ليس دفاعاً عن حمد.. لكنها الألويات..!!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
هجوم منظم ومرعب يتم شنه على المدير الفني للمنتخب الأردني، العراقي عدنان حمد والجهاز المعاون منذ توليهم المنصب، هجوم ليس وليد اللحظة أو مبني على نتيجة لقاء، فقد امتد الهجوم على مدار عمل حمد، ويتحول الهجوم ما بين التعليق على المعسكرات التدريبية أو ضم لاعبين، فكل ناقد أو كاتب معجب بلاعب يطالب حمد بضمه للمنتخب وإن رفض يتم توجيه إنتقادات لاذعة له وللجهاز الفني، وبالتالي لو استمع عدنان حمد لهم لأصبح منتخب الاردن يتكون من مئة لاعب، لكنه يصم آذانه عن الإستماع لهم ويقوم بعمله كما خطط له منذ البداية.
وفي الايام الأخيرة شدد الكثيرون من هجومهم على حمد لضمه يزن النعيمات وعلي علوان للمنتخب الأول، بدلاً من مشاركتهم في البطولة الآسيوية لتحت “23” سنة، رغم أنه لن يكون بمقدروهما المشاركة في التصفيات الأولمبية بسبب فارق العمر، وتشارك غالبية المنتخبات في البطولة الآسيوية من لاعبين من مواليد “1-1-2001” فما فوق، حتى يتم السماح لهم بالمشاركة في تصفيات دورة الألعاب الأولمبية القادمة في باريس عام 2004 ، وهي التصفيات الممتدة لمباريات دورة الألعاب على عكس البطولة الآسيوية التي لا إمتداد لها.
وبالتالي كان يجب الإستفادة من البطولة والزج بلاعبين من مواليد “1-1-2001” من أجل الإستفادة منهم، كما فعلت العديد من الدول مثل السعودية وكوريا واليابان حيث تستعدهذه المنتخبات للتصفيات الأولمبية، ولو شاركنا في هذه البطولة بمواليد “1-1-2001” وتصفيات آسيا والتصفيات الاولمبية بلاعبين أولمبيين، سيشارك اللاعبون في أربع بطولات متتالية مما يزيد من خبرات اللاعبين ويجعلهم قادرين على تمثيل المنتخب الوطني في قادم الأيام.
ويعتبر علي علوان ويزن النعيمات المهاجمان الرئيسان في المنتخب الوطني منذ بطولة العرب التي أقيمت في قطر، وقدم فيها اللاعبان مستوى يؤكد أحقيتهما في اللعب بالتشكيلة الرئيسية، وبالتالي من الصعب التخلي عنهما في مباريات ذات ظروف استثنائية بسبب درجة الحرارة وضعف مستوى الدوري المحلي لغاية هذه اللحظات وارتفاع مستوى المنتخبات الآسيوية، وهو ما جعل حمد يعتمد على اللاعبين المحترفين في الخارج في المقام الأول، ونسي البعض ان الهدف من مشاركة المنتخب الوطني في التصفيات هو التأهل لنهائيات أمم آسيا، ولأجل هذا الهدف تعمل جميع المنتخبات ومنظومة كرة القدم في الوقت الراهن.
وربما نسي البعض ان مهمة المنتخبات الوطنية وبالذات الأولمبي وتحت “23” سنة خدمة المنتخب الوطني، ورغم ذلك فقد تواجد في المنتخب الرديف الذي شارك في البطولة الآسيوية “5” لاعبين من ضمن المنتخب الوطني وهم هاني الحوراني، عبدالله الفاخوري، إبراهيم سعادة، عمر هاني، نزار الرشدان، وبالتالي فقد قدم حمد دعماً بعدد من اللاعبين للمنتخب الرديف، كما أن في الرديف بديل للنعيمات وعلوان يتمثل بوجود عبدالله ابو العوض وهو لاعب مهم في نادية ويملك قدرات فنية عالية، والمهاجم المميز محمد عبدالمطلب.
وارتفعت حدة الهجوم بعد فوز المنتخب الوطني على منتخب نيبال بهدفين دون رد، وتركز الهجوم على المستوى الفني وعدم وجود خطط متنوعة للوصول للمرمى، وهذا أمر رد عليه حمد والمناخي في اللقاء الثاني ضد اندونيسيا حين فرض منتخبنا سيطرته على اللقاء وأهدر لاعبونا فرص بالجملة، ليتبقى اللقاء مع الكويت ولدى منتخبنا متصدر المجموعة فرصتي التعادل والفوز للتأهل للنهائيات، والأمر الآخر الذي قد يكون واجه حمد في اللقاء مع نيبال ان بعض اللاعبين لم يكونوا في يومهم، وقالها أحد المدربين الكبار بعد أحد المباريات بأنه تمنى لو يحق له تبديل عشرة لاعبين، وهذه حالة تحصل مع عديد المنتخبات ولكنها ليست نهاية العالم.
ومن الأمثلة على تراجع مستوى بعض المنتخبات ما حصل مع منتخب مصر أمام أثيوبيا قبل سنوات حين خير بهدف دون رد وهذه الايام، وفي الماضي عاد منتخب مصر وفاز بنصف دسته أهداف، وكيف خسر فريق ريال مدريد امام فريق شريف تيراسبول في مدريد ثم عاد وظفر باللقب الأوروبي ، وكيف فاز منتخب مقدونيا الشمالية على المانيا في عقر دارها بتصفيات كاس العالم ثم تصدر المنتخب الألماني المجموعة وتأهل للنهائيات، هذه هي كرة القدم التي لا تعترف أحياناً بالفوارق وقد تتسبب بعض الأمور البسيطة في إخراج اللاعبين من الإعداد النفسي أو إنخفاض الإعداد النفسي بسبب ضعف مستوى الفريق المنافس وهو ما يؤثر على تركيز اللاعبين، لذا لا يوجد دولة في العالم تحكم على مدرب من لقاء واحد أو حتى عشرة إلا في الوطن العربي والأردن في مقدمتهم.