كتب الإعلامي خليل مرداس… محاصرة المختارة كانت وما زالت ضرباً من الخيال
لنعود ونقرأ التاريخَ جيداً، ولنتمعن في البحث أكثر عن دار المختارة ودوره منذ قرون وقرون مضت، وليتعمق البحث بتاريخ وليد جنبلاط بدقة وتمعن أكثر.. وكي لا نرجع للوراء كثيراً، سنبدأ بمرحلة ما بعد السقوط الإقتصاديّ اللّبناني، والتّي رافقها أزمة كورونا، فوليد جنبلاط كان السباق بقيامه بحشد كل المجموعات والفرق التي وضعت نصب أعينها هدف واحد ألا وهو الإسعاف الإجتماعي عبر العمل على تأمين كافة السبل لتأمين الإحتياجات المعيشية اليومية، وبنظرة سريعة على مستشفيات الجبل فتكاد تكون هي الوحيدة في لبنان التي قامت باستقبال كافة المرضى دون تفريقٍ بين قيسي ويمني، وذلك دون الضغط على المرضى بموضوع دفع المستحقات المالية بظل الصعوبة التي تواجهها، ناهيك عن التقديمات الإجتماعية عبر تجهيز كوادر طبية في مختلف القرى الجبلية، وتأمين الحدّ الأقصى من المساعدات لإنقاذ العام الدراسي إن كان لناحية تأمين المازوت للمدارس، وسبل طاقة بديلة بظل تهشيم القطاع الكهربائي اللّبناني.
ما يتعرض إليه وليد جنبلاط يوماً بعد الأخر من هجمات رخيصة مشبوهة، وعقيمة تماماً كأصحابها الجبناء توضح يوما بعد يوم مدى تمسك أبناء الجبل بخليفة المعلم الشهيد، فهم الذين لم ينسوا يوماً الوفاء؛ وبالكلام عن الوفاء فإن الحديث يطول ويطول، فالمختارة باتت الدار الأولى ومقصداً رئيسياً لقرى الجبل والشوف دون تفريق بين مسلم أو مسيحي أو درزي.
هذا الوفاء لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج حقبة طويلة صمد وليد جنبلاط والحزب التقدمي الإشتراكي خلالها أمام هجمات بعض الحقودين، مُحَصَنين في بيئةٍ حاضنة، تُؤْمِنُ بكلمة الوفاء، ونهجها نهج الوفاء، وفكرها فكر الوفاء، وعقليتها وتاريخها وحاضرها وماضيها يتلخص بالوفاء إلى دارة المختارة، وإلى من عقد العزم منذ الأب إلى الإبن فإبن الإبن على إبقاء أبوابها مفتوحة ليلاً نهاراً، في الحرب والسلام، وفي البحبوحة والأزمات، أمام كل قاصدٍ، وطالبٍ، ومحتاجٍ، ومتألمٍ.
كما في الحرب، وتماماً في السّلم اعتاد “بيك” المختارة على تحقيق النصر، منتصراً لمصلحة الأبناء وأصحاب القضية، منتصراً للبنان الواحد الأوحد، واقفاً في الصّفوف الأولى لدحر المحتل، ثائراً في ٢٠٠٥، وصامداً في ٢٠٠٧ أمام وأد الفتنة..
وفي كل مرحلة سيقف موقف الرجال، وسيصمد لأجل القضية، واليوم سيتجدد الوفاء، ونكون إلى جانبه صوتاً واحداً، وموقفاً موحداً، فالقضية واحدة من الكمال إلى الوليد فتيمور.