الأجندة المخفية للأمم المتحدة لعام 2030. “عالم جديد”
بقلم: اكرم كمال سريوي
النشرة الدولية –
الثائر نيوز –
يسمّي الكثيرون هذا الإعلان العلني الأول بأنه “النظام العالمي الجديد” الذي طال انتظاره أو بداية حكومة عالمية واحدة شمولية.
سواء كنت تؤمن بما يسمّى بنظرية المؤامرة “النظام العالمي الجديد” أم لا ، فإن عبارة “الأجندة العالمية الجديدة” وعبارة “النظام العالمي الجديد” لهما نفس المعنى اللغوي تقريباً.
السؤال هو ، هل هما نفس الشيء؟
في البداية ، نشرت الأمم المتحدة خطة تُسمّى جدول أعمال القرن 21 ، والتي ركّزت حصريًا على القضايا البيئية. الآن تطورت هذه الخطة إلى أجندة 2030 وسُمّيت “جدول أعمال القرن 21 بشأن المنشطات”.
هذه الأجندة الجديدة ، التي تغطّي الآن جميع مجالات النشاط البشري تقريبًا ، هي المخطط الحقيقي للحوكمة العالمية.
بنظرة أوليّة وفي ظاهر الأمر ، يبدو أن جدول الأعمال هذا موجّه نحو مكافحة ومعالجة جميع القضايا والمشاكل الرئيسية التي تواجهنا على المسرح العالمي. أمّا إذا تعمّقت في لوجستيات الخطة ، سترى بوضوح تام أن اقتراحهم لما يجب القيام به، والعمل اللازم للحصول على حل لمشكلة ما، هما شيئان مختلفان تمامًا.
إن تحديد هدف نبيل مثل “القضاء على الفقر بجميع أشكاله” يختلف تمامًا عن معالجة مشكلة الفقر نفسها.
يشمل جدول الأعمال أيضًا الأهداف الفرعية، ولكنها أيضًا أهداف موضوعية كان من الممكن تحقيقها بالفعل، إذا كان الاتفاق عليها سيؤدي ببساطة إلى حل المشكلة.
على سبيل المثال ذُكر في ، الهدف 1 أ: “ضمان تعبئة كبيرة للموارد من مجموعات متنوعة من المصادر”.
إنه تعريف غامض بشكل لا يصدّق، ولا يمكن لأحد أن يعارضه أو يختلف معه، هذه هي النقطة المهمة وجوهر الموضوع.
في الواقع إن هذا النص يعيدنا إلى نفس المشكلة الأولى. ويضع جدول الأعمال في دائرة الشك، ويعود بنا إلى المربع الأول.
هذا يُعطي انطباعاً بأنه حتى الآن لم يتخذ أحد قرارًا رسميًا “لإنهاء الفقر” .
والآن وبعد الإعلان عن جدول الأعمال العالمي هذا، سيتم توزيع خطة مكافحة الفقر على جميع المحتاجين، حسبما ورد في الإعلان. وهذا يثير سؤالاً بديهياً، ماذا سيحدث للدول التي تختار عدم المشاركة في هذا الإعلان؟ هل سيتم استثناء بلدانهم من الخطة العالمية للقضاء على الفقر؟
أما اللافت أنه بالنسبة لوسائل الإعلام ، لم تلقَ هذه المواضيع أهمية كبيرة . ومن المستغرب جداً أن يتم تجاهل خطة كبيرة بهذا الحجم من قبل وسائل الإعلام العالمية خاصة الكبرى منها والسائدة في الدول الغربية!!!!!!!.
بينما يسعى الكوكب بأسره لتحقيق الأهداف السبعة عشر المشتركة الموضوعة، نرى أن هناك صمت إعلامي هائل حول العالم.
