الأمم المتحدة تدين هجمات مليشيات الحوثي العدوانية على مطار أبو ظبي والولايات المتحدة تتعهد بتحميلهم المسؤولية
وزير الخارجية الإماراتي: الإستهداف الآثم لن يمر دون عقاب
الأمم المتحدة – النشرة الدولية –
أدان الأمين العام للأمم المتحدة الهجمات العدوانية السافرة التي قامت بها مليشيات الحوثي الإرهابية اليوم على مطار أبوظبي الدولي ومنطقة المصفح الصناعية المجاورة، والتي تسببت في سقوط عدد من الضحايا المدنيين، وكان الحوثيون قد أعلنوا مسؤوليتهم عن هذه الهجمات.
وفي تصريحات للمتحدث الرسمي بإسم الأمم المتحدة استيفان دوغريك، أكد على أن هذا العمل هو بمثابة إنتهاك للقانون الإنساني الدولي الذي يحظر الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وقال “إن الأمين العام يدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومنع أي تصعيد وسط تصاعد التوترات في المنطقة.
وجدد قناعته على عدم وجود أي حل عسكري للصراع في اليمن، وحث الأطراف على الانخراط بشكل بناء ودون شروط مسبقة مع مبعوثه الخاص جروندبرغ وجهود الوساطة التي يبذلها بهدف دفع العملية السياسية للتوصل إلى تسوية تفاوضية شاملة لإنهاء الصراع في اليمن”.
وقال المتحدث الرسمي “أن المبعوث الخاص موجود حاليا في الرياض. وسيلتقي بكبار المسؤولين السعوديين، وكذلك كبار المسؤولين اليمنيين، لمناقشة تطورات الوضع.
وأضاف “من الواضح أن التصعيد العسكري الأخير الذي شهدناه، ليس فقط منذ اليوم، وإنما أيضا منذ الأسابيع القليلة الماضية. وهذا جزء من جهوده لتكثيف المحادثات حول كيفية تهدئة الصراع”.
وأكد على أنه لا يمكنك حل النزاع إلا من خلال التحدث إلى جميع الأشخاص المشاركين في العمليات العسكرية.
الولايات المتحدة تتعهد بمحاسبة الحوثي
ومن جهتها أدانت الولايات المتحدة الأمريكية، وبشدة، الهجوم الإرهابي الذي وقع اليوم في أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة ، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين أبرياء. وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هذا الهجوم.
جاء ذلك خلال البيان الذي أصدره مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، والذي أعلن خلاله عن عزم الولايات المتحدة العمل مع دولة الإمارات والشركاء الدوليين لتحميلهم المسؤولية.
كما جدد سوليفان، التزام الولايات المتحدة بأمن لا يتزعزع لدولة الإمارات، وقال “نحن نقف إلى جانب شركائنا الإماراتيين في مواجهة جميع التهديدات التي تتعرض لها أراضيهم”.
وزير الخارجية الإماراتي: الإستهداف الآثم لن يمر دون عقاب
وأكدت الإمارات احتفاظها “بحق الرد” على الحوثيين بعد “اعتداء أبوظبي”. وقالت: إن “الاعتداء لن يمر دون عقاب”.
وكان وزير خارجية دولة الإمارات سمو الشيخ عبد الله بن زايد، قد أدان بقوة استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية لمناطق و منشآت مدنية على الأراضي الإماراتيه اليوم .. وأكد أن هذا الإستهداف الآثم لن يمر دون عقاب.
وقالت الشرطة في أبو ظبي إن تحقيقا أوليا، أظهر العثور على أجزاء طائرة – ربما تكون بدون طيار – في موقع الانفجار في منطقة صناعية – بالإضافة إلى حدوث حريق في موقع إنشاءات بالمطار.
وذكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها أن دولة الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي الآثم واصفة تلك الهجمات بأنها جريمة نكراء أقدمت عليها ميليشيا الحوثي خارج القوانين الدولية والإنسانية.
وقالت الوزارة إن هذه الميليشيا الإرهابية تواصل جرائمها دون رادع في مسعى منها لنشر الارهاب والفوضى في المنطقة في سبيل تحقيق غاياتها وأهدافها غير المشروعة.. داعية المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية ورفضها رفضا تاما.
كما أعربت وزارة الخارجية عن تعازيها الصادقة لأهالي المتوفين جراء هذا الاعتداء الإجرامي و مواساتها للمصابين وأهاليهم متمنية لهم الشفاء العاجل.
