إرباك سني.. وترشيحات شماليّة تبحث عن «لوائح»

المملكة لم تمنح الضوء الأخضر... وهذا ما حاولت بهية إقناع سعد به.. لكن القرار اتخذ

https://static.addiyar.com/storage/attachments/1987/Joelle_454928_large.jpg

النشرة الدولية –

الديار – جويل بو يونس –

قبل ساعات قليلة من اقفال باب الترشحيات لانتخابات ايار 2022 منتصف هذه الليلة، لا تزال الضبابية والارباك سيد الموقف على الساحة السنية، فقرار الرئيس سعد الحريري خلط كل الاوراق، لا سيما انه تدرج من طلب من نواب كتلته وقياداتها عدم الترشح باسم «تيار المستقبل» او رفع اي شعار للتيار في المعركة الانتخابية، مع ترك حرية الترشح لمن يرغب، شرط ان يقدم استقالته من التيار، الى قرار فاجأ كثرا واتخذه الحريري، بحسب المعلومات، بعد احيائه ذكرى 14 شباط، اذ طلب من جميع الملتزمين عدم الترشح والمقاطعة.

فالنائبة بهية الحريري، التي كانت التقت منذ ايام الحريري في الامارات ومعها احمد الحريري ورلى الطبش، حاولت بحسب المعلومات اقناع الحريري بوجوب اكمال بعض من يدور في فلك «المستقبل» بالمعركة، حتى انها حاولت كما الطبش اقناع الحريري بوجوب ترشح من يرغب من نواب «المستقبل»، الا ان الحريري فاجأها بموقف حازم مفاده انه لا يريد لاي شخص في «المستقبل» المشاركة في الانتخابات لا ترشحا ولا اقتراعا، فعاد الزوار من الامارارت لينقلوا ما سمعوه للنواب، ما انعكس حسما للقرار لدى بعض من كان يتريث باتجاه اكمال المعركة او العزوف ، فخرج كل من النائب محمد الحجار ورلى الطبش وعاصم عراجي لاعلان الالتزام بقرار الحريري العزوف عن الترشح لانتخابات 2022 ، والى هؤلاء جميعا انضم طارق المرعبي امس.

حتى اللحظة نجح الحريري، بحسب ما يرى مصدر سني بارز، في تطويق «المستقبل» باتجاه الالتزام بقراره، اما حراك فؤاد السنيورة فهو بالطبع غير منسق مع سعد، الذي رد على كل نائب «مستبقلي» راسله بالسؤال عن حراك السنيورة بالقول: « لا علم لي به، وليس منسقا معي»!

على اي حال، وبانتظار قرار السنيورة الذي يحسمه اليوم بحسب المعلومات ببيان يصدر عنه، ويُرجح اعلانه عدم الترشح للانتخابات شخصيا، على قاعدة «مكره اخوك لا بطل»، باعتبار انه يرغب ضمنا، وكان مهّد لامكان ترشحه عبر جس نبض الشارع السني بمؤتمره الاخير، لكن المعارضة التي لاقاها فرملت اندافعته، فقرر دعم لوائح بدل خوض الانتخابات شخصيا واستفزاز الحريري او الشارع السني.

وقبل السنيورة، حسمها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فاعلنها صراحة : قررت العزوف عن الترشح للانتخابات افساحا في المجال للجيل الجديد كما قال، ولو انه جدد الدعوة لكل من يرغب بالترشح والاقتراع بالاستحقاق المقبل، اي باختصار لعدم المقاطعة السنية!

لكن عزوف ميقاتي عن الترشح شخصيا لن يثنيه، بحسب مصادر مطلعة على جوه، عن دعم لوائح لـ «تيار العزم» او لوائح تضم من يدور في فلكه سياسيا ، لا سيما في طرابلس والمنية والضنية، علما ان اي بحث باللوائح لا يزال مبكرا.

وبالعودة الى قرار السنيورة المرتقب حسمه اليوم ، مصدر مقرب منه اكد انه سيدعم لوائح في بيروت وطرابلس، كما انه سيكون هناك تنسيق بدعم مرشحين في صيدا والشوف والبقاع.

السنيورة الذي يبدو انه انتظر حتى اللحظات الاخيرة اشارة خارجية سعودية تعطيه الضوء الاخضر لخوض الانتخابات وترؤس لائحة في بيروت والحلول زعيما سنيا مكان سعد الحريري، لم تأته الاشارة في دليل واضح على ابتعاد المملكة عن الساحة اللبنانية وتخليها عن منح الغطاء السني لاي شخصية سنية.

اما على خط «المستقبل» من غير المنتسبين، فبرزت في الساعات الماضية تقديم كل من سامي فتفت وعثمان علم الدين وهادي حبيش وكريم كبارة ترشيحاتهم ، وكذلك مصطفى علوش الذي كان قدم استقالته من «المستقبل»، وسط اصرار من غالبية هؤلاء على القول: «لسنا مدعومين من اي طرف، بل من الشعب اللبناني وانطلاقا من وجودنا المناطقي وبيوتنا التقليدية» ، في رسالة واضحة في وجه حراك السنيورة.

الى هذه الاسماء برز ترشح طلال المرعبي، فبعد قرار الابن طارق التضامن مع الحريري والعزوف عن الترشح، توجهت الانظار الى الجهة التي سيتحالف معها طلال المرعبي.

على اي حال وبالانتظار، فكما طلال المرعبي برز ترشيح نجل محمد كبارة، لكن كبارة اكد لـ «الديار» انه لم يتخذ حتى اللحظة بعد أي قرار، وهو لا يزال يدرس خياراته ليكون ضمن اللائحة المناسبة التي يستطيع من خلالها تأمين الفوز.

هي ساعات وتحسم الترشيحات، ويبدأ في اليوم التالي الجدّ في مسألة اعداد واقفال اللوائح ضمن مهلة 20 يوما حتى 4 نيسان المقبل، وبعدها لكل حادث حديث، يختم مصدر سني، محذرا من نسب اقتراع متدنية على الساحة السنية.

هذا الاستنتاج تقاطع مع ما كشفه مصدر في الثنائي الشيعي، والذي قال ان الاتجاه يبدو لمقاطعة سنية عريضة، ولو ان الجميع دعا كلاميا لعدم المقاطعة، وسط تخلي المملكة عن دورها في لبنان وسحب الغطاء السني، وهذا ما دفع رئيس حزب «القوات» لمناشدة المملكة العودة الى لبنان. فهل تكرر تجربة التسعينات، لكن هذه المرة مع السنّة بدل المسيحيين، فيملأ الفراغ من كان يطمح ولو بتمثيل سني ضعيف للسيطرة على الساحة السنية ، لا سيما ان السياسة لا تحب الفراغ؟ او نكون امام تأجيل للانتخابات، ربطا بما قاله رئيس الجمهورية في آخر تصريح صحافي له والقائل فيه «ان السبب الوحيد الذي قد يؤدي الى تأجيل الانتخابات هو المقاطعة السنية»؟

زر الذهاب إلى الأعلى