في لبنان… إحتكار التجار يؤجّج الأسعار وسلّة رمضان على طاولة “الأمن الغذائي”
بقلم: باتريسيا جلاد

النشرة الدولية –

نداء الوطن –

على وقع تعاظم الهمّ المعيشي وتحليق اسعار السلع الإستهلاكية تماشياً مع ارتفاع سعر صرف الدولار الذي تخطى عتبة الـ25 ألف ليرة لبنانية أمس وتحليق أسعار المحروقات والبنزين، بلغ “الموس” في اليومين الماضيين “ذقن” الخضار، التي باتت من المحرّمات على الشعب اللبناني، بعدما حقّقت وثبات قياسية في سعرها.

فعلى بُعد أيام من بدء شهر رمضان انطلق الارتفاع الصاروخي في أسعار “الحشائش والخضار”، الأمر الذي وضعه وزير الزراعة عباس الحاج حسن ضمن تأثيرات العوامل الطبيعية، قائلاً لـ”نداء الوطن”: “العواصف والبرد القارس وتدني درجات الحرارة ساهمت بشكل اساسي في “قلّة” الإنتاج وعدم كفايته لتلبية الطلب، لأنه في مثل هذا الوقت من العام يكون الطقس جيداً ونضجت الخضار الموجودة في الخيم البلاستيكية”، لافتاً في الوقت نفسه الى أن “احتكار التجار يلعب دوره أيضاً في زيادة الأسعار، فبدل أن يلتزم التجّار بربح بنسبة 15% على سعر الشراء بالجملة، باتوا يحققون ربحاً بنسبة 40 و 50% وهذا أمر غير مقبول لا إنسانياً ولا وطنياً ولا أخلاقياً ولا بدّ من ضبط المحتكرين”.

وأضاف الحاج حسن: “كنا نوقّع أذونات لاستيراد الخضار من سوريا والأردن والدول العربية، وهذا الأمر دونه أزمة، فكلفة الشحن مرتفعة كثيراً، عدا عن ارتفاع سعر صرف الدولار وتداعيات ذلك على الكلفة، وعدم توفر الكمية التي نحتاجها من التجار، والعمل يجري حالياً على توسيع المساحات المزروعة في الخيم البلاستيكية على الأراضي اللبنانية، من خلال مساعدة المزارعين والحصول على هبات من الدول المانحة لتكون لدينا القدرة على إنتاج وتأمين الحاجة المحلية”.

وحول السلة الغذائية التي تحدّث عنها وزير الإقتصاد والتجارة أمين سلام التي يتمّ اعدادها لشهر رمضان، أجاب الحاج حسن: “منذ 12 يوماً التقينا بتجّار الجملة وبحثنا في الموضوع، ونعدّ العدة لهذه السلة بالتعاون مع وزارة الإقتصاد، وسنطرحها على طاولة البحث في اجتماعات لجنة الأمن الغذائي”.

وكانت اللجنة تناولت خلال اجتماعها أمس في السراي الحكومي برئاسة ميقاتي الاقتراحات والحلول المقدمة لتأمين المواد الأساسية التي كانت تُستورد من أوكرانيا، مثل الزيت والقمح والسكر، وتمّ الإعلان عن وصول بواخر محملة بـ25 ألف طن من القمح، وهي تصل تباعاً بسبب البطء المعتمد في فتح الإعتمادات من قبل مصرف لبنان. وأمل الحاج حسن التمكّن في لجنة الأمن الغذائي من “استيراد منتجات زراعية لنعزّز حاجتنا في السوق المحلية وبالتالي خفض الأسعار”.

وفي السياق نفسه عرض رئيس جمعية المزارعين انطوان الحويك للمشكلة التي تواجه المزارعين، لا سيما المستلزمات الزراعية التي كان يترتّب دعمها بقيمة 150 مليون دولار سنوياً و “الهجوم” الذي حصل على المنتجات الزراعية، وارتفاع أكلاف المازوت “ما خفّض من القيمة الإنتاجية للمنتوجات الزراعية”، موضحاً لـ”نداء الوطن” أنه “في القطاع الزراعي ليست الكلفة هي التي تحدّد السعر ولكن العرض والطلب، ونظراً الى أن الكميات المطروحة في السوق باتت أقل من حجم العرض ارتفعت الأسعار”، وتوقّع الحويك أن تعاود الأسعار تراجعها يوم الخميس المقبل بعد انحسار العاصفة وتحسّن الطقس.

وكان سجّل مؤشّر بورصة الخضار على سبيل المثال ارتفاعاً لكيلو البندورة من 16 ألف ليرة لبنانية في المحال التجارية الى 35 ألفاً، وسعر كيلو الخيار 38 ألف ليرة من 12 الفاً، والكوسى 29 ألف ليرة والباذنجان 35 ألف ليرة. أما الحشائش مثل الزعتر وباقة الفجل فسجّلت 7500 ليرة لبنانية، في حين بلغ سعر البقدونس والبقلة والنعناع 5000 ليرة لكل منها وهو رقم قياسي غير مسبوق. أما اللوبياء فباتت من الكماليات على المائدة اللبنانية إذ وصل سعر الكيلو منها الى 115 ألف ليرة!

زر الذهاب إلى الأعلى