مقابر جماعية شاهدة على جرائم داعش الإرهابي في الرقة
النشرة الدولية –
الحرة –
حتى الآن عُثر في الرقة السورية على 28 مقبرة جماعية تضم ضحايا داعش الإرهابي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ما يشير إلى مستوى البطش الذي ارتكبه عناصر التنظيم بحق المدنيين هناك قبل أن يُطردوا منها.
ويقول المرصد إن الدفن جرى في هذه المقابر في “أوقات مختلفة”، ما قد يشير إلى أن داعش كان يستخدم هذا الأسلوب بمنهجية متكررة.
ويقول المرصد إن الفرق المختصة بالبحث عن المقابر الجماعية تعثر عليها بين الحين والآخر، مما قد يشير إلى وجود مزيد من هذه المقابر التي لا تزال غير مكتشفة.
وتظهر على الضحايا آثار الإعدام، الذي قد يكون تنفيذه تم بشكل جماعي، وبعضهم نفذ به الحكم بشكل ميداني في ساحات المدينة، ومن ضمنهم عناصر في جيش النظام السوري ومسلحين موالين له.
كما أن منهم من توفي داخل سجون التنظيم، ومن بينهم عناصر من “الجيش السوري الحر”، الذي كان أحد الأطراف القوية في الساحة السورية.
ويقول المرصد إن المقابر كذلك تضم أشخاصا أعدموا بصورة فردية، هم في الغالبية من الناس الذين رفضوا سياسات التنظيم، وكذلك من الأسرى والرهائن الأجانب من صحفيين وعاملين في المجال الإنساني.
ويقول المرصد إن القسم الآخر من تلك المقابر يحتوي جثامين الذين قضوا بقصف التحالف الدولي خلال العمليات العسكرية لطرد التنظيم من المدينة، أو من قضوا نتيجة للعمليات البرية.
ويضيف المرصد أن في بعض تلك المقابر عددا من أهالي الرقة من المدنيين الذين لم يتمكن ذووهم من مواراتهم الثرى في الأماكن المخصصة للدفن.
وتقع 20 من تلك المقابر في مدينة الرقة، فيما تتوزع ثمانية منها في ريفها.
وفي المجمل، انتشل من تلك المقابر نحو 6 آلاف جثة، جلهم من المدنيين.
ويؤكد المرصد أنه تم توثيق مقتل 140 عائلة بمجموع 600 شخص ما بين الفترة الواقعة بداية يونيو 2017 وأكتوبر من العام نفسه، نتيجة الغارات الجوية على المدينة.
ولم يتم التعرف إلا على 700 جثة حتى الآن، أحدهم مدني تعرف عليه ذووه من خلال أسنانه الذهبية، كان التنظيم قد اختطفه عام 2015 داخل مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي.
وبينت المصادر بأن هناك ما يقارب 500 شخص من مدنيين وعناصر من المعارضة السورية، وثق حالات اختطافهم خلال عام 2014 عند فرض داعش سيطرته على مدينة الرقة شمال شرقي سوريا، ولا يزال مصيرهم مجهولا.
واكتشف فريق الاستجابة الأولية العامل على تلك المقابر مقبرة جماعية جديدة ضمت جثث أكثر من 20 شخصا مجهولي الهوية، بالقرب من منشأة الفروسية غربي الرقة، وهي المقبرة رقم 27 التي اكتشفت في المحافظة.
وأعلن الفريق حينها أنهم “استخرجوا من المقبرة جثثا لثلاث نساء وعليهن آثار التعذيب، إضافة لقطع رؤوسهن قبل دفنهن”.
ولم يقتصر اكتشاف المقابر الجماعية على محافظة الرقة وحسب، بل يشمل ذلك كل المناطق التي كان يسيطر عليها داعش وبشكل رئيسي شرق سورية الذي كان معقلاً له.
ووثق تقرير لـ هيومن رايتس ووتش صدر في فبراير 2020 أن داعش خطف واحتجز آلاف الأشخاص خلال فترةسيطرته على أراض في سوريا ، وأعدم العديد منهم.
ومن بين المفقودين نشطاء وعاملين في المجال الإنساني وصحفيين ومقاتلين مناهضين لداعش من مجموعة من الجماعات، بالإضافة إلى سكان محليين خالفوا الجماعة المسلحة.
وينقل التقرير عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان قولها إن هناك أكثر من 8143 حالة لأفراد اعتقلهم داعش ولا يزال مصيرهم مجهولا.
وقال التقرير إن غالبية الذين أسرهم داعش كانوا من الرجال، لكن هناك توثيقا لاختفاء العديد من النساء بما في ذلك ناشطات محليات.