إستشارات مُلزمة او لزوم ما لا يلزم؟
بقلم: ايناس كريمة

النشرة الدولية

لبنان 24 –

حدد رئيس الجمهورية ميشال عون موعداً ثابتاً للاستشارات النيابية الملزمة يوم الخميس المُقبل على أن تحصل مشاورات بين عون والكُتل السياسية قدر الامكان حتى الموعد المُحدّد، وذلك بهدف معرفة التوجهات العامة لهذه الكُتل وكيفية الاتفاق على رؤية واضحة للمرحلة المُقبلة.

لكنّ البارز في مسألة التحضير للاستشارات النيابية المُلزمة ان استحقاق تسمية رئيس للحكومة لا يحظى باهتمام جِدّي في الحياة السياسية اللبنانية الراهنة، بل إنّ جزءاً لا بأس به من القوى السياسية تتعاطى معه باستخفاف نسبي في هذا التوقيت بالذات، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول النوايا المبيّتة او النتائج المتوقعة من هذا الاستخفاف.

تعتبر مصادر سياسية ان القوى السياسية لا تبدو متحمسة لخوض كباش سياسي كبير ومفاوضات مُرهقة في ما بينها او بينها وبين الرئيس المكلّف المقبل، وذلك من اجل تشكيل حكومة لن تعيش، بحسب المصادر، في حال التوصل الى اي اتفاق اكثر من بضع اشهر قليلة، وعليه فإن هذه القوى ترى ان التسمية لهذه المرحلة لا تستحق اي عناء او جهود.

وتؤكد المصادر انه وبما أن هذه الحكومة ستصبح حُكماً مستقيلة بعد نهاية ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون وستدخل في مرحلة تصريف الاعمال وبما ان التوازنات التي ستُفرض في هذه الحكومة لن تكون مشابهة للتوازنات الجديدة التي سيفرزها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فإن تشكيل حكومة حالية يصبح لزوم ما لا يلزم في حال اخذت بالمعاني السياسية والمصلحية للقوى السياسية وليس بمعيار مصلحة الوطن والمواطنين والواقع الاقتصادي.

اللافت ايضاً ان بعض القوى لم تحسم خياراتها بعد، وتحديداً قوى التغيير التي لم تقرر ما اذا كانت ستسمي رئيساً للحكومة ام انها ستكتفي بعدم تسمية احد لا سيما في ظلّ الخلافات الحاصلة بين مكوّناتها حول هذه النقطة على وجه الخصوص، اذ يعتبر البعض ان على نواب كتلة التغيير أن يسمّوا شخصية سياسية لرئاسة الحكومة الامر الذي من شأنه ان يُحرج الكثير من القوى السياسية الاخرى، او بمعنى أدقّ تلك التي تطلق على نفسها صفة “السيادية” فتصبح بالتالي ملزمة بتسمية نفس الشخصية التي اختارها نواب التغيير.

من جهة اخرى فإن القوى السياسية التقليدية لم تحسُم  بعد اسم الشخصية التي تنوي تسميتها لرئاسة الحكومة، حتى ان “التيار الوطني الحر” الذي اعلن بأنه لن يسمي رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي يبدو حتى اللحظة الاوفر حظاً للمرحلة المقبلة، فإنه لم يحدد بعد اسم الشخصية البديلة، ولعلّ رئيس “التيار” كان الاكثر وضوحاً خلال مقابلته الاخيرة إذ أبدى عدم اكتراث بخوض معركة تسمية رئيس للحكومة الجديدة في الايام القادمة.

Back to top button