العراق البطل كما قطر
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
انتصر العراق وتكلل باكليل العودة واستضافة بطولات كرة القدم من الباب الأوسع باستضافتها كأس الخليج في مدينة البصرة التاريخية، ليكون الانجاز تاريخي والتنافس تاريخي واللقب أيضاً تاريخي، ليكون اللقب الأعظم عراقي، فهنا أرض الكرم والعزة والعودة المظفرة، فاليوم لا نحتفل بمن يرفع كأس البطولة ولن نتغنى بمن يهز الشباك، فاليوم المجد للسواعد التي علت البناء وأعادت العراق للواجهة العالمية بافتتاح مهيب وحضور جماهيري عظيم واستقبال أخوي لم يكن يوماً موضع شك، فهذا العراق العظيم الذي اتكأ على جراحة التي تثقل الجبال ونهض من جديد قائلاً : “أنا العراق أمرض ولا أموت وأعود أقوى وأصلب عوداً”.
فلقب البطولة ليس بمكانة هيبة التنظيم، وكما حدث في قطر قبل شهر لم يكن مهما إن تأهل منتخب قطر لأدوار متقدمة في بطولة كأس العالم، كون الهدف ليس كرة القدم بل الارتقاء بشمولية الدولة لتصبح قبلة للعالم، وهذا ما نجحت به قطر حين تعاضد أبنائها في شتى المجالات على الارتقاء بها، وبالذات في مجال الإعلام حين تحولت الأقلام لسيوف تدافع عن بلد وبطولة، وأصبحت الحناجر دروع تذود عنها الشرور ليتم تجاوز الهفوات بكل سهولة ليخرج العالم أجمع بانطباع واحد بأن البطولة الأخيرة لكأس العالم هي درة البطولات وأجملها، لذا تغنينا طويلاً بقطر الدولة والشعب على الإبداع منقطع النظير.
وحين جاء الدور على عراق التاريخ وروعته ورهبته، توقعنا أن نجد سيوف أبناءه تدافع عن بطولته التي عملوا مطولا لاستضافتها، لكن وللأسف خرج البعض عن النص وهاجم بشراسة أي تقصير مهنا صغر شأنه، لنشعر ان ما يجري تصفية حسابات لم تتوقف بين فصائل متناحرة على من يجلس في الصف الأول أو يفرض هيبته، وربما من يبحث عن صورة أجمل من غيرة، فالبطولة لم تكن لفئة ولا لفصيل بل لوطن وكان على المنتقدين الفاضحين لأي تصرف أن يكونوا بحجم وطن عانى الأمرين بالتصدي للاحتلال الأمريكي ولا زال يُعاني من عدم اتفاق أبنائه، الذين لم يتفقوا على صيغة إعلامية لحماية البطولة والوطن من كلام في غير موضعه وزمانه.
ورغم ذلك يبقى العراق كبيراً بتاريخه العظيم، وتبقى البصرة مدينة الإسلام ولها مكانتها في التاريخ الضارب في جذور الأمة، وسيظل التاريخ شاهداً على دور العراق في بطولة الخليج وكأس أمم آسيا وكأس العرب ونهائيات كأس العالم حين كان رقماً صعباً فيها، فالعراق انتصر وحقق المُراد بعودة تاريخية لكرة القدم العربية والعالمية، وندرك ان الاخطاء البسيطة التي حاول البعض تضخيمها قد انتهت وولت، وبقيت البطولة قائمة واستمرت البسمات العراقية ترحب بالجميع وبقى العراق فاتحاً ذراعيه لكل قادم وملوحاً بيديه لكل مغادر على أمل لقاء جديد.
آخر الكلام:
حين اختفى الكثيرون عن الدفاع عن عودة العراق لاستضافة البطولات، كنا في النادي الدولي للإعلام الرياضي أول من طالب بعودته، وزرنا ملاعبه وشاهدنا عزيمة أبناءه وثقتهم بتحقيق الهدف المنشود، فباركنا لهم من يومها العودة الظافرة لاستضافة البطولات، فألف مبروك للعراق.