ما مدى خطورة فاشية كوليرا فتاكة المنتشرة في لبنان؟
النشرة الدولية –
الديار – شانتال عاصي –
شكّل وباء الكوليرا ضربة موجعة للنظام الصحي اللبناني الذي هو أصلا متدهور بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد منذ ثلاث سنوات. حذّرت منظمة الصحة العالمية في بيان هذا الأسبوع من فاشية كوليرا فتاكة تنتشر في لبنان، “سلالة الضَّمَّة الكُوليريَّة”، داعيةً الجميع إلى اتباع إرشادات النظافة الشخصية السليمة والتعاون للقضاء عليها .
في هذا الصدد، كشف النائب واختصاصي الأمراض المعدية عبد الرحمن البزري لـ “الديار”، أنّ هذا النوع من الكوليرا خطر، كونه أشدّ من باقي الأنواع، ويقاوم أنواع عديدة من المضادات الحيوية التي تعطى في الفترة العلاجية للشفاء من الكوليرا. ولفت إلى أنه أقيم فحص مخبري على 65 عيّنة من المضادات الحيوية وجاءت النتيجة أن عددا كبيرا منها لم يقاوم البكتيريا، مشيراً إلى أن نسبة الوفيات ليست مرتفعة في لبنان.
ماذا عن اللقاحات؟
أعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض عن تسلم 13440 جرعة لقاح مضاد للكوليرا مقدمة هبة من شركة Sanofi ومؤسسة Fondation S المؤسسة الخيرية والاجتماعية التابعة للشركة بدعم من فرنسا، وهي الدفعة الأولى من اللقاح، علماً أن لبنان يترقب تسلم اللقاحات التي كان قد طلبها من الجمعية الدولية لتنسيق اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية في خلال عشرة أيام بمعدل ستمائة ألف جرعة”.
وحول التعاون مع وزارة الطاقة والمياه، قال إنها تعد بكمية أكبر من الكهرباء على المحطات بعدما استلم لبنان الفيول العراقي ومن المفترض أن ترتفع التغذية هذا الأسبوع مع إعطاء الأولوية لمحطات ضخ المياه ومحطات تكرير مياه الصرف الصحي.
ولفت إلى “حصول تعاون مع البلديات والصليب الأحمر اللبناني لتنقية وتتبع المياه التي تنقلها الصهاريج، حيث يتم تقديم الكلورين لاستخدامه في تعقيم المياه وإجراء الـ blue test لفحص المياه”.
أما عن فعالية اللقاح، فكشف “البزري” أنه على الشخص الحصول على جرعتين لضمان فعاليته وتحصين مناعته لفترة أطول، ولكن حالياً وبسبب النقص في اللقاحات، بات الهدف في لبنان هو الحدّ من انتشار الفاشية، لذلك سيتم الاكتفاء بأعطاء أكبر عدد ممكن جرعة واحدة من اللقاح.
هل من تفشٍّ للكوليرا في المتن وكسروان؟
إلى ذلك، أكّد “البزري” أنه ما من تفشٍّ للمرض في كسروان والمتن، مشيراً إلى أنه يتم الإبلاغ عن كل إصابة بالمرض. وشدد على ضرورة التمييز بين إصابة شخص أو شخصين وتفشي الوباء في منطقة ما، فأصابة عدد معين من الأشخاص لا تعني بلوغ مرحلة “تفشّي المرض”. وفي هذا الإطار، شدد “البزري” على ضرورة توفير مياه نظيفة وآمنة للشرب وغذاء سليم، وشبكات صرف صحي فعالة خالية من الجراثيم الموجودة في المياه المبتذلة، والتزام الأشخاص بعادات النظافة الشخصية السليمة، لتجنب تفشي الكوليرا ووقوع كارثة صحية جديدة نحن بغنى عنها.
هذا وسبق أن أكدت منظمة أطباء بلا حدود، نقلا عن وزارة الصحة أن 20 في المئة من المصابين بوباء الكوليرا هم مواطنون لبنانيون. فيما أشار نائب المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا برتراند باينفيل في بيان صحفي أن “وباء الكوليرا لا يعرف معنى الحدود بل ينتشر بسرعة كبيرة ووفق تنقلات وتحركات الناس من منطقة إلى أخرى”.