كأسُ العذارى

د. زينة جرادي

النشرة الدولية –

كأسُ العذارى

أتعلمُ أني غُرِستُ زهرةً في بُستانِ نَيْسان

تفتحتْ حبًّا تجعَّدَ على قارعةِ خيانة

تشربني كأسًا يسيلُ من الأحداق

تقطَّرَ من عناقيدِ دم

لثمَ شفاهي فجرَّدني من ظلي

وعرّاني بكلامِ إِغواء

حصدَ من حُضني شهْوة

عصرَ لكَ مِزَقَ الهوى في كل ليلٍ داجٍ  ونهارٍ ساجٍ

كما ينْسَلُّ الفجرُ من ظُلمةِ ليلٍ كالحْ

عَبَرْتَ إلى نفسي من ثقوبِ الحياة

لا إكراهَ في الحب…

هل تعرِفُ الفرقَ بيننا

أنتَ أضعْتَ الحبَّ فاعتزلتَ الهوى

أما أنا فضمَمْتُهُ بينَ خافقيَّ

كن ماءً  يأخذُ شكلَ ما يحتويه

يأخذُ طعمَ ما يُضافُ إليه

كن نقاءً …صفاءً

كن شفافًا بلونِ سماء

بحراً احتفظَ  بالأسرار

وإن سألوكَ يومًا عني قل لهم

رحلتْ إلى البحرِ تبحثُ عن حوتٍ ابتلعها ذاتَ مرَّة

ثم عادَ وأطلقَ سراحها

تكلم …

تعلمْ لغةَ الشجر

لغةَ فجرٍ بعدَ ظلامِ ليلٍ انتشر

لغةَ الحروفِ الوارفة

لغةَ أشابينِ الجان…

لا تغتربْ كمرفأٍ هاجرَ عن شاطئِه

كسنواتٍ سَجَنَها الأبيض

تلمعُ حروفُكَ برْقًا عندما عني يتهامسون

ولربما غيثًا يسَّاقطون

فالعمرُ لا نعيشُهُ مرتين

اختر من العذارى من تشربُها بِلا كأس

كنغمٍ أَبكمَ بداخِلِك

كدندنةِ ريحٍ في جَوْفِ قصب

May be an image of 1 person, standing and outdoors

Back to top button