نحن أقوى من كل المراحل
بقلم: المستشار راني البيطار
” يأتي الإنسان بلا ذاكرة ووجع ويرحل صندوق من الذكريات”
انا والحياة مراحل وأحداث، انا والحياة طريق ومسار ، بصر وبصيرة … انا ابحث عن انا في سرداب الايام.. يأتي الإنسان إلى أحضان الحياة و الأرض “والمقصود هنا الأم هي التي تلد والأم هي الأرض، والأم هي الحياة ” … يحضر طفلا فارغ من الذكريات فاتحا يديه ليكتشف خفايا وخبايا القدر مع البشر ولعبة الأيام. صندوق بلا ذكريات وغير مستهلك وكأنه سيارة أو طيارة سيبدأ رحلته ليبكبر ويكبر ويتعلم العبر ، ويمر بالنجاحات والإنكسارات ويقطع المراحل لأنه رحال في دنيا الأرض يمشي الطريق على الطريق ليكتب حكاية المراحل.
الإنسان هو ذكرى إنسان ولكن بصمته تخلده الى الأبد
يكتب حكايته مع الحياة بحبر الوقت والكد والعمل والجهد والعلم والمعرفة ليترك بصمة تخلد ذلك الطفل الذي جاء إلى الحياة بلا ذكريات، ذلك الإنسان سيكون ذكرى انسان في ممر الأيام ، لأنه بعد الرحيل كتب على بني أدم أن يكون ذكرى او تمحيها الايام او تكون بصمة إلى نهاية الزمان والمكان..
رحلة البحث عن أنا الإنسان الكوني وليس أنا الأنانية التي تدمر كيان الإنسان
” انا ابحث عن انا ” أي انا الإنسان اللحم والدم والعقل والقلب أبحث عن من أنا في بحر الحياة وماذا سأصنع وأصل الى أنا كونية كلها قوة وحكمة لأجل التغلب على كل المراحل والنجاح …. أبحث عن أنا و منبعها الصافي هو في الحب والمعرفة وعمل الخير وزرع الابتسامة والسعي إلى كسب الرزق والوصول إلى الثراء والغنى العقلي والمادي، ومن قال ان التفكير بالوصول الى أن يكون الإنسان مليونار هو خطأ على العكس فالمليونار هو غني بالمال ولو كان المال قليل لكنه مع القنوع بما قسمه الله يراه كثير ووفير ويفكر في مساعدة الغير الخ ، وهنا الفرق بين مشوار أنا الأنانية وأنا الإنسانية الكونية لأنها لا تشبع إلا من تراب الأرض تراب. حتى الوصول إلى الألقاب بقناعة اللقب وحب الإنسان لأخيه الإنسان، مع العمل الدائم على مساعدة الآخرين لأنني لا أحتاج إلى مليارات كي أحيا بل احتاج للحياة كي أحيا إلى الأبد..
“ابحث عن نفسي بنفسي لأجل نفسي”
انا ابحث عن انا في الحياة … ( لتوضيح التشبيه الشرح يعني انا ابحث عن انا اي ابحث عن نفسي بنفسي لأجل نفسي) لا يعني أن أقول انا كثيراً اي أنني اناني او متعسف او متملك او انتهازي كما هي هو حال رجال الألقاب على الأرض، لا بل انا اقول انا من باب الحب والثقة بالنفس وتقديسها وإحترامها في كل مضامينها، من باب حب الغير واحترام البشر والحرية في إبداء الرأي والدين والمعتقد واللون، من باب إحترام العامل وإحترام العمل لأنه شرف لللإنسان، من باب العطاء لأجل تحقيق عدالة الحياة، من باب حب الاهل واكرامهم، من باب احترام الناس في افكارهم، من باب احترام المرأة، من باب صيانة الاوطان والبيوت والأفراد، من باب ان تكون انا نحن في مجتمع يحضن بني الإنسان ويزوده بحب الأرض وتحقيق الأحلام ليعيش الإنسان انسان ويموت ويترك بصمة قائد في أعمال تدوم في تراب الحياة حياة.
المراحل هي مد وجزر تتطلب قوة وايمان تنطلق من أنا الى نحن”
لن تكون المراحل كلها باقات من الفرح في درج الحياة بل هي فصول سوف تمر وفي قلبها الفرص سوف تمر والانسان الذكي يعرف كيف يقطف الخير والفرص السعيدة في الايام السعيدة، والانسان القوي يعرف كيف يتقبل كل المراحل في حياته ببصمة القيادة لأنه قائد نفسه بنفسه، ففرادا اتينا إلى هذه الدنيا وفرادا سوف نرحل… دلل نفسك أيها الإنسان وكن انا إنسانية في ارض البشرية افرح واضحك والعب واكتب ايامك وحلقات مسلسلك وشارته ولكن يجب أن تعلم انك لن تكون من يكتب الحلقة الاخيرة لأنها من صنع القدر ولكنك انت من عليه ترك بصمة نجاح بالعلم والعمل وفعل الخير الذي سيكون عبيرك الأبدي. سيرحل ذلك الطفل كهلاً راشداً من هذه الحياة، فكلنا يوما ما سوف نرحل، ستكون غرفتنا فارغة، اصواتنا غائبة، سننام ، والحياة ستبقى حياة والمراحل مراحل. أحبوا الحياة كي تحبكم فمن احب روحه ونفسه بصدق الإيمان لن يعرف الرحيل وسينتصر على كل المراحل الى الابد. سينتصر على كل المراحل التي سيمر بها الإنسان الفقر، الجوع، المرض، الشفاء، السعادة، النجاح ، السفر، الزواج، الحب، الجنس، كلها مراحل تشكل ثقافة حياة.