واستقالَ الليل …
د. زينة جرادي
النشرة الدولية –
بإزميلِ مخيّلتي حَفرْتُ الذكرياتِ على وجهي كَحُورِ المُقَلْ
كَناقِشٍ مطرًا على تُرابْ
استقالَ الليلُ وتناثرتِ الأحلام
خرِسَ الصمتُ وابتلعهُ النسيانُ في متاهاتِ العُمْر
يجتاحُني هواكَ فأسكنُ ورقي وأزرعُ حروفي وكلماتي
أسكبُهُ ليُثمِرَ نجومًا وشُهُبًا وقمر
لا تسطعي يا شمسُ ولا تتوارَ يا ظلام
قبلَ أن يضيعَ الزمانُ دون أن أعبُرَ البحرَ بطلاسمي
أنا الرَّبّانُ
أَمخُرُ الأمواجَ في المجهول
أَنْتَصِبُ ساريةً لسفينتي في العاصفة
أسكنُ على قارعةِ أفكاري
تُحرِقُني تُخومُ نار
أتأرجَحُ بين حواسي كشُموسٍ غُرَرْ
وتموتُ التفاصيلُ معَ الوقت
أغتسلُ بماءِ الذكرياتِ من خدوشٍ أثْقَلَتْ روحي
سأكتبُكَ على موجٍ ذَبَحَ الصُّخورَ
وأَخُطُّ فيكَ قصيدتي السِّرّيةِ في عَتمةِ ليل
كَنَبْتَةٍ فوضويةٍ على حائطٍ عجوزٍ ارتداهُ الزمان
خَمرُكَ العاري يُدغدِغُ كأسيَ الفارغ
فيُعرّيني كارتطامِ ضوءٍ على المرايا
يتساقطُ الكُحْلُ المُبَلَّلُ مُتَسَرِّبًا بين هاوِيَتَيْن
يَجرحُني الليلُ في وحدتي
أبحثُ عن أُنوثتي
يُومِضُ فانوسُ عُمري وكأنَّ نورَ الشمسِ لا يكفيني للبحثِ عني