الأقصى لهؤلاء وليس للمسلمين والعرب
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
تقول الإشاعات أن المسجد الأقصى أولى القبلتين ملكية للمسلمين جميعاً، وهناك إشاعات يتردد صداها بأنه عربي والحق فيه لكل من ينطق بلغة الضاد، لكن الحقيقة أن الأقصى لمن يحميه بدمه وبحريته وبجراحه، ولمن يدافع عنه بقوت بيته وثرواته، الأقصى يا أمة المليار للمرابطات من نساء فلسطين وليس لرجال أمة لاهون بالباطل مأمورن من خارج بلادهم، الأقصى لرجال جيناتهم فلسطينية يوصلون الليل بالنهار لحمايته من الدنس الصهيوني، الأقصى لثلاث جيوش عطرت دماء شهدائها ساحات الأقصى المُبارك وصمدت على أسوارة وما زالت مقابرهم شاهده على دفاعهم عنه، الأقصى للجيش العربي الأردني والجيش العراقي وأبناء فلسطين القابضين على الجمر، والذين يخوضون حرب الدفاع والتحرير منفردين وسط صمت كصمت القبور يلف العالمين العربي والإسلامي.
الأقصى لتلك السيدة التي تُعد الطعام للمرابطين المعتكفين، وجارتها التي تجمع الحجارة ليستخدمه الشباب كسلاح يذودون به عن شرف الأمة وكرامتها، الأقصى للصامدين بقلوبنهم وأياديهم يردون الصهاينة عن معراج سيد الأنبياء والرُسل، فالحجر سلاحهم كون الرشاشات والمدافع والطائرت ضلت بوصلتها، ليبقى حجر نبي الله داود الذي أسقط به الباطل هو السلاح الأخير لشعب ما عرف المهانة والإستسلام، فيما الأسلحة التفاكة يُمنع إستخدامها ضد الصهاينة حسب شروط البيع، لذا لن تكون نصيراً للباحثين عن حرية وتحرير الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق، ويجوز استعمال هذه الأسلحة للفتك بالشعوب العربية من المحيط للخليج.
لم يحترم الصهاينة حرمة شهر رمضان الفضيل، وشنوا هجومهم على مُصلين عزل يقولون ربنا الله، ورغم ذلك لم يتحرك العالم لنصرة القدس ومُصليها، ولم نسمع أوروبا العهر والضلال تطالب بالزحف لتحرير القدس من الصهاينة، وأصاب واشنطن الخرس فانعقد لسان سياسييها وقادتها العسكرين، فالقدس ليس كييف بأوكرانيا، والشهداء في الأقصى والجرحى ليس في خاركيف، لذا صمت عالم الضلال وسكتت قنوات الردة عن الصدح بالحق، وكأنهم يقولون لأهل القدس وفلسطين إن دمائكم حلال وقتلكم بطولة وتشريدكم انتصار، هذا قولهم في السر والعلن، ليكون الرد فلسطيني شعبي وليس عسكري بنصرة الأقصى، لتصمت الحكومات العربية التي تخرجت من ذات المعهد المُتصالح مع الرغبات الصهيونية والغارق في المصالح المُشتركة.
يا أهل القدس، أيها المُرابطون الأشاوس من رجال ونساء، لقد انقطعت صلتكم بأهل الأرض وارتبطت بهذا الشهر الفضيل بإله السماء، فلا تأملوا خيراً من حُكامٍ عرب ولا من زعماء مسلمين ولا من جيوش لن تتحرك، فالحق والحق أقول لكم ليس لكم إلا صمودكم وشجاعتكم بعد الله، لتحقيق النصر لأمة تقف شعوبها معكم، فيما قلوب حكامها يصيبها العجز والرعب فترتجف حين يكون العدو صهيوني، لأنهم لم يُشاهدوا أفعالكم التي تشرئب لها الأعناق، ولم يتنبهوا للعجز الصهيوني المهزوم من داخله، ولم يحفظوا تاريخك حيث تحتفظ القدس بهيبتها وبهائها كمسرى ومعراج الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، ومنها رفع الله عيسى عليه السلام، لتكون طريق السماء، لذا فمن لا قدس له فلا سماء تُظله.