هل عودة الحريري مُرتبطة بدولة شقيقة؟
بقلم: نادين زرقوط
النشرة الدولية –
الديار –
بعد انكسار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وعجز شركته «أوجيه» التركية عن دفع أقساط خدمة قرضٍ ضخمٍ كانت قد استلفته عام 2013، واضعةً أسهمها في «تورك تيليكوم» ضمانة للدين، وشركة «اوجيه» الأم مفلسة وعاجزة عن تسديد الدفعات المفروضة عليها، أفادت المعلومات بأن «الحريري قام بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعوة من هذا الأخير، وبطلب وضغط المعارضة التركية، من أجل تعهّد الحريري بسداد ديونه في البنوك التركية.»
وفي شق آخر، لفتت المعلومات إلى أن «الإمارات العربية المتحدة تساعد سعد الحريري في تخطي أزمته المالية، إذ انها مؤخراً عمدت إلى عقد إتفاق مع دولة الجزائر للمساهمة في إقامة مشاريع خاصة بالحريري، وقد تمت الموافقة المبدئية من الحكومة الجزائرية على إعطاء الحريري أحد هذه المشاريع الكبيرة».
وفي ما يتعلق بمسألة رجوع الحريري إلى الساحة السياسية اللبنانية، أشار مصدر مطلع إلى أن «هناك تدخل إماراتي ومصري لإقناع ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان لـتمهيد الطريق أمام الحريري في العودة إلى لبنان وذلك بمشاركة تركية.» وأضاف المصدر «هناك صفقة تحضّر مع السوريين لتقديم سعد الحريري لمنصب رئيس للحكومة اللبنانية، ولكن تبقى العقدة في يد ابن سلمان، حيث أن هذا الأخير لا ممانع ولا مبارك لعودة الحريري إلى لبنان واستلامه رئاسة الحكومة.»
ويتساءل المصدر: «هل نرى تقاربا بين الحريري وسوريا، بعد أن هدد الأخير بقطع رأس أسدها في أحد تصريحاته»؟ أضاف المصدر: «اننا نلاحظ حركة ديبلوماسية غير مسبوقة مع سوريا، أبرزها من جانب تركيا، حيث كشف رئيسها رجب طيب أردوغان عن إمكان اللقاء بالرئيس السوري بشار الأسد.»
وتابع «أضف إلى ذلك التقارب الإماراتي – السوري الذي تمثل بلقاء جمع الرئيس الأسد ووزير الخارجية الإماراتية عبد الله بن زايد آل نهيان، وقد لوحظ حفاوة في الإستقبال من قبل الجانب السوري، وقد وُعد الأسد في هذا اللقاء بفتح قنوات إتصال مع الدول الغربية.» ويعود المصدر ويتساءل: «هل سنرى عودة الحريري زعيماً سنياً من جديد إلى لبنان، عبر إنفتاح الدول على الدولة الشقيقة سوريا؟»
ولفتت المعلومات إلى أن السعودية تدعو إلى إقامة زعامات سنية في مختلف المناطق والمحافظات اللبنانية تندرج في تكتل واحد، له مجلس إدارة موحد، وعلى كل زعيم أن يهتم بشؤون منطقته تحت سقف هذا التكتل.
وفي السياق، أفادت المعلومات بأنه، ومع غياب رئيس التيار الأزرق، يعمد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على إنشاء حزب رديف لـ «تيار المستقبل» لإدارة شؤون السنّة، ويلقى صدّاً وحرباً عليه من قبل «نادي رؤساء الحكومة السابقين»، وترجم السنيورة ردة فعلهم بعدم الاجتماع والتعاطي معهم.
وفي مقلب آخر، وبعد أن أقام الحريري ممثلاً برئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بهية الحريري حفل غداءٍ تكريمياً على شرف المفتين المنتخبين في بيت الوسط، في حضور ممثّل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، رئيس المحاكم الشرعية السنية الشيخ محمد عساف، وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحريري، فقد شارك في الحفل: مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، ومفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، ومفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي، ومفتي بعلبك الشيخ بكر الرفاعي، ومفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي، ومفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلي، ومفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال، إضافةً إلى نواب سابقين وشخصيات سياسية وروحية.
وهنا أفادت مصادر مقربة من التيار الأزرق، بأنه لا يزال السباق على الزعامات السنية محتدم، وتمثل مؤخراً في «صراع الأحمدين» وغريزة الظهور والإستيلاء على الزعامة السنية، بحيث استبعد»الأحمد الأول» رجل الأعمال ورئيس جمعية «بيروت للتنمية» أحمد الهاشمية من حفل غداء المفتيين في بيت الوسط، لمصلحة «الأحمد الثاني» الأمين العام للتيار أحمد الحريري، بالرغم من مشاركة هاشمية في إنجاح هؤلاء المفتيين المنتخبين.»
وأضافت المصادر «وفي ضوء ما حصل، غادر هاشمية ليلتقي سعد الحريري في الإمارات ويناقش معه قضايا البيت الداخلي». وتابعت المصادر: «ويبقى السؤال المطروح، هل هذه الصراعات تصب في خانة من سيكسب نفوذ «تيار المستقبل» على الساحة السنية»؟