وانفجرت ثلاث شاحنات وقود ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، كما اندلع حريق بالقرب من مطار أبوظبي الاثنين، وقالت جماعة الحوثيين اليمنية المتحالفة مع إيران إنه هجوم في عمق الإمارات، المركز التجاري والسياحي في المنطقة.
ووصف مسؤول إماراتي، هجمات الاثنين على أهداف في أبو ظبي، بأنها “عدوان حوثي”، بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء عن تغريدة له.
وإذا تأكدت الضربة، التي “شنها الحوثيون بطائرة مسيرة” على العاصمة الإماراتية، فسوف تزيد حدة الحرب بين الجماعة، والتحالف الذي تقوده السعودية إلى مستوى جديد، وقد تعيق جهود احتواء التوتر الإقليمي حيث تعمل واشنطن وطهران على إنقاذ الاتفاق النووي.
وسلحت الإمارات، عضو التحالف، ودربت القوات اليمنية المحلية التي انضمت في الفترة الأخيرة إلى القتال ضد الحوثيين في مناطق شبوة، ومأرب، المنتجة للطاقة في اليمن.
وقال تروبيورن سولتفيت محلل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة فيرسك مابلكرافت لاستخبارات المخاطر: “مع نفاد وقت المفاوضين (النوويين) يتزايد خطر حدوث تدهور في المناخ الأمني في المنطقة”.
وكثيرا ما شن الحوثيون هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة عبر الحدود على السعودية، لكنها لم تعلن إلا عن القليل منها على الإمارات، وهو ما نفته السلطات الإماراتية في الغالب.
ماذا حدث؟
قالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب ستة في انفجار ثلاث شاحنات وقود في منطقة المصفح الصناعية قرب منشآت تخزين تابعة لشركة أدنوك النفطية. وقالت إن القتلى هنديان وباكستاني.
وقالت أدنوك في وقت لاحق إن حادثا وقع في مستودع وقود المصفح في الساعة 10:00 صباحا بالتوقيت المحلي أدى إلى نشوب حريق وإنها تعمل مع السلطات “لتحديد السبب الدقيق”.
وقالت في بيان “أدنوك تشعر بحزن عميق لتأكيد وفاة ثلاثة من زملائها. وأصيب ستة آخرون وتلقوا رعاية طبية متخصصة على الفور.”
وأغلقت الشرطة الطريق المؤدي إلى المنطقة، وأظهرت لقطات لم يتسن التحقق منها على وسائل التواصل الاجتماعي دخانا كثيفا.
وقالت شرطة أبوظبي: “كشفت التحقيقات الأولية عن أجزاء من طائرة صغيرة يمكن أن تكون طائرة مسيرة، في كلا الموقعين وقد تكون هي التي تسببت في الانفجار والحريق”.
وقال متحدث باسم شركة الاتحاد للطيران إن عددا صغيرا من الرحلات الجوية تعطل لفترة وجيزة في مطار أبوظبي بسبب “الإجراءات الاحترازية”، لكن سرعان ما استؤنفت العمليات العادية.
وقال المتحدث العسكري للحوثيين إن الجماعة شنت عملية عسكرية “في عمق الإمارات”. وحذر كبير مفاوضيها، محمد عبد السلام، الإمارات من “العبث باليمن”. وقالت وسائل إعلام حوثية إنه يزور طهران حاليا.
وقال المحلل السياسي الإماراتي، عبد الخالق عبد الله، إذا تأكد أن الضربة نفذها الحوثيون، فمن المحتمل أن تعرقل الحوار الإماراتي والخليجي الأوسع مع إيران.
وأضاف أن “الإمارات لن تأخذ هذا الأمر باستخفاف”، قائلا إن الوقت ما زال مبكرا لتقييم استجابة أبوظبي.
حرب بالوكالة
بدأت الرياض وأبو ظبي محادثات مباشرة مع إيران في الأشهر الأخيرة لتجنب أي صراع أوسع قد يضر بالطموحات الاقتصادية الإقليمية.
كما تزامنت الأحداث مع زيارة رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي، إلى الإمارات. وقال مسؤول في البيت الأزرق إن القمة بين مون وولي عهد أبوظبي ألغيت بسبب “مسألة غير متوقعة وعاجلة تتعلق بالدولة”.
قال جان لوب سمعان، الباحث في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة الوطنية، إنه بالنظر إلى نطاق هجمات الحوثيين على السعودية، لم يكن “مفاجئا من ناحية القدرات والتشغيل” أن تتمكن الجماعة من ضرب أهداف إماراتية.