إيليّا القاتل أم إيليّا التائب؟
بقلم: الأب جورج مسّوح
النشرة الدولية –
…النبيّ إيليّا اكتشف أنّ الله لا يحبّ العنف. “فلم يكن الربّ في الريح، ولم يكن الربّ في الزلزلة، ولم يكن الربّ في النار، وبعد النار صوت نسيم لطيف”. هذه الرؤية شاء الله أن يُظهرها لإيليّا كي يريه أنّ الله ليس عنيفًا، بل لطيفٌ كالنسيم العليل…
من هنا، تفضّل الكنيسة الأرثوذكسيّة أن تصوّر إيليّا في أيقوناتها جالسًا في الصحراء، ومنتظرًا الغربان آتيةً إليه بالطعام من لدن الله. غير أنّ الناس يفضّلون إيليّا حاملاً السيف الذي يقطر دمًا، وباترًا رؤوس كهنة البعل، يفضّلون الله العنيف وإيليّا القاتل على إيليّا التائب.
الناس يريدون أن يكون الله وقدّيسيه على مستوى شهواتهم وأحقادهم، لذلك يتغافلون عن الصّفات الحسنة التي تزيّن بها القدّيسون، ويُبرزون بعض نقائصهم التي تراجعوا عنها بعدما كشف الله لهم ذاته ومحبّته للبشر. وهذا الأمر لا يقتصر على النبيّ إيليّا وحده، بل يتعدّاه إلى سواه من القدّيسين… عوض أن يرتقي المؤمنون إلى مثال القدّيسين، نراهم يجعلون القدّيسين على مثالهم.