هل تأخذ البندقية حقها من “شايلوك” ..عذراً أقصد “بايدن”..؟!!
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

جلس بايدن في اجتماع القمة في جدة بين الحضور، نظرت إليه وأعدت التركيز مرات عديدة كلما وجه المصورون الكاميرات على وجهه الشاحب، وحاولت أن أجد الشحصية المناسبة لهذا العجوز الذي يحاول كتابة التاريخ لشعوب تكرهه ولا تثق ببلده، فجأة استعدت شخصية “شايلوك” اليهودي المرابي الجشع، الذي جعل منه وليم شكسبير مثال للشر على البشرية في رواية تاجر البندقية، حين وقف بالمحكمة يطالب بحصته برطل من لحم “انطونيو”، هنا أعدت التركيز من جديد على تصرفات “شايلوك” العصر الحديث، لأجد أنه منبع للشر والخديعة وأنه يحاول العبث في الفكر من أجل نيل ما هو ليس حق له، وأنه جاء يطلب المال الوفير مدعياً بأنه سيمنح السعادة للشعوب عن طريق إسعاد “لورنزو” عاشق “جيسيكا”، لكنه يركز على لحم “انطونيو” حتى ينهي التقارب بين الجميع ويقتل الخير في النفوس.

وكمرابي جشع مدرب على التلاعب بالألفاظ إختار تاجر البندقية والمدفع والصاروخ والقبة الحديدية، أن يعرض بضاعته وبضاعة صديقة الصهيوني قبل الحضور لقاعة المحكمة “المؤتمر”، لعله يغير من موقف أعضاء المحكمة، وقد يجعلهم يرغبون في شراء بضاعته الافتراضية، وكعادته فقد حاول “شايلوك” الضغط على الجميع وإظهار حاجتهم لبضاعة الموت تحت شعار الدفاع المشترك لكن بطرق ذكية وبالتلميح دون التصريح، حتى لا يغضب المشاهدون ويفقدون ثقتهم بالمحكمة لا سيما أن المحامية “بورشيا” زوجة “بسانيو” لم تحضر متنكرة في الجلسة بشخصية الدكتور “بالتازار”، لتطالب بأن يحصل بايدن .. أعتذر “شايلوك” على طلبه بالمال والدعم ومواجهة أعداء الحلف الصهيوأمريكي، وحتى أنها كانت ستعلن أن من حق “شايلوك” بناء تحالف يخدم الجميع، لكن دون أن تراق الدماء العربية على مذبح خدمة الصهيوأمريكان، وأن على البندقية أن تأخذ حقها بمصادرة ثروة “شايلوك” إذا أُريقت الدماء الزكية.

غادر “شايلوك” القاعة مقتنعاً بأنه حقق مراده وخدع الجميع، وقد تكون الأدلة التي قدمها في مرافعته الثعلبية مقنعة لأعضاء المحكمة، لكن الحضور لم يقتنعوا بها كونهم من سيدفعون ثمن أي غدر من “شايلوك” المشهور بأنه لا يؤمن بالصداقة، لذا لا نجد له أصدقاء مثل “بسانيو” صديق الخير والطيبة، غادر “شايلوك” مرتدياً ثياب الطاووس بعدما خلع زي الثعلب تاركاً الحيرة والحديث الطويل للعديد من ديدان الأرض، للتمجيد بالمحكمة وحصافة القضاة فيها ومعرفتهم الحكيمة بما يجري وبسلامة قراراتهم وصلابة مواقفهم التاريخية، ففي اليوم الأهم في تاريخ المحكمة غابت “بورشيا” عن الحضور فلم تسطع الشمس في الليل، ليبقى الظلام دامساً حيث يُجيد تاجر البندقية اللعب واللعبث في حاضر ومستقبل المدينة التي لا يبدو أنها فاضلة.

زر الذهاب إلى الأعلى