ريقُكَ الخمرُ وأكثر

زينة جرادي

النشرة الدولية –

ريقُكَ الخمرُ وأكثر

يا سماويَّ العينينِ

ريقُكَ الخمرُ وأكثَر

بين أحضانِ العِشقِ ومقاماتِ الهوى

هامتِ الصَّبابَةُ والأشواقُ تُبديها

انطفأتِ الأنوارُ وانسابتِ الموسيقا

ورقصَتْ خُطانا على لحنِ القلوب

تفجَّرَتِ القُبَلُ على شفاهِنا

فلوَّنت وجنتيَّ بزهرِ الجُلَّنار

واشتعلْنا بأجيجِ نار

حَلَّقْنا نحوَ النجومِ المُتَّقِدَة

فعزفَتْ سيمفونيةُ العِشقِ في دهاليزِ الغِوى

غرِقنا في بحرِ هوانا تَتَقاذَفُنا الأمواج

تاهت أعمارُنا على الدروب

ليتني عرفتُ الحبَّ قَبْلًا

تراكضَ العمرُ أمامي وخلفي

سَرَى مِنْ بينِ أناملي

تَوَسَّدْتُ حبلَ الوريد

تُهَدْهِدُني في أُرجوحةِ الحُلْمِ

تخطِفُني إليك

ارتقيْنا إلى ذُروةِ الهُيام

طُفْنا حولَ اللّهيبِ فاحترقَ الكلام

مَدَدْتُ روحي لاحتضانِك

تَصَدَّعَ اللقاءُ في مَهَبِّ الريح

هل كانَ ما كانَ سَرابًا وأمانينا احتراق

هل سأصحو على قُبُلاتِك من جديد

هل ذابتْ صباحاتُنا السُّكَّرْ

هَمَسَ فِنجانُ قهوَتي :

طريقُكِ مفتوحٌ مفتوح

يا كُلِّي…

هل أنتَ مُقيمٌ أم عابِرُ سبيل

اختَلَطَ عندكَ الزمانُ والمكان

ضلَّ حدْسُكَ والطريق

أَنَسِيتَ كم مَشَّطْتَ شَعري

كم شَمَمْتَ ريحَ عِطري

لن أُعاتِبَكَ

ماذا بقيَ بَعْدُ مِني !

على صفَحاتِ الذاكرة سقطَتْ أقلامُنا وَتَعَرَّتِ السُّطور

عادتْ حروفُنا تتعانَق

أَنَّتِ الريحُ حَوْلي، تَوَدَّدَتْ لِطَيْفي

بعدما ارتوتِ المناديلُ من أدمُعي

مشاعِرُكَ الزُّجاجيَّةُ تلوَّنت

اقْتَرَنَّا كنارٍ وهواء

كُلَّما حاولتُ الابتعادَ أخذَتْني إليك الذكريات

أجَّجَتْ نيرانًا كانت خامِدَة

دعْنا نتجاوَزْ أَلَمَ الفِراق

نُعلِن هُدنَةً نُطفئ فيها الأشواق

سأُقلِّدُكَ روحي

ابقَ معي، فأنتَ ﻓﻲ ﺍلبقاءِ أجمَل

زر الذهاب إلى الأعلى