غالبية السكان غير مدركين لهذه الأجندة العالمية ، وهذا في حد ذاته يجب أن يكون مدعاة للقلق. هذا الأمر كان يُفترض به أن يشغل كافة وسائل الاعلام في العالم، وهو يستحق النشر طبعاً، لذلك فإن الافتقار إلى التقارير حول موضوع بهذا الحجم في وسائل الإعلام الكبرى يثير القلق، ويضع علامة استفهام كبرى حول ما يجري.
عندما يكون هناك تعتيم إعلامي في قصة أو حدث ، فمن المرجّح أنه موضوع يستحق الاهتمام به عن كثب، فهل يمكن أن نعلم ماذا يحدث في أروقة العالم؟ وماذا سيقرر السادة الكبار تحت ستار “مكافحة الفقر”.
تحت شعارات ؛ “نشر الديمقراطية” و “احترام حقوق الانسان” و “حماية السلم العالمي” تم احتلال دول، وقلب انظمة، وقتل رؤساء، واغتيال قادة وزعماء، وإثارة الفوضى في عدة بلدان من العالم. فماذ سيفعل هؤلاء تحت ستار شعار رائع برّاق مثل “مكافحة الفقر” ؟؟ وهل فعلاً قررت الدول الغنية مساعدة الدول الفقيرة، أو إعادة قسم من الثروات التي قاموا بنهبها وسرقتها من تلك الدول؟؟؟.
لقد أظهرت النزاعات والحروب الأخيرة؛ من أفغانستان الى صربيا والبوسنة والعراق وليبيا واليمن وسوريا وأوكرانيا وفنزويلا، أن لا وجود للقانون الدولي، ولا احترام لسيادة الدول، ولا قيمة حقيقية للمؤسسات الدولية، بدءاً من مجلس الأمن، والأمم المتحدة، وصولاً الى محكمة العدل الدولية، والبنك الدولي، وصندوق النقد، وغير ذلك، فكلها أدوات بيد الكبار لمحاسبة الدول الصغيرة والضعيفة، وإضفاء شرعية زائفة على قرارات احتلالها او إنهاء وجودها كدولة.
لا يبدو أن التطور الذي حدث في العالم يخدم قضايا هامة، مثل؛ نشر الوعي، والحرية، وتعميم التعاضد البشري، واحترام القيم الإنسانية، والاهتمام بالصحة، والتعليم، ونبذ العنف، وتعزيز السلام العالمي. بل على العكس نحن نشهد استخدام مفرط لوسائل العنف والقتل والدمار، ونشر للفوضى، وتغذية للخلافات والنزاعات، وابتكار ايديولوجيات العنصرية والتعصب والتفرقة بين الشعوب، وحتى بين أبناء الشعب الواحد.
والأخطر من كل ذلك تحويل البشر إلى مجرد أرقام، تُزاد أو تُمحى، كما لو كانوا مجرد صور في لعبة على هاتف محمول.
مشاريع جديدة ك “الشيفرة الالكترونية” ستكون قريباً أمراً لا مفر منه، فإما تقبل أن يضعوها داخل جسمك، وتسمح لهم بالتحكم بك، وإمّا سيتم استثاءك من النظام العالمي، وتصبح معزولاً غير قادر على ممارسة أبسط حقوقك والأعمال الحياتية الخاصة بك.
قريباً لن يكون لدينا هواتف نقالة، ولا بطاقات بنكية، ولا سيارات، ولا نقود ورقية. كل شيء سيتغيّر !!!
بطاقة صغير داخل جسدك، تُجري من خلالها كل معاملاتك، واتصالاتك، وتزيد قدرتك على التركيز والتذكّر والوصول إلى المعلومات، عشرات الأضعاف والمرات، ومن دونها لن يكون لك وجود في النظام العالمي الجديد.
ببساطة الإنسان الخارق قادم، وأشكال الحياة التي اعتدناها لآلاف السنين ستنتهي، وتُصبح مجرد ذكرى.
فهل تنجح حكومة العالم في تحقيق ذلك؟؟؟!!!.