المطيري: مالطا تدعم رفع تأشيرة «شينغن» عن الكويتيين
النشرة الدولية –
النهار الكويتية – سميرة فريمش –
يتمتع سفير الكويت لدى جمهورية مالطا د. فيصل المطيري بوضع خاص وله مكانة لدى السلطات المالطية حيث يستمد هذه المكانة من مكانة الكويت لدى المالطيين الذين كما قال يستذكرون دائما مساهمة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية في اعادة بناء البنى التحتية في مالطا بعد استقلالها عن بريطانيا في سبعينيات القرن الماضي.
«النهار» التقت السفير المطيري الذي اكد ان العلاقات بين البلدين متميزة وتعود الى سبعينيات القرن الماضي وانهما اليوم يحتفلان بمرور 50 عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما وفتح سفارة للكويت هناك.
السفير المطيري كشف لـ«النهار» عن مشاركة هيئة الاستثمار الاسبوع المقبل في اجتماع دولي تسضيفه مالطا لعرض الفرص الاستثمارية التي وصفها بالواعدة. كما اشار الى حرص السلطات هناك على جلب المستثمرين الكويتيين للاستثمار في مجالات متعدة.
ورأى ان مالطا داعم اساسي لملف الكويت في رفع تأشيرة شينغن عن المواطنين الكويتيين، مؤكدا في ذات الوقت ان المواقف المالطية تجاه الكويت لن تنسى خصوصا اثناء الغزو العراقي الغاشم لها ووقوف رئيسها الاسبق ودعمه لتحرير الكويت من خلال ترؤسه للجمعية العمومية للامم المتحدة في ذلك الوقت.
وعرج الى دور المؤسسات الخاصة في رفع اسم الكويت والتي سماها بالقوة الناعمة ومساهمتها بنقل الثقافة ونشرها في العالم مثمنا ما تقوم به مؤسسة البابطين في هذا المجال خصوصا في نشر السلام في عالم يعج بالحروب والازمات. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
? كيف تقيمون العلاقات بين مالطا والكويت، من خلال تواجدكم فيها لاكثر من اربع سنوات؟
? علاقتنا مع مالطا جيدة جدا وعلى جميع المستويات وهناك رغبة لدى البلدين لتنمية وتطوير هذه العلاقة المتميزة والخاصة جدا ونحن نحتفل بالذكرى الـ 50 لاقامة العلاقات بين بلدينا التي تتطور وتمتد الى سبعينيات القرن الماضي حيث تمت اقامة علاقات دبلوماسية وفتح سفارة لنا هناك، وما استطيع قوله هو ان العلاقة ممتازة على جميع الاصعدة والكويت تقدر موقف مالطا اثناء الغزو العراقي حيث كان رئيس مالطا الاسبق انذاك رئيساً للجمعية العامة للامم المتحدة ولذلك فان موقفها تاريخي ولا يزال محل اشادة في الكويت ونستذكر دائما هذا الموقف المشرف الذي كان موقف ادانة واضحاً ورفض الغزو ودعم تحرير الكويت وفضلا عن ذلك فان مالطا بالنسبة لنا بوابة اوروبا وهذا مهم جدا في علاقتنا مع اوروبا ان يكون لدينا صديق هو بوابة للتعاون مع الدول الاوروبية والاتحاد الاوروبي سواء على المستوى الثنائي او على مستوى مجلس التعاون الخليجي.فعلى الصعيد السياسي نحن في قارب واحد ولدى مالطا مواقف متقدمة جدا مع القضايا العربية حيث انهم يتقاسمون معنا الرؤى المشتركة في المحافل والمنظمات الدولية حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، واذكر هنا بانعقاد اول اجتماع للجنة المشتركة بين الجانبين حيث تطرقت المحادثات إلى العلاقات الثنائية المتينة التي تجمع بين البلدين الصديقين الممتدة لـ 50 عاما وسبل تعزيزها على المستوى السياسي والاقتصادي والصحي والثقافي الأمني حيث عقدت هذه الاجتماعات عبر الزووم بسبب جائحة كورونا.
التعاون الاقتصادي
? هذا على المستوى السياسي فماذا عن التعان الاقتصادي؟
? اما على الصعيد الاقتصادي هناك فرص واعدة في مالطا للاستثمارات ودائما رئيس مالطا يستذكر مساهمة الصندوق الكويتي للتنمية في بداية السبعينيات مع بداية استقلال مالطا وقد قال ان مالطا في بداية السبعينيات وبعد استقلالها مباشرة عن بريطانيا كانت دولة جديدة وكان هناك مساهمات للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية لاعادة البناء وهناك اشادة بهذا الامر من قبل السلطات هنا.
