حزب الله مُنزعج من كلام باسيل… لكنه لن ييأس… وهذا ما أُعلِمَ به عن اللقاء مع بري
بقلم: جويل بو يونس

النشرة الدولية –

الديار  –

على وقع كلام تصعيدي لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، احرق فيه كل المراكب حول امكان السير برئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وتسريب خبر زيارة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا الى اليرزة، حيث اجتمع بقائد الجيش جوزاف عون ، ينتظر اللبنانيون ويترقبون اي حراك خارجي او متغيرات اقليمية من شأنها ان تسرّع عملية الاتفاق على رئيس للجهورية، بعدما بات المشهد الداخلي معقدا ومؤذنا لفراغ قد يطول.

 

فعشية جلسات “رفع العتب” الرئاسية، والمتوقع ان يرتفع عددها الى 7 يوم الخميس، ورغم تمسك ما يعرف بفريق المعارضة بترشيح ميشال معوض، الى حين صدور كلمة السر الخارجية والكشف عن الورقة المستورة لهذا الفريق والمتلطية خلف ابن زغرتا، اسمان جديان لا ثالث لهما حتى اللحظة، يبرزان على حلبة الاستحقاق الرئاسي: سليمان فرنجية وقائد الجيش.

 

وعلى الرغم من احراق باسيل لكل محاولة للتفاهم مع فرنجية، كان لافتا كلام النائب علي حسن خليل بالامس والذي اتى هادئا ، رغم كلام باسيل من باريس عن ترويكا الهراوي – بري – الحريري، والتي قد تتجدد بفرنجية – بري – ميقاتي في حال وصول فرنجية للرئاسة. فحسن خليل ابقى الباب مفتوحا امام امكان التفاهم مع باسيل.

 

هذا الواقع يترافق مع ما اكدته مصادر موثوقة مطلعة على جو 8 آذار، بان حزب الله لم ييأس بعد حول امكان التوفيق بين حليفيه، وتقول: “بعدنا باول الطريق”، علما ان المعلومات تشير الى ان حزب الله منزعج من كلام باسيل العالي السقف، وتقول مصادر موثوقة: ليس المشكلة بهجوم باسيل على فرنجية، لكن لماذا التجريح بالشخصي؟

 

وهنا، تؤكد المصادر انه على عكس ما قيل ، فباسيل لم يضع حزب الله مسبقا بجو موعد لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتشرح المصادر بان ما حصل هو ان رئيس التيار ابلغ حزب الله بان هناك موعدا سيرتّب مع بري بمسعى من كريمته السيدة فرح بري، فحصل بعدها اللقاء الذي علم به الحزب بعد حصوله، واطلع على اجوائه من بري.

 

وبحسب المعلومات ، فقد تحدث باسيل امام بري بنقطتين: الاولى وجوب انهاء الخلاف، فكان بري مرحبا، والثانية الملف الرئاسي، الا ان رئيس المجلس اكد لباسيل ان مرشحه كان بالماضي سليمان فرنجية، واليوم هو نفسه سليمان فرنجية، قبل ان يطرح بايسل رأيه المعلن بعدم امكان السير بفرنجية، وابلاغ بري بانه قال هذا الكلام للسيد حسن نصر الله ، قبل ان يطرح التوافق مع فرنجية على شخصية اخرى، عندها نصح بري باسيل، كما بات معلنا، بالاتفاق مع امين عام حزب الله ، وانتهى اللقاء على اتفاق باستكمال النقاش.

 

ذهب بعدها باسيل الى باريس، وقال ما قاله مهاجما فرنجية وبري معا. كلام باسيل قرأت فيه اوساط مطلعة بانه رسالة مبطنة الى حزب الله الذي، ولو ان اوساطه منزعجة من كلام باسيل، الا انها ابت التعليق .

 

وبانتظار اي مسعى جديد يقوده حزب الله، بدأ الحديث في الكواليس عن مبادرة فرنسية ستعمل عليها باريس بتنسيق اميركي – سعودي، قوامها: جوزاف عون رئيسا للجمهورية. وهي كانت فاتحت بحسب المعلومات حزب الله بموضوع قائد الجيش، عندما زارت السفيرة الفرنسية منذ اسابيع عمار الموسوي في حارة حريك، علما ان السفيرة الفرنسية فاتحت الحزب باسم قائد الجيش، لكن حزب الله حرص على عدم اعطاء اية كلمة حاسمة، وترك الامر لا “معلق ولا مطلق”. علما ان المطلعين على جو حزب الله يعلمون ان مرشح الحزب هو سليمان فرنجية، الا ان الحزب يحرص دوما على عدم اعطاء اي “فيتو” على اية شخصية تطرح، تحسبا لاية تطورات قد تدفع بتسوية كبرى عندما يحين موعدها.

 

هذه المعلومات ترافقت مع تسريب لخبر لقاء جمع منذ ايام مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا بقائد الجيش جوزاف عون في اليرزة، وما تبعه من تحليلات بان هذا الامر يؤكد الا “فيتو” من حزب الله على قائد الجيش، وانه تخلل اللقاء بحث بهواجس الحزب حيال امكان السير بجوزاف عون.

 

الا ان مصادر مطلعة على جو حزب الله اكدت ان لا اساس لكل ما حكي بالاعلام حول مضمون اللقاء، فهي ليست المرة الاولى التي يزور فيها الحاج وفيق قائد الجيش، فيوم الاربعاء الماضي على سبيل المثال زار صفا العماد عون. وتتابع المصادر: من مهام صفا متابعة وتنسيق العلاقة مع الاجهزة الامنية ، فهناك مواضيع يهمنا متابعتها مع المعنيين كمداهمات في بعلبك – الهرمل مثلا، وعمل اليونيفيل بالجنوب وغيرها، والاكيد ان لا “فيتو” من حزب الله على اي اسم محدد، ختمت المصادر.

 

وفيما لا تزال مصادر مطلعة على جو قيادة الجيش تلتزم الصمت حيال كل ما يقال عن قائدها، جددت رغبتها بعدم زجها في حسابات القوى السياسية في الاستحقاق الرئاسي، وعدم استخدام قائد الجيش في التصويب على اي من القوى السياسية.

 

هذا في لبنان، اما في باريس فكشفت اوساط مطلعة على الملف اللبناني عما اذا كانت قد طرحت اسم قائد الجيش جوزاف عون للرئاسة، بان هذا الكلام اتى منذ اشهر، وهذا الجو دقيق، مشيرة الى ان هناك اتصالات بطيئة بين فرنسا واميركا لم يتم خلالها طرح اي اسم باستثناء اسم قائد الجيش، اذ قيل انه في حال اعطي جوزاف عون معدات، وليس بالضرورة اسلحة ومساعدات لزيادة رواتب العسكر، فيمكنه ان يكون قادرا على محاورة الجميع من موقع القوة.

 

وعليه، فالاكيد ان لا جواً اقليميا ودوليا واضحا بعد لتحديد المسار الرئاسي اللبناني، علما ان مصدرا موثوقا في باريس، كشف للـ “او تي في” بانه سمع منذ اشهر بان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وفي حال لم يستجد طارئ، قد يزور لبنان في شهر كانون قبيل الميلاد، الا ان المصدر نفسه ختم بالقول: هذا ما سمعناه سابقا من دون تأكيد ما اذا كان الامر لا يزال ممكنا اليوم!

 

Back to top button