“قصة قصيرة” موعد غرامي

فوز حمزة الكلابي

النشرة الدولية –

سألني صديقي الذي لا يقابل في غرفته أحدًا غيري .. ما الذي فعلته في الأيام الماضية حينما غبت عنك ؟ أجبته : على غير عادتي  كنت أذهب للنوم مبكرًا  لكن الغريب هذه المرة  أنني  ما أن أضع رأسي على الوسادة حتى تتزاحم الأحلام عليّ بكل أحجامها وألوانها  ..

صديقي هذا لا يفكر في مقاطعتي أبدًا .. يكتفي بهز رأسه مشجعًا لي على الاستمرار بالحديث .. فقلت له : فكرت في وضع حدًا لهذا الهجوم من قبلها  أو على الأقل  وضع برنامجًا  ينظم لي سير عملية  الدخول ..

بعد تفكير ارتأيت أن أجعل لكل يوم من أيام الأسبوع حلمًا خاصًا به ..

أمممم  جميل جدا أكمل: أجاب صديقي .

قلت له بينما هو راح يكتب في ورقة أمامه أو يرسم .. لست متأكدًا:

أسبوع أحلامي  يبدأ بليلة  الثلاثاء التي جعلتها للرحلات ..

كان علي شراء حقائب أصغر من التي رأيتها في الحلم الماضي .. كانت الحقائب كبيرة ومربكة .. لم أتمكن من الاستمتاع بالحلم بما يكفي .. في النهاية  قررت  شراء حقائب للرحلات  الطويلة  وأخرى للقصيرة  .. بينما جعلت من  حلم ليلة الأربعاء لزيارة الأهل أو استقبالهم  .. لقد وضعت حلمهم في منتصف الأسبوع كي لا يتمكنوا من زيارتي دائمًا والمكوث عندي طويلًا.

شعرت بعدها بارتياح كبير حينما توالت الأحلام عليّ بانتظام  و وضوح .. فلا يتجرأ حلم على تجاوز وقت حلم  آخر..

لا أخفيكَ  سرًا كنت انتظر ليلة السبت بصبر شديد وقلق أشد لأنه موعد لقائي مع تلك الشقراء  التي تضع قرطًا ذهبيًا في سرتها .. لكن ما أثار غضبي عليها أنني وحينما كنت اضاجعها كانت تمضغ علكة بطعم الفراولة وتعمل منها بالونات تخرج  من فمها ثم تنفجر فوق شفتيها فتضحك بصوت عال وكانت تلك هي المرة الأولى التي أسمع فيها ضحكات أنثى في الحلم .. حينما استيقظت وجدت فراشي مبلولًا من شدة التعرق .. مع ذلك مضى ذلك النهار عليّ وأنا أشعر بالراحة الجسدية  وكأن ثقلًا كبيرًا وقع من على ظهري .. فكرت في إعادة الحلم ثانية مع شقراء أخرى لكني أبعدت الفكرة بسرعة لأن الخيانة ليست من شيمي .

ليلة الأحد كان موعد حلم التسكع مع الأصدقاء والذهاب لمشاهدة مباريات كرة القدم  لكن تلك الشقراء ولأمر طارىء كررت زيارتها لي في غير موعدها لتخبرني بحملها مني .. سألتها متى حملتِ ولم يمضِ على مضاجعتي لكِ سوى أيام والشيء الأهم كيف حملتِ مني وأنا رجل عقيم طلقت ثلاث نساء قبل أن أتعرف عليكِ فسألتني مندهشة: هل نسيت أننا في حلم ؟!

بعد هذه الحادثة لم أعد اتذمر من زيارتها لي معظم الليالي واستحواذها على كل الأحلام ؟؟ فزوجتي على وشك الولادة .. آسف .. لم أخبرك .. لقد تزوجتها من أجل ابننا القادم  وكان عليّ رعايتهما.. صحيح أنني منشغل عنها في النهار لكن عند حلول الليل أحرص على النوم مبكرًا لأكون إلى جانبها.

كان حلمًا عصيبًا وأنا أقف عند باب صالة الولادة انتظر مولودي الأول حتى أنني استيقظت مرتين وشربت الماء وعدت للنوم ثانية .. فأنا حريص على وجودي هناك  لحظة وصول طفلي للعالم ..

لقد ولدت زوجتي سحلية جميلة جدًا بعينين خضراوتين وشعر أشقر لكن دون ذنب .

في أحد الأيام سألتني زوجتي حبيبتي ونحن نحتفل بذكرى مولد ابننا الرابعة وبعد أن اشتريت لطفلنا دراجة هوائية وساعة يد ملونة أن كانت تستطيع زيارتي في أحلام النهار لأنها أحيانًا تحتاجني من أجل أشياء تخص البيت والعائلة .. هل تعتقد أن بمقدوري رفض هكذا طلب؟! .. بل كنت أريد أخبارها بأمكانها اقتحام أحلام اليقظة كذلك باستثناء ليلة الأثنين لأنني جعلته  حلم التسوق وتناول العشاء خارج المنزل .. لا أنكر أنها كانت متفهمة حينما طلبت منها بعد أشهر أن تقلل من زيارتها لأحلامي  وأكيد لم أخبرها أن ثرثرتها التي لم تعد تحتمل هي السبب ..

كانت ليلة خميس حينما زارتني زوجتي واندست إلى جانبي على السرير بعدما وضعت الطفل في فراشه .. لكن شيئًا غريبًا هذه المرة حدث في حلم تلك الليلة .. وأنا اضاجعها بعنف مثل كل مرة لمحت أنها لم تعد تضع قرطا ذهبيا في سرتها  بل رسمت وشماً لأفعى تخرج لسانها والسم يقطر منه .. ما تفسيرك لذلك ؟

لم ينتبه صديقي لسؤالي لأنه كان منشغلًا بالنظر إلى تقويم كان أمامه .. فجأة رفع رأسه ليسألني : نسيت حلم الجمعة ! ابتسمت وأنا أقول له: كنت انتظر منك هذا السؤال لكن هل نسيت أنه يوم عطلة ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى