حِليَةِ القُرب

الشاعرة العراقية دنيا الحسني

النشرة الدولية –

الأمَرُ الذي يُحيي بحِليَةِ القُربِ

لَما تُعلمُني فْي الغَيبِ أَينَ مَداي

تُحاورني تُعاتِبنْي تَلومُ نَّبضَ قَلبّي

وأَنْفاسي إن مَالَ لغيركَ هَواي

فأَرجِعُ تَائباً مُوحْداً لِذاتكَ المُقدَس مَولاي

أُرَوحُ عَن نَفْسي بِالرَّجاءِ يا مُنتَهى أَملي

فَقدْ هَرِمتْ أَيامْ شَقوتي وَ تَمرُدي

بِنَظْرة ٍمِنْكَ أَودتْ بِحُسنِ شَبابي

وَقَضَى عَلَيَّ نَعِيمُها بِلَمحَةِ البَّصَري

فْي مَرسّاي يَّحيلُ حُبّكَ عْنوانُ رَشادِي

فَكُلَ هَّوى الدُنيا قَد تَّلاشَى بِتَوبَتي

أَلا غَيرُ سَّبيل حُبّكَ لا أَختارُ مَذْهبًا

أَنت العَشقُ يا عَشقي السَّرمَدي

سَاكناً بَينَ رُوحي وَ وَريدي

تَّطيبُ فْي هَواكَ كَينُونَتي

و َيبقَى حَنيني وفَيضُ هْيامي

كَالفُلكِ المَواخِر تَّسْرِي

فْي يَّمِ هَواكَ أَسْفَاري

يَّحملُني إليَّك فْي اللاحِدود

وأَنا المْفتُون بِجَمالِكَ فَكَيف

عَبدُكَ لا يَعشَقُ رَيانُ جَمالَ الوجُود

أَبْصَرتُ بِاسمِكَ النّور حَياةُ الرُوح

أَصْبو إلى أَرضِ الحَقِيقَة لأَرى

النَّقشُ البَّديع للخَلق الهُلامي

رأَيتُ حُبّكَ مَنقُوش فْي لَوحِ فْطرَتي

حبٌي لكَ خَالصاً ليسَعَنْ خَوف ٍ أو طَمع ٍ

حُبّكَ هّو الحَياةُ فَطابَتْ بِه حَياتي

أَنعَمتَ عَليَّ فَيها بِحَل العُقَدِ و القُيود

بِوَصلِ عبادَتي يَطوفُ طَيفُكَ

فْي أَركانِ قَلبّي مُنشّداً

حَيّ عَلى الوِصالِ إلي َّهَلُمي

مَن جَد وَجد ومَن زَرعَ الطَريق

إلى الحَبيبِ حباً وخيراً حَّصَد

بالجَواهرُ الفَاخرة فْي بَيان

أَصلُ الطَريق إلى مَعرفَة

مَالكُ الدُنيا والآخرةِ

الوَاجد فْي أَيامي قِصَصُ الحُبّ منزَلات

أَنزلتَ نُوركَ حصناً مؤانسٌ بِقَلبي

سَقيتَني شَربة بِكأَس عَشقكَ الأزَلي

أَزلتَ كُلَ النَزواتِ وبَاقي الشَهَوات

بِمَحو الأثرِ حَائلُ بَين نَاظرُ الروحِ

ونُور الجَسَدِ  فَزادَ إحتشَامي

وأَكتَمل العَفافُ فْي شَأني

وأَجتَملَ لَكَ الحَمدُ يا إلهّي

أَنت رَجَائي وَهذا قَلبّي بِكَ مُتَصل

فَقدَري تَسامى بِوَصلكَ لا يَزِلُ

ولا يَتعثَرُ

وذَنبي منْ فَضلكَ العَظيم مُغتفَرُ

 

* العمل الفني بريشة الفنان إياد الموسوي/ العراق

No description available.

 

زر الذهاب إلى الأعلى