الرئيس الكازاخستاني يفتح النار على سلفه نزار باييف يعلن رحيل القوات الروسية تدريجياً
النشرة الدولية –
فيما يدل على عودة الاوضاع الامنية في كازاخستان الى طبيعتها أعلن الرئيس قاسم جومرت توكاييف امس أن القوات العسكرية بقيادة روسيا التي انتشرت في البلاد عقب اضطرابات دامية ستبدأ المغادرة غدا، وصوب سهامه مهاجما سلفه رجل كازاخستان القوي نور سلطان نزار باييف الذي يحظى بنفوذ واسع.
وقال توكاييف في تصريحات أمام الحكومة والبرلمان في مؤتمر عبر الفيديو إن «المهمة الرئيسية للقوات التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي أنجزت بنجاح». وأضاف «في غضون يومين سيبدأ انسحاب تدريجي للقوة المشتركة التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي. ولن تستغرق عملية انسحاب الكتيبة أكثر من عشرة أيام».
من جانب آخر، اتهم رئيس كازاخستان امس مرشده القوي وسلفه نزارباييف، بالمساهمة في نشوء «طبقة ثرية» تهيمن على هذا البلد الغني بالنفط وعلى سكانه وذلك بعد أسبوع على الاضطرابات.
وقال توكاييف «بسبب الرئيس السابق، ظهرت في البلاد مجموعة من الشركات المربحة جدا وطبقة من الأغنياء جدا» فيما تسيطر بنات الزعيم السابق وأصهرته وأحفاده وغيرهم من الأقرباء على مناصب مهمة للغاية ومصالح اقتصادية في البلاد الواقعة في آسيا الوسطى.
وقال رئيس كازاخستان إنه يعتزم تقديم حزمة من الإصلاحات السياسية سبتمبر المقبل. وأضاف للمشرعين: «في خطابي القادم للشعب في سبتمبر، سأقدم حزمة جديدة من الإصلاحات السياسية التي سيتم إعدادها على أساس حوار بناء واسع النطاق مع الشعب والخبراء». وأشار إلى أن كازاخستان «ستواصل مسارها نحو التحديث السياسي.. هذا هو موقفي الرئيسي». وشدد توكاييف على أنه «بشكل عام، تأخر تغيير العلاقات بين الدولة والمجتمع. لذلك، نحن بحاجة إلى شكل جديد من العقد الاجتماعي».
وفي السياق، ثبت النواب الكازاخستانيون قرار الرئيس تعيين علي خان إسماعيلوف رئيسا جديدا للوزراء، بعد استقالة الحكومة الاسبوع الماضي في محاولة لتهدئة المتظاهرين.
وإسماعيلوف (49 عاما) هو وزير سابق للمالية وكان مساعدا أيضا للرئيس نزارباييف الذي حكم البلاد بقبضة من حديد على مدى ثلاثة عقود حتى العام 2019.
وحيث لا توجد معارضة سياسية يتسامح معها النظام في كازاخستان ارتفع عدد المعتقلين على خلفية الاحتجاجات بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية الى حوالي عشرة آلاف شخص، الى انها لم تقدم حصيلة محددة للخسائر البشرية للاضطرابات.
الى ذلك، أكد المتحدث الصحافي للرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف أن قرار كازاخستان بسحب وحدة حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي هو حق للبلاد وليس لبلاده الحق في التدخل.
وقال بيسكوف ـ في تصريحات صحايفة نقلتها وكالة أنباء/تاس/ الروسية، امس «إن قرار السحب من حق الدولة التي قدمت هذا الطلب إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي فقط، ويستند ذلك إلى تحليلاتهم وليس لدينا الحق في التدخل».
في الاثناء، قال رئيس مجلس الدوما الروسي (مجلس النواب)، فياتشيسلاف فولودين: «إن القيادة الأميركية تود ألا تكون بعثة حفظ السلام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي موجودة في كازاخستان، لكي يستمر عدم الاستقرار هناك».
وأضاف فولودين ـ في بيان، امس، أوردته عدة وسائل إعلام روسية: «نسمع من واشنطن تصريحات تطلب فيها تفسيرا من قيادة كازاخستان لماذا لجأت إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي طلبا للمساعدة»، مشيرا إلى أن القيادة الأميركية تود ألا تكون مهمة حفظ السلام موجودة على الإطلاق حتى يستمر عدم استقرار الوضع على أراضي كازاخستان.
وأكد أن المشاكل الإنسانية والمعاناة الإنسانية وتدمير الدولة هي أمور ثانوية بالنسبة لواشنطن، لافتا إلى أن «العالم كله رأى ذلك في أمثلة دخول قوات (الناتو) لليبيا والعراق وسورية وأفغانستان دون أي دعوات من هذه الدول».