“سكرة الأبديّ”
وداد الحبيب
النشرة الدولية –
لا رغبة لي في الكتابة
ولا في النّبش بين ثنايا كلمات راودها الشّعراء من قبلي
لن أسكب ألمي من كؤوس ملآى بالفراغ
كلّ التّيه حطّ على غرفتي الصّغيرة
تكوّرت زواياها
وتدحرجت من أعلى قمم الصّمت
لم يبق لي غير النّوم
ذاك الحبر الأسود
وحده يوقض اللّيل
أسكبه خمرا على كفّي
وأغرق فيه
أطلي به أشعّة الشّمس
ليرقد الفجر
وتغمض الورود جفونها المتعبة
لا جسد لي ليوقظني
لا باب لي ليُطرق عليه
هاتفي ابتلع جميع الأرقام المنسيّة على شرفة الانتظار
أقبع وحيدة
لا أحد يُجالسني
لا شيء يُداعبني سوى الهدوء
لأبقى أنا…
أرتدي حريّتي
أضمّها إليّ في سكرة النّوم الأبديِّ.