? بالعودة الى نتائج اللجنة العليا المشتركة بين البلدين والتي وصفت بالايجابية، ما الخطوات التي تم الاتفاق عليها والبناء عليها من اجل تطوير العلاقات بين البلدين؟
? صحيح النتائج كانت ايجابية وهي التي تمخضت عنها الاجتماعات الفنية للدورة الأولى من اللجنة العليا المشتركة للتعاون الثنائي الكويتية المالطية التي تمت عبر تقنية الاتصال المرئي والمسموع حيث تم عقد ست لجان عمل على مدى يومين هي: التجارة والاستثمار، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الشباب والرياضة والسياحة، التعليم العالي، الصحة، الأمن، وتم التأكيد على تطلع الجانبين للاستمرار في التنسيق والتواصل المعهود للتوقيع على عدد من الاتفاقيات المطروحة من كلا الطرفين تعزيزا لروابط الصداقة المتميزة بينهما، كما تم خلال الاجتماع توافق الآراء والتوجهات فيما يتعلق بأهمية التعاون الثنائي وعلى المستوى الدولي في دعم الجهود الرامية لمواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» الذي أثر على مختلف مناحي الحياة واتفق الجانبان على استئناف الزيارات الثنائية بين البلدين على مستوى كبار المسؤولين متى ما سنحت الفرصة لذلك والمضي قدما نحو رفع مستوى التبادل التجاري والاستثماري في كلا البلدين وتعزيز التعاون في المجال الثقافي والعلمي والصحي وغيرها من القطاعات محل الاهتمام المشترك، واكدا على تطابق الموقف والرؤى حيال عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
دراسة الطب
? مالطا ايضا تعد محطة للطلبة الكويتيين خصوصا في مجال الطب البشري، كيف تقيم وضعهم وكم يبلغ عددهم؟
? هناك طلبة يفوق عددهم الـ 50 طالباً يدرسون تخصص الطب البشري في جامعة مالطا وهناك اطباء كويتيون تخرجوا من جامعات مالطا ويمارسون مهماتهم في مستشفىات الكويت ويقدر عددهم بـ 100 طبيب وهم من ذوي المستويات المتميزة ومشهود لهم بالتفوق وفي كل عام ترسل الكويت مبتعثين لدراسة الطب ونحن نطمح لزيادة اعداد الطلبة.
? هل هناك استثمارات كويتية خاصة في مالطا وهل من تسهيلات تقدمها مالطا لهم؟
? اؤكد هنا على أهمية بذل مزيد من الجهود لتطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة مع مالطا، وذلك من خلال تبادل زيارة الوفود التجارية والاقتصادية للتعرف عن كثب على الفرص الاستثمارية المتاحة هناك، واطلاع أصحاب الأعمال الكويتيين على النظم والقوانين، التي من شأنها تسهيل إجراءات المستثمر الأجنبي، فالعلاقات الاقتصادية تساهم في تنمية العلاقات بين البلدين وتطوير اوجه أوجه التعاون بين البلدين الصديقين، وما لمسته من خلال المباحثات التي اجريتها في وقت سابق مع غرفة تجارة صناعة الكويت هو استعداد الغرفة لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في مالطا على المهتمين من أعضائها، واعتقد ان الغرفة تسعى إلى توطيد العلاقات التجارية والاقتصادية بين أصحاب الأعمال الكويتيين ونظرائهم في مختلف دول العالم، حيث تعد الكويت من أكبر دول العالم من حيث حجم الاستثمارات الخارجية على صعيد القطاع الخاص، ونأمل بأن تقوم الشركات الكويتية بعمل شراكات استراتيجية مع نظيراتها في مالطا لتفتح آفاقاً اقتصادية جديدة بين البلدين الصديقين. اما عن التسهيلات فنعم هناك تسهيلات وهناك دعوات لرجال اعمال كويتيين لزيارة مالطا كما هناك زيارة لممثلين من هيئة الاستثمار لمناقشة الاستثمار في مالطا وذلك بناء على دعوة من هيئة استثمار مالطا لعقد مائدة مستديرة لبحث الفرص الواعدة للاستثمار بمشاركة عدد من الدول الا ان المالطيين حريصون جدا على مشاركة الكويت في هذا الاجتماع المهم وهناك فرص متاحة كما ان غرفة تجارة مالطا عرضوا علينا عقد اجتماع مع ممثلين من غرفة وتجارة الكويت لتشكيل مجلس اعمال كويتي- مالطي وهذا الامر توقف بسبب انتشار جائحة كورونا وما ترتب عنه من تأجيل جميع المشاريع والزيارات وسنعيد احياء هذه المبادرة الان بعد العودة الى الحياة الطبيعية.
