ثلاثة أسرار في زيارة هوكشتين، وهذا هو الحل الذي طرحه لبنان!

النشرة الدولية –

الثائر –

منذ أن غادر لبنان في شباط الماضي، كان الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتين قد أوقف مساعيه الدبلوماسية لحل النزاع حول الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ولكنه عاد واستأنف نشاطه بعد أن طلب منه لبنان ذلك، وحملت زيارته إلى بيروت هذه المرة، عدة نقاط ومستجدات، قد تُفضي إلى حلحلة في ترسيم الحدود البحرية.

أولاً: أن يطلب لبنان من هوكشتين العودة إلى بيروت، ويقوم الوسيط الأمريكي بتلبية الطلب بهذه السرعة، فهذا ليس أمراً عادياً، بل هو ينم عن رغبة أمريكية حقيقية بتحقيق إنجاز سريع في هذا الملف، وكذلك رغبة إسرائيلية في عدم توتير الأوضاع على الحدود، خاصة بعد وصول الباخرة اليونانية إلى حقل كاريش، وثالثاً حصول تطور في الموقف اللبناني، ورغبة في الوصول إلى حل سريع، يُسجّل كإنجاز للرئيس عون قبل انتهاء ولايته.

ثانياً: هو ما كشفه هوكشتين عن الحل المرتقب، في مقابلته على قناة “الحرة”، لدى سؤاله عمّا إذا ناقش معه الجانب اللبناني الخط 29 ، وأن فريق الجيش اللبناني الفني واللوجستي يُعدّ ملفًا متينًا من الناحية القانونية، فيما يخصّ هذا الخط؟ فقال: «أمتن الملفات الذي يفترض بالجانب اللبناني إعداده هو ما قد ينجح، والحل الناجح يقضي بالإقلاع عن التفكير، هل أملك أفضل قضيّة قانونية، هل أنا في أفضل موقع لي..». وقال: «ثمة طرفان هنا وعلى الجانبين بدل التركيز على ما هو حق لي مقابل الطرف الآخر الذي يرى ما هو حق له، يجب أن يكون التفكير قائمًا على الطاقة التي يفترض بذلها في التفكير، ما هي الأفكار الخلاقة التي يمكننا كلّنا أن نتفق عليها. قد لا أحصل على كل ما أردته، لكنني حصلت على ما هو أكثر بكثير ممّا لديّ الآن، وفي حالة لبنان، هو لا شيء».

فالمعادلة التي أرساها هوكشتين في وساطته، تستبعد مسألة الحقوق وفقاً للقانون الدولي، بين الطرفين، لتضع مكانها مسألة: مصلحة إسرائيل في البدء باستخراج الغاز من حقل كاريش، مقابل حاجة لبنان الملحّة لترسيم الحدود البحرية، للبدء باستخراج النفط، وتسهيل هذا الموضوع ومواضيع أُخرى، كاستجرار الغاز من مصر، لحل أزمة الكهرباء، وما يمكن أن تُقدّمه الولايات المتحدة الأمريكية للبنان من مساعدة ومغريات في هذا الخصوص، للخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يتخبط بها.

 

ثالثاً: في معلومات خاصة لموقع “الثائر” فإن الحل الذي تتم بلورته الآن، بعد أن طرح هوكشتين المرة الماضية أن يكون الحد هو خط هوف، مضافاً إلية منطقة تُحدّد بخط متعرج في منطقة حقل قانا، تصل إلى حدود الخط 23 الذي يتمسك به لبنان، وفي هذه الحالة يبقى قسم من حقل قانا، جنوب الخط 23 ملكا لإسرائيل.

طرح لبنان اليوم خطاً متعرجاً، ينطلق من رأس الناقورة جنوباً، ويلتف ليشمل كامل حقل قانا، ثم يعود بعد الحقل ليتابع بشكل مستقيم حتى وفقاً للخط 23، فيكون بذلك أصبح حقل قانا بكامله داخل الحدود اللبنانية.

هزِئ هوكشتين من المعادلة التي طرحها، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، “لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا” ، ورد وكأنه يقول للبنانيين: “إقبلوا بما نسمح لكم به الآن”، لكن الأمر الجيد الذي لفت إليه، هو أن لبنان ابلغه موقفاً موحداً من موضوع المفاوضات البحرية، ولم يُخفِ هوكشتين سروره بذلك، باعتبار أنه حصل على موافقة رسمية بالتنازل عن الخط 29، والعودة إلى حل وسط، ينطلق فيه لبنان من الخط 23 . ووعد بالعودة سريعاً إلى لبنان في حال حصوله على أجوبة من الجانب الإسرائيلي.

استبقت إسرائيل وصول هوكشتين، وسرّبت الصحف الإسرائيلية مواقف متصلّبة، مرفقة بتهديدات عسكرية للبنان، مما ينم عن عدم موافقة إسرائيل، بالتنازل عن الجزء من حقل قانا، الواقع جنوب الخط 23 ، وهي تعتبره من حقها القانوني.

وكان قد تم تداول ڤيديو للدكتور احمد ياسين، على مواقع التواصل الاجتماعي يبيّـن فيه أنّ المسؤول السابق في وزارة الخارجية الاميركية ديڤيد شينكر صرّح بأنّ هناك مسؤولاً لبنانياً عرض عليه إبرام اتفاق مع اسرائيل، يتنازل من خلاله عن أراضٍ لبنانية متنازع عليها مع العدو الاسرائيلي، لقاء رفع اسمه من لائحة العقوبات الاميركية.

تعمّد هوكشتين إشاعة أجواء، بأن الظروف الدولية مهيئة للوصل إلى حل قريب، في مسألة الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. وقد يكون هذا الأمر صحيحاً، إذا قبل لبنان بطرح هوكشتين الأول، وإلّا فستتم المماطلة في المحادثات، وعدم تسليم رد إسرائيلي واضح، قبل البدء باستخراج الغاز من كاريش. وفي حال أقدم لبنان على أي خطوة في هذه المرحلة، سيتم تحميله مسؤولية فشل المفاوضات.

زر الذهاب إلى الأعلى