أنفسنا بحاجة لسرد التاريخ لإقناع العالم بهمجية ووحشية الكيان الصهيوني، الذي يعذب الأطفال بالشبهة ويستمتع بساديته في تعذيب أطفال فلسطين، لدرجة أن هؤلاء الأطفال ينسون أسمائهم من قسوة التعذيب، لتظل كلمات أحمد مناصرة “مش متذكر” تهز الوجدات العالمي والعربي لمن وجد عندهم إحساس وتتردد بين شرفاء الارض، لتكون “مش متذكر” ناقوس يهز ضمير العالم الحر، ليتذكر الشرفاء والاحرار في الكرة الأرضية القضية الفلسطينية بفضل طفل رفع شعار “مش متذكر”.
واليوم تقترب محاكمة هذا الطفل الذي لا يتذكر شيئاً مما حصل معه، فالتعذيب كان فوق الإحتمال والصمت العربي العالمي كان فوق المتوقع، ولم نجد رغبة حقيقية لدى السلطة والفصائل الفلسطينية لإطلاق سراح الطفل منزوع الحرية، وكأن ما يجري معه لا يخصهم أو كأنه في بلاد خارج فضاء الكرة الارضية، أحمد مناصرة طفل هز وجدان وإنسانية الشرفاء لكن قضيته لا تلامس قلوب من أغلقت عقولهم عن الإنتصار للحق، مناصرة اليوم ليس كالأمس فهو طفل مسلوب الإرادة والحرية بفضل قصة وهمية تخيلها صهيوني مرتعب حد الموت من كل فلسطيني يتحرك في الوطن المحتل.
لقد أثبت مناصرة الذي لا يتذكر شيئاً بأن الوهم الصهيوني ما هو إلا مجرد فقاعة إعلامية صنعها محترفون منحرفون، وأنه كطفل وبقية أطفال فلسطين قادرون على ثقب هذه الفقاعة وتدميرها، فحين ترتعب دولة من طفل لا تكون دولة قوية، بل مجرد دولة كرتونية قابلة للإنهدام مع أول هزة، لذا على الكبار أن يتعلموا من مناصرة السجين، بأن الصهاينة مجرد وهم يتوارى خوفاً من رجل أعزل، ويزور الحقائق لسجن طفل حتى يسرق إبتسامته ويعذب شعب بأكمله، بل وللحق يعذب ضمير البشرية جمعاء، كون مكان هذا الطفل الحدائق والملاعب ومقاعد الدراسة، لكن الدولة السادية المُجرمة تبحث عن أي نصر حتى لو على حساب طفل لا يتذكر.
لذا أقول لجميع عقلاء ومجانين العالم، أتعلمون لماذا نكره الصهاينة أم تريدون أدلة أكثر من ذلك؟، فحين يرتج كيان ويستنفر جيشه الذي لا يُقهر “حسب قولهم” لأجل طفل، فعليكم الإدراك بأن هذا الطفل بحجم وطن وأن هذا الطفل ضمير أمة وسيحرك الضمير الإنساني النائم، تريدون معرفة لماذا نحقد عليهم ونتمنى زوالهم، لا تسألونا ولا تبحثوا عن أسباب ذلك في الكتب، فجل ما عليكم فعله هو سؤال الطفل أحمد مناصرة عن جريمته التي جعلت الصهاينة يُلقون القبض عليه ويعذبونه ثم يضعوه في سجن منفرد، وعندها ستكرهون الصهاينة أكثر منا وتتمنون زوالهم حتى تطهر الأرض وتعود نقية من جديد .