تشييد مأوى للكلاب الشاردة في بعلبك: ابواب التبني مفتوحة

النشرة الدولية –

المدن – بتول يزبك –

تتفشى ظاهرة الكلاب الشاردة في مدينة بعلبك، منذ حوالي السّنتين، كأزمة مستجدة يقابلها السّكان بذعرٍ وخشية. فبالتوازي مع وتيرة الإنهيار المتسارعة وتخليّ غالبية السّكان عن نمط عيشهم القديم، راجت في أوساط البعلبكيين النزعة للتخليّ عن كلابهم البيتية أسوةً بباقي “الرفاهيات” المستغنى عنها، لصعوبة تربيتها وإطعامها وتلقيحها. تُركت الكلاب في الشوارع والأحياء العموميّة حيث تكاثرت، مسببةً فوضى وأحياناً خطراً على حياة بعض المواطنين.

وإزاء المطالبات الأهلية الملّحة منذ شهور طويلة للبلديات ولمحافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر، لإيجاد حلّ لهذه الظاهرة التّي نتج عنها شكاوى من اعتداءات الكلاب المتكررة نتيجة جوعها، أعلنت المحافظة قبل يومين، بالتعاون مع  وزارة التربية ونقابة الأطباء البيطريين وعدد من الجمعيات المعنية بحقوق الحيوان، مبادرة إقامة مأوى آمن للكلاب الشاردة في منطقة بعلبك.

أزمة مستجدة

تثير أعداد الكلاب الكبير،ة المنتشرة في الشوارع بحثًا عن الطعام، الذعر في قلوب المارة. وهي تسير كقطعان خلف بعضها في الشوارع الضيقة ومن أمام منازل السّكان. وقد وثقت عشرات الهجمات العدوانيّة على الأطفال فاضطر الأهل لمعالجتهم ودفع مبالغ مالية ضخمة ونقلهم إلى المستشفيات، سيما وأن هذه الكلاب غير الخاضعة للتلقيح، تنقل داء الكلاب وداء الأكياس المائية الذّي ينجم عن الاحتكاك المباشر بالكلاب أو تناول المنتجات الزراعية التّي وقعت عليها فضلات الكلاب والتّي تعيش 12 شهرًا.

وفيما يجهل الكثيرون أصول التصرف مع هذه الحيوانات بسلوكياتها العدوانيّة، ووسط غياب ثقافة الرفق بالحيوان، انتشرت ظاهرة قتلها عبر اطلاق الرصاص عليها أو تسميم طعامها. وراجت نقاشات دعمت مفهوم القتل الرحيم عبر حقن الكلاب بدواء يوقف عمل القلب من دون ألم، وهو ما استنكرته الجهات المهتمة بحقوق الحيوان وبعض المجموعات الشبابية في المنطقة. وأقدمت الأخيرة، وبامكاناتها المتواضعة على اجتراح حلول مؤقتة، أهمها إنشاء مآوٍّ مصغرة داخل منازلهم، وجمع عدد ضئيل من الكلاب وخصيهم وتلقيحهم.

مأوى آمن

بعد إلحاح المجموعات الشبابية والأهلية المستمر لاتخاذ الإجراءات اللازمة ، قررت المحافظة الإشراف على هذا الملف وطلبت من بلدية بعلبك تخصيص أرض معزولة في منطقة عمشكي شرقيّ مدينة بعلبك، حيث تقرر تشييد المأوى الذّي يضم بيوتاً للكلاب المُزمع عرضها للتبني بعض معالجتها وتلقيحها. وسيقوم موظف بلدي بتوصيل الأكل للمأوى، بالتعاون مع متطوعين من سكان البلدة. وتعهدت وزارة الزراعة بتقديم اللقاحات المطلوبة للكلاب، فيما تتولى نقابة الأطباء البيطرين تقديم العلاجات اللازمة لها، بينما تكفلت جمعيات عدّة بتوفير الطعام لها. هذا فيما تمّ تعميم قرار على المطاعم ومحلات اللحوم، بوضع مخلفات الطعام لهذه الكلاب وإطعامها.

وفي هذا السّياق تُشير الناشطة آية موسى المطلعة على تفاصيل المشروع في حديثها لـ”المدن” أن “البلدية والمحافظ والجهات الداعمة للمشروع يعملون معاً لوضع حدّ لهذه الظاهرة ووضع الكلاب في مأوى آمن يحميها ويحمي المواطنين من مخاطر بعضها. وقد عملنا طويلاً لوضع أساس لهذا المشروع “. وقد ندّد المحافظ خضر في كلمة ألقاها في حفل إطلاق المشروع، “بثقافة القتل العشوائي لهذه الحيوانات التّي وان تعدّى بعضها على المواطنين فذلك بدافع جوعها”. مشيدًا بجهود المنظمات والجمعيات التّي شاركت في المشروع.

تأتي هذه المبادرة لتريح أبناء المجتمع البعلبكي من المشي متوجسين مع عصيٍّ خشبيّة خوفًا من هجمات الكلاب الشاردة عليهم. وتعطي، في المقابل، فرصة جديدة لهذه الكلاب التّي تركت فريسة للجوع والخوف في الأزقة والشوارع ، لحين إيجاد منازل تحتضنهم وتوفر لهم الطعام والمودة.

زر الذهاب إلى الأعلى