العالم مصمم على الإنتحار بغباء!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
حقيقة مؤلمة وعلى الجميع تقبلها والتعايش معها، فالعالم مصمم على الإنتحار ولا يمكن ردعه عن غايته التي نشعر بأن سرعة الوصول إليها تتزايد، بفعل ما يحصل على الصعيد الدولي والمحلي في كل بلد من بلاد العالم، فالدول الغنية والثرية تعبث بالعالم لزيادة ثرائها، وتفتعل الحروب وتنشر الأمراض والأوبئة من أجل السيطرة على البشرية، وهو أمر جعل العديد من الدول تستفيق وتدرك النوايا الشريرة لتلك القوى المهيمنة على القرار العالمي، فهي من تُشعل الحروب وتقرر تاريخ توقفها بعد تحقيق غاياتها، وهي أيضا تصنع الموت وتنشر الرذيلة لقتل الأخلاق في النفوس البشرية السليمة، وعندها سيبدأ الانهيار الشموالي والموت الحقيقي لوجود أُناس بلا مذاهب أو قيم.
ويعتبر سباق التسلح الطريق الأسرع للإنتحار وهو ما تسعى إليه جاهدة الدول الكبرى، وتقوم دوماً بتسليح المتحاربين لإطالة أمد الحروب لبيع أسلحتها ولاستنزاف هذه الشعوب، وتحويلها من صاحبة فكر وقرار إلى مجموعات من العبيد التابعين للبنك الدولي اقتصاديا، وللدول القوية سياسياً، وكلما تزايدت أعداد هذه الدول تزايد الصراع بين الدول الكبرى على شراء العبيد والسيطرة على اقتصاد تلك المجموعات من المستهلكين، وعندها ينتفي الأمان في العالم ويصبح كل شيء ممكن الحدوث، لا سيما ان السياسية الدولية قائمة على الكراهية بين الدول والإعتماد على المصالح التي قد تتغير بين ليلة وضحاها، كما فعلت واشنطن حين سرقت صفقة صناعة الغواصات التي كان على فرنسا أن تُصنعها لاستراليا، ولا ننسى أزمة الكمامات وأجهزة التنفس خلال أزمة كورونا والتي أظهرت أن العالم الغربي متناحر لأبعد الحدود.
وتكمن سرعة العالم في الذهاب صوب الانتحار لعدم قدرة الدول على فهم فكر الآخرين، وعدم تلبية احتباجاتهم والضغط عليهم، لتنشب بسبب هذا الفكر الضيق بؤر مشتعله كما في الشرق الأوسط و”أرمينيا وأذربيجان” و”قيرغزستان وطاجكستان” والكارثة بالحرب الروسية الأوكرانية والتي تهدد بإشعال القارة الأوروبية، وذهابها صوب حرب عالمية ثالثة ستكون سبب الفناء إن حصلت، كون الدول المتحاربة تملك أسلحة دمار شامل ولها قواعد في شتى بقاع العالم، وهذا يعني ان الضرر والدمار سيصل لجميع بقاع الأرض، وفشلت نطرية الرعب المتبادل التي راهنا عليها كثيراً بأنها ستنشر الأمان وتشكل حماية للدول من الحروب، ليثبت أن الخوف المتبادل سيشعل العالم، بسبب ضئالة فكر بعض القيادات السياسية في العصر الحالي، حيث يقود الدول العظمى أصحاب فكر بدائي غير قادرين على فهم المتغيرات العالمية وتزايد قوة الدول الأخرى.
وبالتالي فشلت دول العالم في بناء روابط إنسانية بينها قائمة على الاستفادة المتبادلة وفن الممكن في العلاقات، لنجدها بفضل مجموعة من أحفاد ميكالفيلي في إدارة الحكم والتفكير، تسير صوب الهواية بشكل متسارع في ظل إنحدار القيم المجتمعية بعد إنتشار المخدرات والدعارة والاسلحة بين غالبية الشعوب، وهي أمور كانت نادرة الحدوث قبل نصف قرن، لكن بفرض الصهيونية والماسونية سيطرتهما على أجهزة الحكم في الدول الكُبرى فقد تغيرت المفاهيم والقيم، واصبحت القيم المادية هي التي تقود البشرية، ليصنع هؤلاء طريق الفناء للعالم الذي يسير على غير هدى حين أغمض عينه وسلم مقاليد الحكم والفكر لمجموعات ذات فكر وطباع لا إنسانية، ليكون الموت هو الذي ينتظر الجميع، لنشعر بأن الطلقة الأخيرة قد اقتربت ويبقى تحديد من يُطلقها حتى ينتحر العالم بغباء.