188 مُجنّدة أردنية يتلقين التدريب المحترف نحو شرف العمل العسكري
النشرة الدولية –
الرأي الأردنية – رانيا تادرس –
نذرنَ أنفسهن بكامل إرداتهنّ وقوة وشجاعة، وكان خيارهن الوطن وشعار الجيش، لتصدح اصواتهن كل يوم صباحا، ويرددن: (أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للوطن والملك وأن أحافظ على الدستور والقوانين والأنظمة النافذة وأعمل بها، وان أقوم بجميع واجبات وظيفتي بشرف وأمانة وإخلاص دون أي تحيز أو تمييز، وأن أنفذ كل ما يصدر إليّ من الأوامر القانونية من ضباطي الأعلين).. إنهنّ مجندات مركز تدريب المرأة العسكرية الواقع في الغباوي على بعد 30 كم تقريبا من العاصمة عمان.
وتبدأ الحكاية بمجرد الوصول عند بوابة مركز تدريب المرأة العسكرية والانطلاق نحو مرافق المركز الذي يعد قصة نجاح وتميّز بتواجد (188) مجندة يتلقين التدريب لمدة خمسة شهور للانطلاق نحو شرف العمل العسكري الميداني.
وعن تفاصيل تجربة اليوم العسكري للمجندات المتدربات وفق برنامج تدريبي متخصص، كان لـ«الرأي» فرصة زيارة المركز على ارض الواقع، والاطلاع على تفاصيل برنامج يومهن التدريبي عن قرب.
تدق الساعة الرابعة فجرا لتعلن الصحوة لهن وبداية النهار التدريبي عبر الرياضة الصباحية بإشراف من الكادر التدريبي من الضابطات والمدربات، حيث تعد الرياضة الصباحية ضرورة خصوصا للمجندات في الدورات التأسيسية، وعند الانتهاء منها يتم اعطاؤهن تعليمات اليوم التدريبي، وبعد ذلك ينطلقن نحو القاعات المخصصة لتناول وجبة الإفطار التي تتم وفق وتعليمات ونظام معمول به داخل المركز، يليها فترة استراحة لمدة نصف ساعة، واول المهام تبدأ بترتيب المنامات والتفتيش الصباحي.
واللافت أن الوقت له قيمة في الحياة العسكرية، حيث تنطلق المجندات كتلميذات إلى التدريب عبر برنامج مخصص مدته 21 اسبوعا.
ويومهن التدريبي يبدأ من الساعة الرابعة صباحا ويستمر لغاية العاشرة مساءً يتخلل ذلك فترات استراحة واوقات تناول وجبات الطعام وفترات الصلاة.
وتنطلق المجندات إلى الميدان وأول فقرة من التدريب الصباحي تمرين اللياقة البدنية الذي ينفذ من قبل مدربات والهدف منه رفع القدرة البدنية وزيادة التحمل مع مراعاة عدم الإجهاد، منعا لاي مشاكل صحية، ثم تأتي الحصة الثانية وهي التدريب على الاسلحة، ثم الثالثة وهي التدريب على المشاة بحكم انها مهمة في صقل شخصية المجندة في النظام العسكري، اضافة الى مهارات المعركة، والتدريب على الرماية.
بعد ذلك يبدأ التدريب المسائي في الساعة الثالثة عصرا من خلال حصص لامنهجية مدة كل حصة 40 دقيقة، ويختتم النهار بطابور مسائي يتخلله اعطاء تعليمات، حيث هناك مواد تعليمية تحتاج الى الدراسة الاجبارية لمدة ساعة، ثم فترة العشاء والاستراحة، حتى تكون الساعة شارفت على العاشرة مساء، عندها يتم اطفاء النور وينطلق الجميع للنوم، وهكذا ينتهى اليوم استعداداً لانطلاقة يوم اخر جديد. وثمة إنجاز يسجل لبرنامج التدريب بأنه يحول المجندات تدريجيا من نظام الحياة المدنية نحو نظام عسكري والتحرك بأمر عسكري، وترى القبول والرضا والابتسامة?والعزيمة والقوة على وجوههن مصاحب بمعنويات عالية وثقة تتجسد عندهن اثناء التدريبات وتنفيذ التعليمات العسكرية، والالتزام بنظام الحياة العسكرية خصوصا ان الخدمة في القوات المسلحة كانت بناء على خيارهن وقناعتهن، ورغم ذلك فهناك صعوبات وتحديات على حد قولهن تتمثل في البعد عن عائلاتهن، لكن ما يقلل هذا الشعور هو الاجواء الاسرية بين المجندات والمدربات للتخفيف عن بعضهن البعض وروح الاخوة والزمالة التي تجمعهن، مما يشجعهن على الاستمرار والعطاء وانتظار التخرج للالتحاق بمواقعهن لخدمة الوطن.
وكان لـ«الرأي» لقاء مع آمر مركز تدريب المرأة العسكرية المقدم سلمان الحراحشة، ويقول: إن أهمية المركز تتجسد بإعداد وتأهيل الضباط وضباط الصف من الاناث من مختلف صنوف القوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي تعبويأً وامنياً وادارياً للقيام بالواجبات المختلفة التي توكل إليهن بكفاءة واقتدار.
وحول أهداف المركز، يشير الى انه يتم تدريب وتأهيل مرتبات المركز تدريباً أمنياً وإدارياً وعسكريا محترفا، ليتم إعدادهن كمدربات في القوات المسلحة، اضافة الى استقبال وتدريب المجندات الجدد (الرتب الأخرى) وإعدادهن بقصد تحويلهن من الصبغة المدنية الى العسكرية.
وأضاف المقدم سلمان: ويتم كذلك إعداد وتأهيل الضابطات لقيادة فصيل وقيادة سريّة مشاة في الميدان من خلال عقد دورة التعبئة التأسيسية والمتقدمة في المركز بإشراف مدرسة الملك عبدالله بن الحسين للمشاة، وكذلك تدريب ضابطات وضابطات صف القوات المسلحة – الجيش العربي تنفيذاً لسياسة ربط الترفيع بالتأهيل وذلك بإشراكهن بدورات مختلفة توازي الدورات التي تعقد في مختلفة معاهد ومدارس القوات المسلحة.
ويؤكد آمر المركز، أن المرأة العسكرية الاردنية قادرة على تحمل المسؤولية، وهي تمتاز بقوة وحكمة في اتخاذ القرار والقيام بالمهام التي تطلب منها بكفاءة.
وجالت «الرأي» في مرافق المركز من منامات مخصصة للمجندات والمدربات، الى قاعات الحاسوب المجهزة، والمسرح، وقاعات الطعام، الى المركز الطبي، وثمة علامة فارقة في المركز وهي وجود حضانة متخصصة للاطفال تستخدم من قبلهن لمن لديها اطفال مجهزة باعلى مستوى، حيث تلبي جميع احتياجات الاطفال مع وجود مربية مختصة لرعايتهم.
وتجدر الاشارة الى ان مركز تدريب المرأة العسكرية في منطقة الغباوي تم افتتاحه بتاريخ 7 حزيران 2021 من قبل سمو الاميرة سلمى بنت عبد الله الثاني مندوبة عن جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وبحضور عطوفة رئيس هيئة الاركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، علماً ان المركز تم انشاؤه بالتعاون بين القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي وحلف شمال الأطلسي الناتو.