لم نعرف قاتل الخضيرات لكننا نعرف من قبض الثمن..
بقلم: صالح الراشد

 

أبشر بجنة عرضها عرض السموات والأرض، أبشر فالحبيب المصطفى بشرك بالخير القادم حين قال عيله الصلاة والسلام: “عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله”، فعيناك كانتا تراقب الوطن في الظلام وتحلمان بمستقبل أجمل، عيناك لم تُرعبهما أمطار الخير فلم تغمضان عن آداء واجبهما والليل قد أرخى سدوله، عيناك وعيون زملاءك ستبقى الحارس الأمين لأبناء وطن يؤمنون بأن الجيش المصطفوي أمين على الوطن وأبنائه، وقفت وأبطال الجيش في وجه مستوردي الموت وصانعي الدمار، وقفتم كالرجال الأشداء ليتحولوا إلى ذرٍ، ليكون الغدر سلاحهم والخسة مبدئهم.

لم يرهبكم أيها النقيب محمد الخضيرات الموقف فأنتم حُراس الحق والوطن لتوصلوا الليل بالنهار لجعل حياتنا أجمل وأكثر أمانا، لم ترهبكم عتمة الليل فأنتم فرسانها ولم يرعبكم المهربون فأنتم صائديهم، وقفتم على الحدود تحرسونها لتكبروا ويكبر الوطن، نعم، تكبرون في عيوننا وقلوبنا وينمو الوطن بالأمن والأمان، فأنتم شركاء في النهضة والعمران والعلم والمعرفة، أعلم رحمك الله إنك شريك لنا في كل شيء حتى الأحلام، وندرك أنك كغيرك تعاني مما آل اليه شأن الوطن، لكنك كنت راضياً فكنت عند الله مرضيا.

أتعرف من هو قاتلك بكل خسة ونذالة أيها البطل، أتعرف من أراق دمك أيها السد المنيع، قاتلك ليس خسيس واحد بل مجموعة كبيرة من تُجار المخدرات اغتنوا بالمال الحرام وسفكوا الدم الحرام، شيدوا بدمك ودماء إخوتك من أبطال القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ومن دماء الأردنيين قصوراً ومزارعاً وزرعوا فساداً، قاتلوك ايها العنيد الصنديد قد يكونوا الآن يرقصون ويفرحون بأنهم قتلوا بطلاً قد يرهب باستشهادة الآخرين، فهم لا يعلمون ان ابناء الجيش من ذات المعدن يحرسون الوطن ولا يهابون من الموت.

لقد هطلت دموع أمك أيها البطل ودموع شقيقاتك وعماتك وخالاتك كمطر السماء، وهطلت دموع الأردنيين الأحرار لفقدان إبن يتفخرون بشجاعته وعنفوانه، هطلت الدموع دون انقطاع تبكيك قهراً وفرقاً على وطن يتربص به القتلة والمجرمون والمهربون، هطلت لتغسل آلآمنا بفقدك ولتنبهنا إلى من يريدون بنا الشر، هطلت لتجعلنا نعلن شارة البدء من جديد بمحابة تُجار المخدرات في جميع أوكارهم حتى يرتاح الوطن ويأمن المواطنين.

 

آخر الكلام:

لا نعرف من قتل البطل لكننا نعرف من يقبضون الثمن، إنهم تُجار الأوطان العابثين بمستقبل شعب، رحم الله بطلنا محمد الخضيرات وشافى جميع المصابين وحمى الله الوطن بهمة أبطال الحق.

Back to top button