أكاذيب الغرب مقتل لأوكرانيا

النشرة الدولية –

صالح الراشد

 

كذبة وراء الأخرى وتضخيم يتبعه تضخيم آخر، وتزوير يتزايد كل يوم، فأوروبا التي تبغض بعضها البعض ولا نجد محبة بين دولها، أظهرت للعالم إنسانيتها مع الشعب الأوكراني عبر القنوات الفضائية والإعلام ووسائل التواصل، ولم تجد هذه الدول طريقة إلا وتغنت من خلالها بدعم الشعب الأوكراني الذي هجرته الحرب الروسية، وظننا ان ما قدمته أوروبا فاق ما قدمته للسوريين الذين هاجروا من وطنهم بسبب الحرب، وروج الكثيرون إلى ان الشعب الأوكراني حصل على دلال لم يُكتب لشعب آخر، لنجد ان ما حصل عليه الشعب الأوكراني من الدول الأوروبية هو ما يُطلق عليها “حماية مؤقتة” وليس هجرة كون هذا أمر سيجعل روسيا تغضب، فالحماية المؤقتة قد تكون بسبب قيادة الدولة وديكتاتوريتها أو حرب فيما التهجير مقتصر على الحروب والكوارث، وبالتالي تم تخفيف المُسمى حتى لا تغضب موسكو.

 

لقد وضعت القارة الأوروبية أربعة ملايين أوكراني تحت الحماية المؤقتة منهم مليونين في بولندا ومليون في ألمانيا وتوزع البقية بين الدول الأوروبية، وقدمت الدول دعماً لمن وجد لديهم من هاربين من موت الحرب، فألمانيا والسويد وغيرها من الدول التي قدمت الدعم للمهجرين طلبت منهم تعلم اللغة الخاصة بتلك الدولة، للعمل فيها وسداد قيمة المبالغ التي حصلوا عليها وأن ينخرطوا في المجتمع، كون هذه الدول جمعاء تحتاج للأيادي العاملة في ظل تراجع نسبة القوى العاملة في القارة الأوروبية، ووجدت ضالتها في الشعب الأوكراني الذي سار وراء الرغبة الأوروبية فدفع الثمن غاليا.

 

ويبحث العديد من الأوكرانيين عن طرق للعودة لبلادهم، وبالذات في الدول التي تهددهم بأخذ أبنائهم في حال مخالفة قانون الطفل في الدول الاسكندنافية، والتي تعتبر القانون مقدساً وملزماً وموجباً لكل من يعيش على أراضيها، وهذا أمر تسبب في خوف الأوكران على أطفالهم مما ساهم في تشكيل هجرات مُعاكسة خارج السويد بالذات، وبرزت هذه الظاهرة باختطاف الحكومات الاسكندنافية لأطفال سوريين وتونسيين ومغربيين، مما جعل العديد من العائلات تغادر هذه الدول وهو ما توسع مع الأوكرانيين وشكل راي عام مطالب بالعودة للبلاد حتى إن كانت الحرب مستعمرة.

 

كما ساهم ارتفاع أسعار الطاقة في زيادة الضغط على الحياة الاقتصادية للمواطنين والقادمين على حد سواء، لتأكل مقومات الحياة نسبة كبيرة من الدخل مما جعل أمور المعيشة اليومية في غاية الصعوبة، ليجد غالبية الأوكران أن الأفضل لهم العودة لبلادهم والحياة فيها مهما كانت الظروف، حتى لا يعملوا برواتب مدفوعة مسبقاً في الدول الأوروبية التي ستسترد أموالها بعد حين، ليجد الشعب الأوكراني أنه كان مجرد دمية عسكرية عبثت بها القارة الأوروبية والولايات المتحدة، وان علاقاتها ستكون سيئة في ظل القيادة الحالية مع دول الجوار بعد تعايش سلمي لعقود طويلة لم يعكر صفوها إلا حُمق رئيس يهودي أراد الإنتصار للفكر الصهيوأمريكي.

زر الذهاب إلى الأعلى