? ما الاستثمارات الواعدة في مالطا برأيك؟
? هناك العديد من المشاريع في مجال الخدمات اللوجستية والمشاريع الصغيرة والموانئ والانفاق وفي مجال الترفيه وهذه المشاريع تحتاج الى مستثمرين اجانب.
التقاء الحضارات
? هل هناك سياح كويتيون يزورون مالطا؟
? نعم لكن بشكل قليل وعادة ما يكونون عابرين الى اوروبا وخصوصا ايطاليا والعكس صحيح والمالطيون يدعون الكويتيين الى زيارة بلدهم التي تتميز بالامن والاماكن الجميلة والتاريخية وهناك خدمات وثقافتهم قريبة من الثقافة العربية من حيث الارقام واستخدام بعض الكلمات العربية مثل (ليلة طيبة) و(كيفك ) وهم يفهموننا بشكل جيد فهناك خليط ما بين الثقافة العربية والايطالية والفرنسية وحتى الارقام تلفظ بالعربية وفي السنوات الماضية ايضا هناك مزيج ما بين الثقافة الشرقية المتوسطية والثقافة الاوروبية وهم يفتخرون بانهم محطة التقاء للحضارات والثقافات بحكم موقعها الجغرافي.
? بحكم زيارتي لمالطا وجدتها بلدا صغيرا فكيف تقضي اوقاتك هل من تسهيلات تقدم لك لاتمام مهامك بشكل سلسل؟
? نعم مالطا بلد صغير، لكنه بلد جميل وهناك سهولة للتواصل مع الدبلوماسيين الاجانب وايضا السلطات المالطية وهذه ميزة وسهولة التواصل ايضا مع الطلبة فردا فردا وهذا امر مهم وخصوصا في الامور الطارئة.
? على ذكر طلبتنا في مالطا هل كان لكم تواصل مع الطلبة اثناء جائحة كورونا وكيف تمت عملية الاجلاء؟
? من اول يوم تلقينا تعليمات من وزراة الخارجية ممثلة في الوزير الشيخ الدكتور احمد الناصر بقرار من القيادة السياسة في البلاد انذاك عملنا باسرع ما يمكن وتم انشاء لجنة للتعاون مع الطلبة ودعونا لاتباع الاجراءات الاحترازية التي صدرت عن السلطات الصحية في مالطا ولله الحمد الامور كانت سهلة جدا وقد تم اجلاؤهم جميعا والان عادوا الى مقاعد الدراسة والامور تمر بشكل طبيعي جدا فمالطا تعد اول دولة اوروبية اقرت المناعة المجتمعية لانهم اتخذوا اجراءات سريعة وشديدة ولم يتهاونوا وحققوا تقدما حيث انخفضت الارقام بشكل سريع وكورونا لم تؤثر كثيرا على المجتمع المالطي كباقي دول اوروبا الاخرى والاغلاق استمر لشهرين فقط، والان الاجراءات المتبعة خفيفة جدا ومن باب الاحتياط ورجعنا الى الحياة الطبيعية بعدما كان هناك تشدد في الداخل وعلى القادمين للبلاد وكان هناك رقابة على كل شيء والحياة عادت الى طبيعتها قبل الكثير من الدول الاوروبية الاخرى.
مشكلات الطلبة
? هل هناك مشاكل تصادف الطلبة الدارسين في مالطا؟
? طلابنا جميعهم متميزون في دارسة الطب وهم منشغلون في الكثير من الاوقات ولذلك لا توجد او تسجل مشاكل لا على المستوى الاجتماعي او الاكاديمي ولم اصادف اي مشكلات.
? هل هناك سهولة للحصول على تأشيرة الدراسة الى مالطا بالنسبة للطلبة الكويتيين؟
? نعم سهلة جدا وهناك تعاون من قبل السلطات المالطية اثناء تقديم الطلب الى غاية وصول الطالب الى الجامعة وذلك عبر مكتب الاتصال للعلاقات الدولية في مالطا وجميع الاجراءات سهلة وهم يطمحون لكسب وجلب المزيد من الطلبة.
