جَلَّ مَن لا يُخطئْ
زينة جرادي
النشرة الدولية –
كيف سَأَبْرَأُ مِنكَ وأنتَ ترتديني كثوبٍ في جُعْبَةِ الذكريات
ترفعُ الصوتَ شِعارًا أبكمْ
تخطِفُ الزَّمنَ وتسقيني مُرَّ الكلام
انطفأَ رمادُكَ وما عادتْ نارُكَ تُحرقُني ولا جُرُعاتُ الخيبةِ تَقتُلُني
أَرِقَةٌ أنا يُجافيني النومُ من وشوشةِ ريحٍ
تَدَلَّتْ على وَجْنَةِ دمعة
تركُضُ بمتاهَةِ التَنْهيدِ وفي عينيْكَ بريقُ النجوم
إرفعْ بصماتِكَ عني فقد امتلأتُ موتًا
ما لكَ ولمشاعري تُداعِبُها وتُوقِدُ الصَّبابَةَ فيها
تغرَقُ لَذَّةً بينَ جبالِ اللُّؤلؤْ وتذوبُ نشوةً
تدنو مني
تُبادِرُ إلى مَوائدِ الشِّفاه
أرَدْتَ قَطْرَةً فأعطيتُكَ الغيْثَ كُلَّهْ
تَمَنّيْتَ نجمةً فاصطدْتُ لكَ القمر
سرقْتَني مِنّي وتركتَني وحيدة
كيفَ هانَتْ دموعي عليك وَفيكَ كان أماني
نَسيتُني مشنوقةً على وريدِك
أَتأتيني اليومَ بالمعجزات؟
أَتخْشى الغرقْ! لموسى البحرُ انْفَلَقْ
يا رجُلاً لا يعرِفُ معنى الحُزْنِ كتاريخٍ بِلا عُنوان
أَتعافى بحروفي كُلَّما أصابتني سِهامُ الحياةِ
آتيكَ بِنَكْهَةِ سرابٍ فَوْضَويٍ
تَتَلاقَحُ فيها مشاعِرُنا
وتعودُ معَ الغدِ
تغزِلُ بروحي كَنَوِّ بحرْ
استفاقَ الليلُ على مسمعي كمزامير داوود
كساقيةٍ تاهتْ على جرفِ دُموع
أحمِلُ قلبي وكأنَّهُ في جسدٍ آخَر
لا يأْتَمِرُ لِما أقول
يَدُ الله رسولٌ للفُؤاد
أقسمتُ أني سأقسو
كمسمارٍ دُقَّ بحياة
لِمَ لا توصدُ الأبواب
قَلِّمْ مواسمَ الشوك
كسِّرِ السَّطرَ الأخير
وثِقْتُ يومًا برجلٍ وجَلَّ من لا يُخطئْ .