أطباء مصر ..نعمه كبيره
بقلم: داليا جمال
النشرة الدولية –
علي قنوات اليوتيوب شاهدت فيديو قصير لشاب سورى يبكي بحرقه وهو يقف علي أطلال منازل أهل الشمال السورى المكلومين بفقدان بيوتهم وذويهم أثر الزلزال الأخير، يوجه صرخات استغاثه لشعوب العالم, يتوسل تقديم مساعدات لأهله وجيرانه ، وبصوته المتهدج يقول …ماوصل لأراضي الشمال السوري إلا بعثة الإغاثه المصريه وطواقم الأطباء المصريين ، الذين اجتازوا الحدود ودفعوا أموالا طائله ليتكمنوا من الوصول لمنكوبي الزلزال ، في وقت اكتفت فيه دول العالم بإرسال مساعدات غذائيه وبطاطين لم تصل لأهل الشمال ،بل تباع في السوق السوداء، وبدموعه يدعو اقائلا: جزاكم الله عنا خير يا أهل مصر, ويا أطباء مصر.
وفي جائحة كورونا كان أطباؤنا يرفضون مغادرة المستشفيات بالأيام والأسابيع ، وكأنهم قد ربطوا مصيرهم بمصائر مرضاهم ، فرفضوا التخلي عن دورهم في إنقاذ المرضي وإغاثتهم، غير عابئين باحتمالات انتقال الفيروس اليهم ، ودون أن يترددوا لحظه في التضحيه بأرواحهم وراحتهم ومستقبل أولادهم ، واستمروا في عملهم المتواصل لإنقاذ كل من يمكن إنقاذه ، وحتي بعد أن سقط أكثر من ٣٠٠ طبيب منهم ضحية لكورونا ، فإن ذلك لم يوقف تضحياتهم أو يقطع عطاءهم المتواصل..
أطباء مصر هم نعمة من الله إختصنا بها ، في وقت افتقدت فيه الكثير من الدول وجود عدد كاف من الأطباء فيها ، ولذلك فهناك محاولات كثيره و عروض مغريه لهجرة أطباء مصر لدول أخري تضمن لهم حياة كريمه، وتؤمن مستقبلهم وحياة أسرهم برغد ، في الوقت الذي لم يجد فيه اطباءنا التقدير المناسب لهم في بلدهم ، ولا معاملة متميزه يستحقها الطبيب المصري بجداره، لأننا ببساطه ..اعتدنا وجودهم ، ولن نشعر بهذه النعمه الا لو فقدناها، ولهذا… لن يكون من العيب أن نعترف بأنه قد ان الاوان لإعادة النظر في كل ما يخص الأطباء في مصر ، وأن نعيد صياغة قواعد لعمل الأطباء ورواتبهم ومميزاتهم الماديه تضمن لهم العديد من الإمتيازات ،عرفانا بدورهم ، وإحقاقا لحقهم علينا ، وامتنانا منا علي نعمة وجودهم في حياتنا… قبل أن يغردوا خارج السرب بعد سنوات ليست بعيده ، ونندم علي فقدانهم في وقت لن ينفع فيه الندم.