“تيار المستقبل” عاد مجدداً لكن من باب المشاحنات
بقلم: غادة حلاوي

تحوّل على المستوى الوطني وعلى المستوى السنّي إلى ماضٍ

النشرة الدولية –

نداء الوطن –

أعاد السجال المتجدد بين النائب السابق مصطفى علوش ومنسق عام الإعلام في تيار المستقبل عبد السلام موسى المستقبل الى الأذهان مجدداً. حسرة غياب المستقبل يعيشها المستقبليون لا سيما بعد الانتخابات النيابية التي أفرزت نواباً لكنها لم تحقق حضوراً سنياً وازناً أو كفيلاً بإعادة السنة للعب دورهم على سابق عهده.

جاءت نتائج الانتخابات النيابية لتؤكد أحقية قرار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بالتنحي جانباً وتعليق نشاطه السياسي الى أجل غير مسمى كما يرى المستقبليون. بتقديره وفق ما أسرّ لمقربين بعد الانتخابات مباشرة أن ما شهدته الانتخابات وشكل المجلس الجديد يثبتان أن أي تغيير غير ممكن وان الامور ستزداد سوءاً في ظل الانقسامات الحادة والمشاحنات السياسية. بعدها لم يعد الحريري الذي ترأس الحكومة مرات عدة في لبنان يريد أن يسمع بأي تفصيل يتعلق بلبنان ليبني عليه. تقدم تدويناته على تويتر لمحة موجزة وتأكيداً أن الرجل أقفل الباب خلفه حين غادر. هو يكتفي باستذكار الراحلين ليعدهم بإكمال مسيرتهم مستخدماً تلك العبارة الشهيرة «لن ننسى».

اختصر الحريري حضوره بعبارات مقتضبة على تويتر يتتبعها الملهوفون في تياره لمعرفة مصيرهم لعلّ في ثناياها بشارة خير تبشر بعودة قريبة أو إعادة استنهاض طال انتظارها. طوى تيار المستقبل صفحته وبات حضوره يقتصر على التراشق الإعلامي بين أفراد ينضوون تحت لوائه وآخرين غادروه في أعقاب الانتخابات النيابية. أخفى كلام النائب السابق الذي شغل حتى الامس القريب منصب نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش غيضاً من فيض العلاقة التي صارت أكثر من متوترة بينه وبين مسؤولي المستقبل. يتّهم علوش المستقبليين بشن حرب قاسية عليه خلال الانتخابات النيابية ومحاصرته وكيف أن الهجمة عليه مستمرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما يضطره لفتح النار في اتجاه الجهات التي تقف خلف الهجوم عليه.

على عكس الكثيرين غيره رفض علوش الانكفاء عن الساحة السياسية واستمرّ في أداء دوره السياسي رافضاً قرار التنحي أو الانكفاء مثلما هو مطلوب منه. مؤسف كيف تحول «المستقبل» بحضوره على المستوى الوطني وعلى المستوى السني إلى ماضٍ وسط تلاشي دور السنة وتضعضعهم وغياب تأثير دورهم. في طرابلس لا أثر لأي شخصية سنية وازنة ولا حضور فعلي له ثقله، وفي بيروت غابت الزعامة السنية وتراجع حضور الشخصيات البارزة في العاصمة. وبعد الانتخابات لم ينجح السنة في تشكيل تكتل نيابي سياسي ذي ثقل فعلي. دور السنة الأساسي صار بيد العشائر خارج العواصم الأساسية أي خارج بيروت وطرابلس وصيدا.

للشيعة دورهم وحضورهم من خلال الثنائي الشيعي والمقاومة ولديهم مشروع سياسي، كذلك للمسيحيين حضورهم وعيونهم شاخصة باتجاه رئاسة الجمهورية. حتى الدرزي له مشروعه ويكافح من أجله وهو الحفاظ على وجوده وسط الأكثريات. وحده الشارع السني غائب بلا زعيم يختصره أو مسؤول يعبر عنه ويعزز حضوره الذي كان لافتاً في محطات سياسية إقليمية معينة من عبد الناصر الى أبو عمار والقضية الفلسطينية الى حافظ الاسد في سوريا وصولاً الى التعويل على المملكة السعودية مؤخراً.

غياب تيار المستقبل هو نتيجة لغياب دور السنة في لبنان وعدم وجود سند إقليمي يعيد تمكين دورهم في الحياة السياسية. استناداً إلى تجارب الأحزاب في لبنان فإن الاحزاب الاساسية وان شاخت فإنها تحافظ على دورها ولو بنسبة تراجع معينة إلا تيار المستقبل. حزب حديث النشأة وشاب، مؤسسه رفيق الحريري بما يكتنزه هذا الاسم من حضور مستمر ومع ذلك لم ينجح القيمون على المستقبل والوريث الشرعي للرئيس الشهيد في ضمان الاستمرارية. رفيق الحريري اغتيل. والرئيس سعد الحريري اختار الخروج من العمل السياسي وأقام خارج البلاد. كل ذلك حصل فيما السنة لا حول لهم ولا قوة… ولا كبير أو زعيم يجمعهم حول كلمة سواء.

Back to top button