سباق الفروسية
بقلم: صباح العنزي
النشرة الدولية –
قد يعتقد البعض ان طريق النجاح والوصول الى الاهداف سهل ميسر، ولا يعلم ان الوصول الى ذلك يكون كسباق الخيل في نادي الفروسية، قد نرى الخيول وهي تتسابق وتجري وكأنها تسابق الريح في جريانها فمنها من يتعثر ومنها من يسقط ومنها من يزداد عزما واصرارا على تحقيق الهدف وكسر الحواجز والموانع التي يواجهها، فنرى الخيل تجري وتجري حتى تقطع حاجز المسافة وحينها تحتفل بفوزها ونجاحها الباهر الذي لم يأت من فراغ ولكنه أتى بعد عدة محاولات وتدريب جيد واستعداد مسبق.
كذلك انت بالإصرار والعزيمة والمحاولة والتعلم من الأخطاء ستحقق الهدف، فالسر في تحقيق النجاح هو الإصرار على تحقيقه والالتزام به، وان تضع هدفك امام عينيك حتى لا ترى شيئا دونه ولا أهم منه، وكل ما عليك هو التخطيط الجيد لهدفك، وأن تحدد مسارك وتضع له افضل الاحتمالات وأيضا أسوأها، وكل هذه المحاولات قد تنجح وقد تفشل ومن الضروري ان تستعد الاستعداد الجيد بالامكانات الميسرة المتاحة لك وان تتابع عملك بجد واجتهاد ومثابرة، وان تعرف متى تتراجع عن عمل شيء ما ومتى تتقدم فيه، ولا بأس من تعدد المحاولات وأن تكون المراقب على عملك والعين الحارسة عليه، وتحاول أن تصحح الأخطاء التي وقعت بها وأن تتعلم منها حتى لا تقع فيها مرة اخرى، وحينها ستنجح وستصل إلى مبتغاك وتتذوق طعم النجاح الذي عجن بمرارة التحديات والأزمات وكثرة العثرات، بل سيكتسب هذا النجاح مناعة ضد أي فشل أو سقوط محتمل لأنك عرفت وتعلمت من تجاربك وأصبح لديك تحصين ضد أي فيروس اسمه الفشل، وأصبحت لديك المناعة الكافية والهمة والمعرفة لكي تواجه أي تحد او فشل يواجهك.
إن من يضع هدفا نصب عينيه لن يتوانى او يتكاسل في سبيل تحقيقه، وتذكر أن تشارك رحلة النجاح بمن يعينك عليها، فلا مانع من ان تستشير وتتعلم من خبرات الآخرين وتجاربهم، وان تحاول عدم الوقوع بالأخطاء التي وقعوا فيها حتى تختصر لنفسك طريق النجاح وتصل إلى هدفك بوقت قصير ومن غير مجهود مضاعف، ولا تغفل ان محيط العمل وبيئتك ومن هم في دائرتك المحيطة مهمون جدا لنجاحك ونجاح عملك لأنهم الموارد التي تغذي عملك وتستمد منها القوة والدافع للنجاح، فإن كانت البيئة داعمة ستنجح وتتقدم، وان لم تكن لابد لك من البحث عمن يسندك ويضيف لك لا من ينتقص منك او يقلل من جهدك وعملك، واستعن بالله على ذلك، ولا تيأس وجد واجتهد، لان الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.