حَبيْبِي اسمه
بقلم: الشاعرة السُوريَة نَرجِس عِمْرَان
النشرة الدولية –
سَوْف لَن أُخْبرَكم مِن هُو حَبيْبِي ؟
سَوْف لَن أُوجز لَكُم
أدقَّ تَفاصِيل قَلبِي
حِين يتنازعه إِلَيه
نَبْض جَامِح
وأشْوَاق جَائِعة
ولن أُنَاقِش مَعكُم
كَيْف تَفنَى الرُّوح شوْقًا
على قَيْد البقَاء ؟
دُون أن تَنتَهِك حُرمَة الموْتِ
وأعْرَاف الأمْوات
ولن أَشارْكِكم
مَجلِس العزَاء فِي رُوحيٍّ
على مدى أحد عشر عامًا
وأكْثر ومسْتَمرٌّ
سَوْف لَن أَبُث لَكُم حال عُيوني
وقد اِمْتهَنت النَّميمة
كيَّ تثرثْره على لِسَان دُموعِهَا
فِي وضح الصِّدْق
وكيْف بات حَبيْبِي
مِبضَعا فِي يد الأوْجاع ؟
يذْبحني بِشَتى أَدوَات اَلحنِين
وأقْسى صُنُوف الغيَاب
لَن أُخْبرَكم أنَّ حبيْبِي
غَادَر بِكامل أَناقَة الرُّجولة
فِي مَوكِب الشُّجْعان
اَلذِي أفلَ ذات مغيب
ورغْم أَنَّه كان مُصَابا
وَجائِعا
يقْتاته البرْد
وينْهَشه العطش
لَكنَّه آثر اَلمضِي فِي رَكْب الواجب
وَفضَّل اللَّتحاق بِجحْفل الأبْطال
حِين صفع كفُّ الأنْذال خدَّ الوطن
لَن أُخْبرَكم
أنَّ حُبيْبِي اِسْمِه بشير
و طِيبة العالم بِأسْره
اتخذت مِن عيْنيْه مُسْتقِرًّا لَهَا
وجمْع الكوْن بِرمَّته
كُلَّ حَنَان فِيه
وَركنِه فِيهمَا
حَتَّى إِشعَار لَن يَأتِي أبدًا
وذاك الدِّفْء اَلذِي ضاع
يَوْم تَلبدَت المشاعر
وَمَاتتِ اَلقُلوب
وجد فِي عَينِه ملاذه
فَطلَب اللُّجوء إِليْهِمَا
لِتتوَرَّد شراينهمَا حبا
وَتحكِي قِصَّة جُغْرافْيَا
( إِنسَان مِن نُور )
حَبيْبِي اِسْمه بشير
أُحادِثه فلَا يُجيب
أَدَار الظُّهْر وَغَاب
فِي ذات اِبتِلاء
بَيْن اَلكُهوف
وَفِي الجبَال
وتحْتَ الأنْقاض
وَفِي العرَاء
هُنَاك ضاع
هُنَاك تقاسمتْه القسْوة
وَبكُل سُهُولَة
أَيتُها السَّمَاء
كَيْف لِقلْبك ألا يَحِن ؟
ألم تَسمَع أُذناك بَعْد أنين رُوحيٍّ ؟
وعيَّنَاك ألم تر بَعْد صقيع القبْر
اَلذِي تَغلغَل فِي أَنفَاس يَومِي
أقرَّ واعْتَرف
بِأنَّني فَقدَت عِشْقِي لِلْحيَاة
وَأننِي حَرمَت مِن دَغدغَة الفرح
وَانطِفأ فِي عَينِي فتيل الأمل
وَأننِي فَقأَت عُيُون الانْتظار بُكَاءً
ولو كان لِلْوحْدة لِسَان
لَوشَت بِي
بِأَني أَصبَحت كُتلَة
مِن تراكمات الأسى
وَخرَدِة رُوح
لَاتصْلح لِلاسْتمْرار
أَلِن تَرأفِي بِقلْبي
المتهالك المتعثِّر بِحرْقة الشَّوْق إِلَيه
وَروحِي الممزَّقة
المنْشورة على حِبَال اِنتِظار مُتقَطعَة
لََا لَن أَبُوح
بِأيِّ تَفصِيل عن حَبيْبِي بشير
ولَا عن طُوله الفارع
ولَا عن قَلبِه الممْهور بِالْإحْساس
ولَا عن عُمْر قصير
عَاشَه يَنتَظِر الحيَاة
ولَا عن طُفُولَة بَاذِخة
فِي اَلبُؤس
ولَا عن مُرَاهقَة مُتَمردَة
بَيْن أَقصَى وأقْصى اَلخُلق والْعَقْل
أَيتُها الأقْدار
أَلَّا يكْفيك هذاالْمدى مِن الودَاع ؟
ألم يَحِن الوقْتُ لِتجْمَعي شَمِل اللِّقَاء ؟
أَلَّا يَشفَع لَه أَنَّه كان لَك اَلمجِيب
وأن روحي إِلَيك غادرتْ أَشلَاء
فَهلَّا أَعدَّت لِي هذَا اَلحبِيب
أَرجُوك
إنِّي أحسَّ أَنِّي أَجتَاح إِلى الأنْفاس
مَا عُدْت أَقوَى على عِنَاد الكبْرياء
أرْهقتْني وَسَامَّة الصَّبْر
فبتّ المتسوِّلة
خَلْف كُلِّ بابٍ يُفْضِي سبيلا إِلَيه
وَكلَت مِنِّي نِداءَات القصائد
أَيتُها السَّمَاء
بِمنْحة مِجانية او مدفوعة
من مَنْح اَلهُطول اَلتِي حباك الله إياها
أَسأَلك بُشْراك
وَليهْطِل كَفَاك عَلِي بَشيرِي
لِيبْهج دَمعَة حَمْراء
وتنْتَصب خُطوَة
تَمكَّن الشَّلل مِنهَا
دَعينِي لِباقي سِنيني
أعافر فرحًا
يَفرَح قَلْب أُمٍّ
وقد جبرتْه بِجبروتك
لَيْس الإ