? كيف تقيمون دعم مالطا لملف الكويت للاعفاء من تأشيرة الشينغن ؟
? دعم مالطا قوي جدا وهم يتبنون هذا الموضوع وهم معنا قلبا وقالبا ويدعمون الغاء تأشيرة الشينغن على مواطنينا.
? اثناء استقبل رئيس جمهورية مالطا جورج فيلا في القصر الرئاسي بالعاصمة فاليتا رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم، ما اهم ما دار اثناء الاجتماع؟
? اثناء تواجد رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم الذي استقبل من قبل الرئيس فيلا وقد نقل له تحيات سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد وتمنيات سموهما لمالطا بدوام التقدم والازدهار، كما تم التطرق الى العلاقات بين بلدينا الصديقين وكانت فرصة جيدة لمناقشة كيفية تطور علاقات البلدين لوجود رغبة لدى الجانبين لتطويرها. كما حمل الرئيس جورج فيلا رئيس مجلس الأمة نقل تحياته وتقديره للقيادة السياسية في الكويت وحرص مالطا على استمرار العلاقات الوطيدة بين البلدين الصديقين.
? ماذا يعني اختيار مالطا لاستضافة المنتدى العالمي لثقافة السلام الذي نظمته مؤسسة البابطين الثقافية؟
? اولا دعيني اثمن حضور عدد من قادة الدول الاوروبية ورؤساء برلمانات وعدد من الشخصيات المهمة لهذا المؤتمر المهم لتعزيز ونشر ثقافة السلام الذي نظمته مؤسسة البابطين الثقافية وقد تم اختيار مالطا لانها بلد محب للسلام ويعمل من اجل تحقيقه في المنطقة كما ان الكويت ايضا تعمل في هذا الاتجاه، وتنظيم مؤسسة عبد العزيز الباطين الثقافية لهذا المنتدى يعد مشاركة لما اسميه القوة ناعمة للكويت، فهم جاؤوا من اجل الكويت وهذا في حد ذاته امر عظيم ومن هنا اود ان اعرب عن شكري للشعار والعم عبد العزيز البابطين على مساهماته الكبيرة في نشر الثقافة وكان دائما ولا يزال يظهر الكويت منارة للثقافية العربية فضلا ان يكون للسلام صوت في زمن يشهد صراعات كبيرة، وباعتبار الكويت مركزا للعمل الانساني والسياسة الخارجية المتوازنة لها دائما ما تدعو الى السلام وهذا ما يؤكده ويعمل من اجله وزير الخارجية الشيخ د. أحمد الناصر بتوجيهات سامية، واعتقد هذا المؤتمر اعطى زخما اخر للكويت.
فنحن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى نشر ثقافة السلام الحوار رفيع المستوى بشأن التفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات من أجل السلام أصبح مطلبا ملحا. واجدد اشادتي بمبادرة المؤسسة لتنظيم هذا المنتدى في فاليتا والذي من شأنه أن يعد قيادة فعالة لبناء منصة عالمية للسلام العادل متعددة المستويات والوظائف. والكويت على استعداد دائم للمشاركة في جميع الجهود الإقليمية والدولية التي تهدف إلى تعزيز ثقافة السلام وتفعيل الحوار بين الحضارات ونشر قيم الاعتدال والتسامح والاحترام المتبادل والمنتدى مهم للغاية لما حمله من رسائل سامية تخدم البشرية ويمثل جزءا من القوة الكويتية الناعمة التي تخدم قضايا السلام دائما وأبدا، ولابد من الاعتزاز بما يقدمه رئيس (مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية) «من تعزير مفهوم ثقافة السلام العادل» فهو يقوم بجهود حثيثة في دعم حوار السلام والحفاظ على الحضارات والمجتمعات من خلال تحقيق سلام دائم فالمنتدى الذي حمل على عاتقه اسم الكويت اخذ الصفة العالمية والاممية لان جهود المؤسسة تتواصل لتنفيذ مبادرة (ثقافة السلام العادل من أجل أمن أجيال المستقبل) وهذا بموافقة واعتماد مكتب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذا الشأن.
كما ان المنتدى اكتسب رمزين خاصين الأول هو رمزية المكان جزيرة مالطا والتي ترمز للتعايش بين الشعوب كونها فسيفساء جميلة» من الثقافات والحضارات المختلفة فهي مثال يحتذى به والثاني هو الإجماع على هدف «مشترك نبيل وسام هو سلام عادل.