التخبّط والتردّد الانتخابي يجمع «الازرق» و «البرتقالي»… الحريري مُقتنع «بأنو ما رح يصير شي»
بقلم: جويل بو يونس
النشرة الدولية –
الديار –
الجميع يعمل وكأن الانتخابات حاصلة في موعدها في ايار، فكل الماكينات الانتخابية اعدت العدة وبدأت استطلاعاتها واحصاءاتها، وكل الاحزاب تكثف اجتماعاتها الداخلية لبحث التحالفات المستقبلية، ولو ان الجميع يفكر ضمنا وبرغبة لا يتجرأ احد على اعلانها على الملأ، بان الانتخابات قد تطير او تطيّر في اية لحظة، وهذا ما تعوّل عليه الاحزاب الاساسية. فـ «المستقبل» مأزوم، والتيار متروك، وحزب الله مُحرج، واهتماماته راهنا لا تنصب اصلا على الداخل اللبناني، حتى من يُعرّف عن نفسه بانه من المستقلّين او المستقيلين، فهؤلاء ايضا «ضايعين».
فهل تتم الانتخابات فعلا او ترحّل ويلحق بها التمديد على الاصعدة كافة؟ سؤال مشروع يفرضه ما يحكى في بعض كواليس الاجتماعات الحزبية وفي المجالس الضيقة، اذ تكشف معلومات خاصة بان الرئيس الحريري الذي لم يحسم موقفه نهائيا بعد تجاه الترشح من عدمه، علما ان الميل هو لعدم الترشح حتى اللحظة، ابلغ في اجتماع افتراضي مع نواب «المستقبل» انه سيعود حتما الى بيروت ولو ان هذه العودة تأخرت بعض الشيء.
وتكشف مصادر مطلعة ان احد النواب فاتح الحريري بسؤال عما يحكى من امكان مقاطعة «المستقبل» للانتخابات اذا قرر الحريري عدم خوضها شخصيا، باعتبار ان الافضل عندئذ الا يخوض تياره ايضا الانتخابات، لاسيما ان البعض يطرح هكذا سيناريو، الا ان رد الحريري بحسب المعلومات كان حازما باتجاه انه لن يقبل بهذا الامر، وهو لا يحبذ السير بمقاطعة «المستقبل».
موقف الحريري استفاض بشرحه امام نوابه اذ قال: تجربة مقاطعة المسيحيين في العام 1992، يوم قاطعت القوى المسيحيّة الأساسيّة، بغطاء من البطريركيّة المارونيّة، الإنتخابات النيابيّة لاسباب عزتها بوجود «جيوش إحتلال» وقوى مسلّحة غريبة على كل الأراضي اللبنانيّة (آنذاك)، اضافة الى قانون الإنتخاب الذي إعتمد في ذلك الوقت، لم تكن مشجعة لا بل كانت فاشلة وضرّت ولم تنفع، اذ جرت يومها الإنتخابات بمن حضر، فتمثّلت كلّ الأطراف بحصص مختلفة، فيما دفع المسيحيون الثمن الأكبر لهذه المقاطعة، واتوا بشخصيات لا وزن سياسيا وشعبيا لها، بإستثناء قلّة من النوّاب المسيحيّين الذين فازوا.
وبالتالي، فهذا الواقع دفع الحريري الى الجزم بانه لن يقبل بهكذا سيناريو، علما ان موقفه الانتخابي سيحدده مع عودته الى بيروت. لكن اللافت كان في ما كشفته المصادر المطلعة على جو «المستقبل»، اذ قالت ان الحريري ترسخت لديه قناعة «بانو ما رح يصير شي»، اي ان الانتخابات لن تحصل، لاسيما ان لا اموال لتمويل الانتخابات.
وبانتظار قرار الحريري، فجو «التيار الازرق» المتخبط فيما بينه والغير واضح حتى اللحظة، لا يختلف كثيرا عن جو «التيار البرتقالي» في ما خص التخبط وعدم الرؤية الواضحة، لاسيما لجهة التحالفات وسط الخلاف المتأزم مع الحليف الوحيد المتبقي للتيار وهو حزب الله. هذه النقطة تحديدا شكلت بحسب المعلومات محطة اجتماع استثنائي للمجلس السياسي للتيار امس، عبر «زوم» خصص لبحث العلاقة مع حزب الله ومستقبل التحالف.
وكشفت المعلومات بان باسيل خصص هذا الاجتماع للاستماع لآراء مختلف النواب والمسؤولين في التيار حول نقطة العلاقة مع حزب الله ومستقبل التفاهم معه، الا ان اي قرار حاسم لم يخرج عن الاجتماع، الذي شهد على كلام قاله مختلف الحاضرين، ومفاده انه لا يمكن للعلاقة ان تستمر بالطريقة نفسها، لكن لا يمكن ايضا في هذا الوقت بالتحديد فك التحالف الذي لن يثمر شيئا. واللافت ان باسيل كان مستمعا اكثر منه متحدثا، وكان يدوّن ملاحظات الجميع. علما ان ما عبّر عنه كان واضحا ولا يوحي بان هناك جوا باتجاه فك التحالف مع حزب الله، رغم «التحفظات التيارية الكثيرة» على ادائه، ولعل ابرز ما استنتج من الاجتماع بانه ليس مطلوبا انهاء العلاقة مع الحزب، بل بحث اين يمكن تحصيل امور ايجابية من اليوم حتى الانتخابات لما فيه مصلحة الوطن، والاولوية للحكومة.
بالمحصلة، فمحصلة اجتماع التيار لبحث مستقبل العلاقة والتحالف مع حزب الله، يمكن اختصاره ببضع كلمات: ضياع وتردد وتخبط، فلا فراق ولا غرام، وما يريده التيار من الحزب يختصر بالاتي :»تعا ولا تجي» والميل «لتعا»!