معركة الحكومة اللبنانية انطلقت باكراً السعوديّة ترحّب… وحزب الله لا يُمانع؟
بقلم: جويل بو يونس

النشرة الدولية –

الديار –

في ظل الفراغ الرئاسي الذي يخيم على البلاد، والذي يبدو انه سيدوم لاشهر عديدة، وعلى وقع الجلسات الفولكلورية لانتخاب الرئيس، والذي شهد البرلمان امس حلقة جديدة من حلقاتها المملة، يختبئ المرشحون الرئاسيون الجديون وراء صمت لن يخرقه الا مشهد خارجي، من شأنه أن يبلور «تسوية الDEAL «، التي ستأتي برئيس الجمهورية والحكومة معا. ومن هنا حتى لحظة التسوية الكبرى، سيبقى المشهد ذاته يتكرر في مجلس النواب، وستبقى معه البطولات الوهمية تُراود أصحابها.

كما رئاسة الجمهورية ، هكذا حال رئاسة الحكومة المقبلة ، فالجميع ينتظر ويترقب، لكن البعض يعمل بعيدا عن الاضواء منذ فترة طويلة. قد يكون غياب سعد الحريري عن الساحة السنية، والذي لم يتمكن أحد من تعبئته، فرض بمرحلة سابقة الاتفاق على اسم من «نادي رؤساء الحكومات السابقين»، فكان الخيار «ميقاتيا»، بعد عزوف تمام سلام عن خوض التجربة من جديد، وشبه» فيتو» او بتعبير ألطف «اعتراض» حريريّ على فؤاد السنيورة، الذي حاول جاهدا ان يملأ الفراغ الذي تركه سعد الحريري ، لا سيما في البيئة السنية.

لكن الخيار الميقاتي اليوم، لم يعد وحيدا على الساحة السنية، لا سيما ان مصادر بارزة متابعة للحركة الحكومية، ترى أن ميقاتي يتصرف بالفترة الاخيرة ، ولا سيما مع الاطراف المسحييين، كما لو أنه «مش عامل حساب للعودة من جديد».

وفي الاطار نفسه، تكشف المصادر عن اسماء باتت اليوم تنافس جديا ميقاتي بغياب الحريري عن الساحة، ويأتي في مقدمها اسم رئيس «الهيئات الاقتصادية» الوزير السابق محمد شقير. وتقول المصادر: قد يعتبر البعض أن ميقاتي يحظى بدعم فرنسي، قد يشكل ورقة قوة لعودته رئيسا للحكومة الجديدة باطار السلة المتكاملة للتسوية المنتظرة، لكن شقير برز بقوة وهو بدأ منذ فترة طويلة تهيئة الاجواء بالعمل على الارض عبر «جمعية بيروت الخير» لتوزيع المساعدات الاجتماعية والمالية والمدرسية كما الجامعية.

وتتابع المصادر، أن غياب الحريري فرض فراغا كبيرا، بحيث وجد البيارتة انفسهم وحيدين متروكين ، فتحرك شقير عندما رأى الفرصة سانحة، مستفيدا من شبكة علاقات داخلية وخارجية، نجح في نسجها على مدار سنوات طوال، بدءا من عمله الاقتصادي كرئيس «اتحاد الغرف» ورئيس «الهيئات الاقتصادية» فوزير للاتصالات.

وفي هذا السياق، يكشف مصدر مطلع على حركة محمد شقير بانه هو من حضّر ومهّد للقاء النواب في 24 أيلول الماضي، بدعوة من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان حيث استبق اللقاء ، وبطلب من المفتي نفسه، باجتماع مع عدد كبير من الوزراء والنواب السابقين وقيادات سياسية ومديرين عامين، وفعاليات اقتصادية واجتماعية ونقابية ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات من المجتمع المدني، تخلله اطلاق نداء وطني جامع دعماً لمبادرة المفتي.

وتتابع المصادر بان شقير مهّد لحركته بسلسلة لقاءات وزيارات قام بها للمعنيين على كل المستويات، وفي مقدمهم سعد الحريري الذي زاره منذ فترة في ابو ظبي، مطلعا اياه على حركته التي «لم يمانعها» الحريري بحسب ما يؤكد المصدر المطلع.

وبما أن الحريري بعيد عن الحياة السياسية، كان لا بد لشقير ان يفاتح منافسه الاول نجيب ميقاتي بحركته، وهكذا كان اذ اجتمع شقير بميقاتي واضعا اياه بجو تحركاته، فاتى رد ميقاتي بحسب المعلومات على قاعدة: « ما بتأثر عليي ، انا طرابلس وانت بيروت»، كما التقى شقير السنيورة وتمام سلام، وينقل البعض عن شقير انه فاتح البيروتي، صاحب البيت السياسي العريق الرئيس السابق تمام سلام، والذي كان اعلن عزوفه عن الحياة السياسية، بأنه «في اليوم الذي تقرر فيه ان تعود من جديد الى الساحة السياسية فستجدني بجانبك «.

يدرك شقير تماما ان المباركة السعودية ضرورية، ويقول مصدر مطلع على جوّه انه لن يقدم على اي خطوة لا تكون مقبولة لدى المملكة، وعليه يكشف المصدر على جو المملكة ان اسم شقير مرحب به سعوديا.

اما في الداخل اللبناني، خارج اطار «نادي رؤساء الحكومات السابقين»، فتشير المعلومات الى ان شقير لم يقطع تواصله مع ثنائي أمل- حزب الله، ولا «فيتو» على اسمه من قبل حزب الله ، وفي هذا الاطار، ينقل عن احد المعنيين بحزب الله أن «شقير اسم محتمل لرئاسة الحكومة وهو اسم جيّد»، لكن الامر يتطلب اولا معرفة هوية رئيس الجمهورية، لتتبين بعدها هوية «سيّد السراي».

لقاءات شقير لم تقتصر على السنّة والشيعة ، فقد زار المرجعيات الدينية المسيحية، فالتقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كما المطران عودة واضعا اياهما بجو حركته، اما الاطراف السياسية كرئيس «التيار الوطني الحر» او رئيس حزب «القوات»، فالاكيد انه سيجتمع بهما عندما يحين الوقت المناسب واذا كانت الظروف سانحة.

يدرك الوزير الاقتصادي ان «الظرف المناسب» هو الذي يأتي به رئيسا للحكومة او يطيح هذه الفرصة، وهو لا يحلم بها، انما يقوم بما عليه فاذا اتت كان به واذا لا ، فالظرف لا يكون عندئذ مؤاتيا». ويعرف شقير تماما ويردد في مجالسه، أنه لا يمكنه ان يحل محل سعد الحريري على الساحة السنية ، وينقل عنه زواره ان بديل سعد هو سعد الحريري نفسه، وأن اي شخص يفكر في أن يأخذ مكانة سعد او يتوهم ان الحريري انتهى يكون «غبيا في السياسة»، كما أن التجارب ومحاولات البعض اثبتت أن من حاول أخذ مكانة الحريري فشل، في اشارة الى كل من فؤاد مخزومي واشرف ريفي.

على اي حال، قد يكون من المبكر جدا الحديث عن رئيس الحكومة المقبل، قبل كشف هوية رئيس الجمهورية المقبل، لكن الاسماء التي تدور حولها «كرسي السراي» يتقدمها اسمان: ابن طرابلس نجيب ميقاتي وابن بيروت محمد شقير، يختم مصدر متابع!

زر الذهاب إلى الأعلى