لا اتّفاق بين ميقاتي وبو حبيب. التشكيلات الديبلوماسية مؤجلة والحل “أمر مهمة”
النشرة الدولية –
كتبت ريمان ضو لـ “هنا لبنان”:
قبل حوالي شهر من تاريخ إجراء الانتخابات النيابية، تبدو هذه السلطة خائفة من نتائج الانتخابات، خصوصًا أصوات المغتربين التي تشكل عاملاً مصيرياً في المحاسبة وإنقاذ لبنان من أزماته.
وهذه المحاولات التي بدأت مع الطعن الذي قدمه التيار الوطني الحر أمام المجلس الدستوري بالدائرة 16 (المخصصة للمغتربين) ورفض مساواتهم مع المقيمين بالاقتراع لـ 128 نائبًا، تستكمل اليوم من أبواب أخرى، إن من خلال إعلان بعض السفراء في وزارة الخارجية الأسبوع الماضي الإضراب، أو من باب إعلان وزير الخارجية عبد الله بو حبيب في حديثه الصحافي الأخير أن الانتخابات في الخارج مهددة، بسبب عدم تأمين المبالغ المرصودة لتغطية نفقات انتخاب المغتربين.
الأكيد أن إضراب السفراء ورؤساء الوحدات وامتناعهم عن مزاولة عملهم في الإدارة سيقود حتماً إلى شلّ الخارجية، ويهدّد بتعطيل اقتراع المغتربين في السادس والثامن من أيار المقبل وإن قللت مصادر ديبلوماسية مطلعة لموقع “هنا لبنان” من أهمية هذا الإضراب وشددت المصادر على أن العمل في الوزارة اليوم يتركز على إنجاز الترتيبات لاقتراع المغتربين بالتنسيق مع السفارات في الخارج.
ووفق المعلومات، فإن إصرار النائب جبران باسيل على اجراء التشكيلات والمناقلات الكاملة مع مشارفة العهد على النهاية، هدفه الاستئثار بالمراكز الدبلوماسية كافة في الخارج، هو ما يعارضه كل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي انطلاقًا من أن المناقلات اليوم غير مجدية وليست في توقيتها لكونه يحق لرئيس الجمهورية الجديد تعيين 20% من السفراء وتاليًا فإنّ من يجري تعيينهم اليوم قد تتمّ إقالتهم غدًا وهذا غير جائز بروتوكوليًا ودبلوماسيًا.
مصادر مطلعة أشارت لموقع “هنا لبنان” أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي توافق مع بو حبيب منذ بداية طرح موضوع التشكيلات، على معيارين أساسيين لمقاربة الملف، وهما: ملء الشواغر على مستوى رئيس بعثة، وإجراء تشكيلات جزئية تشمل إعادة كل السفراء الذين تجاوزت مدة وجودهم في الخارج العشر سنوات، على أن يحلّ مكانهم السفراء الموجودون في الإدارة المركزية.
وبحسب المعلومات، فإن واحدًا وعشرين مركزاً دبلوماسياً تطالها تلك التعّيينات والتشكيلات، عشرة منها لملء الشواغر على مستوى رئيس بعثة في عشر سفارات لبنانية بحكم التقاعد، مع العلم أنّ الأعمال في تلك السفارات مستمرة من قبل القائمين بالأعمال، وأحد عشر مركزاً آخر هي تشكيلات جزئية تشمل إعادة كلّ السفراء الذين تجاوزت مدة وجودهم في الخارج عشر سنوات، على أن يحل مكانهم السفراء الموجودون في الإدارة المركزية.
وشرحت هذه المصادر أن نحو سبعة أشخاص فقط في الإدارة يحق لهم التعيين بالخارج، ويمكن حل ذلك عبر تعينهم وفق ما يسمى “أمر مهمة”، مضيفة أن هناك ستة سفراء في الخارج يعملون بأمر مهمة ولديهم كل الصلاحيات.
سفير لبنان السابق في الولايات المتحدة الأميركية أنطوان شديد يشير لموقع “هنا لبنان” أن لا إضراب في السفارات اللبنانية في الخارج، والسفراء يعملون كالمعتاد، وبالتالي لا تأخير في إنجاز الترتيبات اللازمة لإجراء انتخابات المغتربين، أما أي إضراب من قبل العاملين في الخارجية اللبنانية قد يؤثر على تأخر إنجاز وإتمام بعض المعاملات الضرورية.
ويضيف أن اقتراح “أمر مهمة” سبق أن تمّ اعتماده في الكثير من البعثات الديبلوماسية في الخارج، ولن تكون المرة الأولى في حال كان ذلك المخرج المطلوب، وبذلك يكون السفير صاحب المهمة غير معتمد رسميًّا في البعثة الخارجية في أيّ بلد، لكنه في الوقت نفسه قادر على اتخاذ القرارات المطلوبة وتسيير العمل.
تشير أرقام المسجلين في الخارج إلى أن دائرة الشمال الثالثة شهدت تسجيل العدد الأكبر من غير المقيمين، أي ما نسبته 10.3 في المئة. وتصدّر قضاء زغرتا الأقضية الأربعة في الدائرة، يليه قضاء البترون. وتشير التقديرات إلى أن الإقبال الكثيف للمغتربين يوم الانتخابات من شأنه رفع الحاصل الانتخابي في هذه الدائرة، وقلب المعادلة. وهو ما يخشاه رئيس التيار الوطني الحر المرشح في هذه الدائرة، بأن تكون أصوات المغتربين سببًا بفشله في الانتخابات، وبالتالي يصبح حرمان المغتربين من الإدلاء بأصواتهم هو الخيار الأسهل لعدم تذوق باسيل الكأس المر.