“المُستَهلَكون” لن يُنقذوا فلسطين والأمة .. فليعتزلوا
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

رحلات طويلة ومسيرات لا تتوقف بحثاً عن المصالحة الفلسطينية، فالرحلة بدأت من القاهرة بتوقيع اتفاقية إصلاح منظمة التحرير، إلى مكة المكرمة فصنعاء اليمن ثم الذهاب صوب داكار في السنغال وهي المشهورة برالي باريس داكار، ليعود الرالي الفلسطيني وينطلق صوب دمشق في سوريا فالعودة للقاهرة، لتواصل الرحلة طريقها صوب العاصمة القطرية الدوحة فالعودة للقاهرة، ليعود الفلسطينيون للداخل في غزة ثم القاهرة فالعودة للدوحة ثم القاهرة، لم تتوقف الرحلات المكوكية ليصاب الشعب بالدوخان والهذيان، والمصالحة الفلسطينية لا زالت تراوح مكانها  والنتيجة “صفر”.

فالمصالحة حتى تنطلق وتكتمل توجب أن تكون فلسطين بقدسها وأقصاها وكنيستها نبراس الجميع، وان تعمل قلوب وعقول المتفاوضين لأجل شعب يناضل منذ قرون طويلة بحثاً عن الاستقرار والهدوء والسكينة والحياة الآمانة، وأن لا ينشغل الفكر بأي شيء عن الوطن، وأن لا تبحث النفوس عن المال الحرام ولا المناصب الجائرة كونها أمارة بالسوء، وما أسوء النفس حين تختل موازين الانسان ولا يعرف صديقه من عدوه، والكارثة إن عرفت النفس الحقيقة وساندت العدو على الصديق وانتصرت للمستعمر على إبن الوطن، حينها تصبح خيانة غير مشروعة.

والمصالحة الفلسطينية غريبة عجيبة، فالأعداء فلسطينيون ينحدرون من قراها، ونبتوا في تراب الأرض وارتوا من مائها، ورغم ذلك “تخيلوا” يبحثون عن دول تجعلهم يجلسون سوياً ليتفقوا على حب وطنهم ورعاية شعبهم، هنا دعوني أسأل واستفسر:” هل بعد هذا الحُمق من حُمق وهل هناك جهل يعلوا هذا الجهل”؟، أقولها بكل ثقة:” لا يوجد جهل يعلوا جهلهم ولا حمق يوازي حمقهم”، فهم من يشاهدون الصهاينة يقتلون الأطفال والنساء والرجال العُزل في الضفة وغزة، وكنت أتوقع أن يهتز لهم جفن ويتنادوا لنصرتهم، لكن يبدوا ان نصرتهم لفلسطين تسير على طريق نصرة حسن نصر الله للبنان، فهي لا تفيد الشعب بل طريق للغرباء لزيادة سيطرتهم على البلاد.

لقد أثبتت مجريات الأمور ان فلسطين بحاجة لقادة جدد غير اولاءك “المُستهلكين” الذين نبتوا في الحضن الصهيوني أو نبتوا في الحضن الإيراني أو الأحضان العربية والغربية، وتحتاج لقادة يستخرجون قرار المصالحة من احتياجات الشعب الفلسطيني وليس من مصالح الدول الداعمة لهم، ويكونوا قادرين على العطاء لا الأخذ من هنا وهناك كحال من أُتخنوا ترفاً ومالاً، فالقائد الفلسطيني المطلوب يجب أن يكون ابن فلسطين وليس ابن أوسلوا ولا الانفصال ولم يُتاجر يوماً بالدم الفلسطيني ولا بحاجات الشعب، وهذا يعني ان جميع من في الصورة البشعة الحالية لن يكونوا قادرين على بناء نهضة فلسطينية حقيقية شمولية، لذا عليهم أن يرتحلوا قبل الصهاينة الذين سيرحلون عاجلاً أم آجلا.

ومرض ” المستهلكون” داء عُضال أصاب الأمة حيث يتنقلون بين المناصب، ويقودون الدول من فشل لآخر ومن تراجع لتراجع، مما يوجب تولي جيل جديد للمناصب لعلهم يحملون مفاتيح الأمل والنهضة لأمة كانت في مقدمة الركب العالمي، ويحملون مفاتيح الحل لقضايا عربية عظيمة تعيد الأمة لعظمتها كونها تملك القدرة على ذلك، فهي مركز الطاقة والثروات الطبيعية والمنافذ البحرية الأهم في العالم، فهل يعقل في ظل كل ذلك أن نكون أمة تابعة.؟!!

آخر الكلام:

طلقة من بطل فلسطيني يعرف معنى الوطن ترفع من قيمة القضية الفلسطينية وأسهمها أضعاف مضاعفة مما يقدمه جميع أبطال مجموعة “المُستهلكين”، وقرار عربي قوي يعيد الأمة لمكانتها أفضل من ألف رحلة للغرب بلا فائدة.

زر الذهاب إلى الأعلى